الجمعة , 29 مارس 2024

منى العزب تكتب: نمو أم تنمية ؟

= 1763

Mona Azab 3


الفارق كبير بين النمو والتنمية.. النمو هو ما يحدث للاقتصاد المصري الآن من تحسن في الأداء وزيادة في الاستثمارات والمشروعات. اما التنمية فهي ان يكون عائد النمو الاقتصادي موجها لتحسين احوال المواطنين , خاصة اصحاب الدخول المتوسطة وليس مقصورا علي فئة محددة من الشعب قد تكون أصحاب رؤوس الأموال والمستثمرين.

وليس ادل علي ذلك من معدل نمو الاقتصاد المصري يوم 24 يناير 2011 – اي قبل الثورة بيوم واحد – والذي وصل الي اعلي معدلاته وبشهادة دولية. الا ان كل ذلك لم يكن له قيمة لأن عائد النمو كان موجها لرجال أعمال مبارك وليس للمواطنين البسطاء.

واذا كنا تعلمنا الدرس جيدا فإننا في حاجة الي سياسة معلنة من الدولة تجاه المواطن العادي تحدد ملامح برامج العدالة الاجتماعية التي كانت احد مطالب ثورة يناير الثلاثة ومعها إجابات علي عدد من الاسئلة اولها: ما هي سياسة الدولة تجاه الدعم؟ وهل سيتم إلغاؤه كما يتردد خلال خمس سنوات؟

ماهي برامج الدولة تجاه الأسر الفقيرة وماذا بعد برنامج كرامة وتكافل والذي يشمل شريحة محددة من الاسر الفقيرة وليست كل الاسر متوسطة الدخل؟

ماهي سياسة الدولة لضبط الاسعار وآليتها للسيطرة علي الاسواق والتي يجب ان تشمل ان تكون الدولة منتجا منافسا وليس مجرد حكومة تضع قوانين ولا تتابع تنفيذها؟

ماهي سياسة الدولة تجاه الدعم الموجه للمستثمرين؟ وكيف ستحقق معادلة تشجيع الاستثمار وتقديم الدعم لهم من جانب ,وتوجيه الدعم للمواطن المستحق له من جانب آخر؟

وفي حال النجاح فيما تم الاعلان عنه من مشروعات خلال المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ ما هي السياسة التي يجب ان تغلف كل هذه المشروعات لتصب في النهاية لصالح جموع الشعب ولاتتحول الي مجرد "سبوبة " للكبار؟

وماهي ملامح منظومة الضرائب الجديدة وماذا تهدف؟ ومن سيدفع فاتورة المرحلة الحالية؟ مرحلة البناء وهل سيحصد المشاركون في البناء عائد بنائهم؟ ام سيبنون للساكنين الجدد – القدامي – والذين اعتادوا ان يبنوا جنتهم فوق احلام البسطاء؟

كيف سيتم توجيه الاقتصاد ناحية الفقراء بعد أن ظل أعواما يميل الي الناحية الأخري والتي ظهر مؤخرا بعض من وجوهها القديمة؟ بقدر ما أظهر المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ من علامات للتفاؤل بتحسن احوال الاقتصاد المصري بقدر ما وضع من علامات للإستفهام حول مصير النمو المرتقب.

————

Mona.alazab12@gmail.com

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: سندوتش المدرسة.. صدقة وزكاة

عدد المشاهدات = 6975 لا ينكر إلا جاحد ان الشعب المصرى شعب أصيل، شعب جدع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.