الجمعة , 29 مارس 2024

كن أنت المسئول !

= 4823

✍ صفاء مكرم

إذا كنت تريد تحقيق أهدافك بشكل جيد عليك أن تقر وتعترف بأنك المسئول المسئولية الكاملة عن جميع أوضاعك فى الحياة وكل ما وصلت إليه فى كل جوانب حياتك سواء كانت الجوانب المالية إذا كنت فقيرا أو غنيا وكذلك الجوانب المهنية إذا كنت ناجحا مميزا أو غير ذلك والجوانب الاجتماعية والجوانب الدينية فى علاقتك بربك وكذلك جوانب تحقيق الذات وتطويرها .

فلكى تصل إلى أهدافك فى كل المجالات هذه هى الخطوة الأولى و التى تريحك من تعليق أخطاءك على شماعة الآخرين وعلى المجتمع من حولك وتحمل غيرك مسئولية فشلك أو عدم تمكنك من الوصول إلى مبتغاك فى شتى جوانب حياتك .

وبالتالى يكون له تأثير إيجابي على عقلك الباطن والذى يحاول بدوره أن يساعدك ويعطيك كل المفاتيح الممكنة وطرق جديدة توصلك لأهدافك وتجعلك تتحمل المسئولية الكاملة وحينها يتم حل جميع مشاكلك بشكل سحرى.

فلا تعلق أخطاء ك على شماعة المحيطين والظروف والمجتمع وتخرج نفسك بريئا بلا اتهام بل عليك أن تتحمل المسئولية الكاملة عن كل ما وصلت أنت إليه فيتم برمجة عقلك الباطن على إيجاد الحلول المناسبة وعدم الإتكالية والبحث بطريقة جدية عن كل مايوصلك للهدف بشكل مباشر أو غير مباشر .

تذكر الآية القرآنية التي تقول ” ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك”
فانسب كل فضل إلى صاحبه أى إلى الله عز وجل فكل شىء جميل منه سبحانه وكل شيء سيء فهو منك .

فإذا كنت تنعم بصحة جيدة فهذا من فضل الله عليك وإذا كانت صحتك سيئة فأنت المسئول فربما لا تأكل أكل صحى أو أنك لا تمارس الرياضة بشكل دائم.

وإذا كنت غير ناجحا فى مجالك المهنى فمن المؤكد أنك لم تضع خطة لتطوير نفسك وتنمية الإيجابيات والتخلص من السلبيات.

وإذا كنت غير ناجحا فى علاقاتك الإجتماعية فليس من المعقول أن الناس كلهم ضدك ولكن هناك جانب سيء بداخلك ابحث عنه وحاول علاجه واعمل على إصلاحه وابتعد عن الأشخاص السلبيين قدر الإمكان .

وإذا كنت فى أسوأ الابتلاءات وأصعبها فالحل هو إرجاع المسئولية الكاملة إلى نفسك فأسوأ ابتلاء كان التقام الحوت لسيدنا يونس ابن متى عليه السلام وعلى نبينا الصلاة و السلام الذى غضب من قومه فتركهم ورحل عن دعوتهم دون أمر من الله عز وجل وركب السفينه فلما توسطت البحر وهاجت الأمواج قالوا ان من المؤكد أن بينهم عاصي لله فاقترعوا فوقعت القرعة على سيدنا يونس عدة مرات فالقوه فى البحر فابتلعه الحوت ولم يؤذيه لإرادة الله ذلك به ومن الجدير بالذكر أن قومه فى هذه الأثناء تابوا و أنابوا إلى الله عز وجل.

وكان الخلاص بالاعتراف بالمسئولية الكاملة فقد قال ” لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين “

لا إله إلا أنت : إقرار واعتراف أنه لا معبود بحق إلا الله.

سبحانك : إقرار واعتراف أن الله سبحانه و تعالى منزه عن كل عيب وعن كل نقص .

إنى كنت من الظالمين : اعتراف كامل بمسئوليته عن كل ما وصل إليه.

فقد مر سيدنا يونس بأصعب وأشد ابتلاء وكان الحل فى أن يرجع الخطأ وأن ينسبه إلى نفسه وبذلك نجاه الله عز وجل وكان من الممكن أن يعيش في بطن الحوت إلى قيام الساعة لولا أنه كان من المسبحين الذين ينزهون الله عز وجل عن كل خطأ وعن كل عيب ونقص.

” فلولا أنه كان من المسبحين للبث فى بطنه إلى يوم يبعثون”
فنجد أن الله عز وجل نجى سيدنا يونس من الظلمات الثلاث ؛ ظلمة الليل وظلمة البحر وظلمة بطن الحوت وبهذا يعلمنا الله سبحانه وتعالى أنك إذا تحملت المسئولية و أرجعت كل السوء إلى نفسك وحدها حينها يبدو لك الطريق وتحل مشاكلك ويتضح ذلك فى قوله سبحانه و تعالى ” وكذلك ننجى المؤمنين”.

شاهد أيضاً

د. عائشة الجناحي تكتب: كلمات تأسر القلوب

عدد المشاهدات = 551 ما زلت أتذكر كلمات إحدى السيدات الإيجابية المرصعة بالرقي والتي ستبقى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.