الجمعة , 29 مارس 2024

همسات نفسية: لماذا يتجه الرجل لإمرأة أخرى غير زوجته؟

= 1639

بقلم: عادل عبدالستار العيلة

هذا السؤال يشغل الكثير من النساء وربما أتجاسر وأقول يشغل كل النساء، ولا شك إنه سؤال مهم ربما حتى الرجل يسعى لمعرفة إجابته ومن هنا جاءت فكرة المقال وهدفه، (نتحدث هنا عن الميل او التوجه العاطفى فقط وليس الجنسى .. فالخيانه الجنسية لها أسباب أخرى كنا قد ذكرناها فى مقال سابق)..

ولقد بحثت جيداً أثناء الإعداد لهذا المقال قبل الشروع فى كتابته، وشاء القدر أن أكون على قدر كبير من الحظ أن قرأت ما قاله أحد علماء الطب النفسى فى هذا الأمر وهو الدكتور يحى الرخاوى، وقد أشار أستاذنا الى أن أهم الأسباب النفسية لاتجاه الرجل لامرأة أخرى غير زوجته؟ هو أن الزواج ليس عقد ملكية احتكارية، ولكنه تنظيم اجتماعى ودينى، ولابد من التفرقة بين القدرة على الحب وهى قدرة مطلقة نحو كل ما هو جاذب، ومتناسق وجميل، وبين ما يترتب على هذه القدرة من احتياجات وتنظيمات وعلاقات، فالأصل فى الإعجاب والإنجذاب أن يكون عاما وشائعا، والمتفق عليه بالنسبة للإرتباط والزواج هو أن يكون خاصا ومحددا ومعلنا وملزما.

أما اتجاه الرجل نحو الإعجاب بأخرى أو حتى (حبها) ليس شاذا ولا غريبا، خصوصاً وأن هناك قاعده تقول (ليس على الوجدان سلطان) أما أن يترتب على هذا الاتجاه خلخلة للعلاقة الأولى، أى أن يكون على حساب علاقة الزواج المعلنة والملزمة فهذا هو ما ينبغى الوقوف عنده، لأن هذا هو الخطر والخطأ (بمعنى أوضح أنه عليك أن تفرق بين ما يشعر به قلبك وبين ما يترتب على هذا الشعور من إجراءات أو تصرفات أو قرارات). (وتلك القرارات أو الإجراءات غالبا ما تكون على حساب العلاقه الزواجية المُعلنة ومن قبلها على حساب الإثم المشروع).

ولكن أيضا على الرجل أن ينتبه جيداً إنه ورغم قولنا بأن (ليس على الوجدان سلطان) ولكنه يستطيع أن يُدير هذا الأ..مر فالشعوريتكون من ” 4 ” مراحل: الأولى وهى الخاطرة (الاعجاب) ثم ينتقل إلى المرحلة الثانية وهى الهم (الانشغال بها) ثم الإرادة (قررت أكلمها) ثم العمل (بدأت أكلمها) ..

وكان لزاماً عليه أن يقطع هذا الشعور وهو فى مرحلته الأولى وهى الخاطرة لأنه أسهل من قطعه فى المرحلة الثانية وهكذا، لأنه بعدم القطع سينافس هذا الشعور الحياة الذى هو فيها وأقصد زوجته، وهدفنا هو سُكن الحياة القائمة .. فما دمت قد اخترت زوجتك يجب عليك الالتزام من الوقوع فى هذا الخطر، هذا حين نتحدث عن علاقة أخرى وليس عن زواج مستقبلى يخضع لكل ما خضع له الزواج الأول (لأن معظم الزوجات تعتبر الزواج الثانى أيضا خيانة لها !!)

وأحسب أن هذا الجو الإنسانى من السماح والطيبة والعلانية، هو الوقاية الحقيقية ضد الألعاب السرية، والانحرافات التحتية، ولكن فى الجانب الآخر يجب أن تبتعد وتتخلى الزوجة عن أفكار الملكية الخاصة والاحتكار، مع الالتزام بالمصارحة والثقة لأنهما السبيل لجعل العلاقة الزوجية تنظيما شريفا ملتزما، وليست سجنا خانقا يحاول المسجون فيه أن يقفز من فوق أسواره حتى لو كان ما ينتظره فى الخارج أسوأ مما يتمتع به فى داخله.

والسؤال الآن … ماذا تفعل الزوجة لإستعادة زوجها من أحضان امرأة أخري؟

أولا: على الزوجة أن تثق بنفسها فعلا، وألا تهتز وتنهار، أو تستعطف وتتمادى فى الاستجداء، أو تثور وتصاعد فى العدوان.

ثانيا: عليها أن تعيد النظر فى حقيقة العلاقة القائمة بينها وبين زوجها، وفى دورها فى ذلك، وعما إذا ما كانت قد استرخت واطمأنت حتى أهملت وتكاسلت.

ثالثا: عليها أن تدرك أن تعود زوجها عليها يعطيها مزية مؤكدة، حتى ولو كان هذا التعود يحمل مظنة الرتابة والتكرار، فإنه أيضا وقبلا يحمل معانى الطمأنينة والألفة.

رابعا: عليها ألا تعتبر نفسها في معركة كرامة، ولكننى أنصحها أن تراها فرصة لإعادة النظر، وأنها ستكسب إن آجلا أو عاجلا.

خامسا: ينبغى ألا تقع فى فخ الانتقام بالمعاملة بالمثل، لأنها قد تخسر نفسها أيضا، ولن تكسب زوجها أبداً.

(حفظ الله بيوتنا … حفظ الله مصر … أرضاً وشعباً وجيشاً وأزهراً)

شاهد أيضاً

د. عائشة الجناحي تكتب: كلمات تأسر القلوب

عدد المشاهدات = 848 ما زلت أتذكر كلمات إحدى السيدات الإيجابية المرصعة بالرقي والتي ستبقى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.