الجمعة , 19 أبريل 2024

د. إيمان فريد معاذ تكتب: الصحوة .. أم الغفوة؟

= 2024

قبل أحداث يناير بأعوام طويلة نسبيا ربما مباشرة بعد انتصارات اكتوبر واستعادة سيناء ..
انتشرت فى مصر بعض الظواهر الدينية مثل ظاهرة الحجاب و النقاب و اللحية و الجلباب .. وسعد المصريون الطيبون بهذا المصطلح الجديد الذى إنتشر بيننا فى كل مكان ( الصحوة الدينية ) وظهور العديد من الجماعات ، الجماعة الإسلامية .. وجماعة التكفير و الهجرة .. و انصار السنة .. و السلفيين .. و الجهاديين ،، و غيرهم من جماعات ..

ونكتشف أن جميعها مجرد مسميات لتنظيم عنقودى واحد هو الإخوان المسلمين .. الذى تأسس و تجزر فى المجتمع المصرى منذ الأربعينيات .. ثم عاد لينشط فى ثوب وصوت جديد ، فى ظل منظومة امنية تترقبه و ترصد تحركاته ..

و تدفقت عليه الأموال من قوى الشر العالمية (المؤسسة الأم ) طبقا لمخططهم اللعين .. لينطلقوا فينا أرضا وجوا ، مدعومين بدعاة جدد وبقنوات فضائية دينية على كل شكل و لون .

و انتشرت الجمعيات الأهلية الممولة من الخارج فى مصر .. وأيضا المدارس الخاصة التى تحمل أفكارهم وكراهيتهم للمجتمع ولكل من خالفهم ..
كما انتشرت مراكز تحفيظ القرآن فى كل مكان وفيها يتم نشر الفكر الوهابى المتشدد و الوافد الينا من شبه الجزيرة العربية ..

وأصبحنا نبتعد دون أن نشعر يوما بعد يوم عن ديننا الحنيف ووسطيتنا و تحضرنا الدينى والفكرى .. و تسربت الينا لغة العنف و الوحشية لبعض النفوس التى كانت تبدو طيبة وحضارية ..

و للمرة الاولى فى تاريخ المصريين .. بدأت بعض القنوات الدينية تناقش و بتبجح .. هل المسيحى مؤمن أم كافر ؟ و هل يجوز السلام عليه ؟ و تهنئته بالعيد ؟ و هل يجوز الترحم عليه اذا مات ؟

و كردة فعل طبيعية أو صناعية .. ظهرت ما سميت برابطة مسيحى المهجر .. المتطرفين و الثائرين ومدعومين المطالبة بحقوق النصارى المضطهدين فى مصر .. لولا أن تصدى لهم البابا شنودة رحمه الله ، مدافعا عن مصر وعن وحدة المصريين ..

ايضا للمرة الاولى فى تاريخ مصر .. تنفجر الكنائس فى الأعياد موقعة عشرات القتلى من أبنائنا المصريين ..

و تعلوا أصوات المتآمرين على الفضائيات لتفعيل الازمات .. و تدنيس المناسبات القومية و الشخصيات التاريخية و البطولات .. ويتهافت المنتجين الممولين من الخارج لإنتاج أقبح الأفلام و المسلسلات لتشويه كل ما هو جميل من قيم وأخلاق وشخصيات مصرية .. فيتجه الشعب الجميل محب الفن للمسلسل التركى المبهر .. هاربين من قباحة المصرى .

ثم تأتى الثورة ( المجيدة ) ما سمى بالربيع العربى وهى الحرب بالوكالة والتى بها حكم الإرهاب مصر لمدة عام ، لتتكشف الوجوه التى كم خدعتنا .. و الألسنة التى كم أضلتنا .. و لنكتشف جميعا ان ما كنا فيه لم يكن الصحوة الدينية كما زعموا .. بل هى الخديعة و المؤامرة .. و هدم صرح الوطنية .. و انعدام الهوية ..

اليوم جميعنا بلا ادنى استثناء بعد ثورتين .. نتمنى العودة لما قبل الصحوة الدينية .. العودة لأصالتنا و أخلاقنا و ديننا الحنيف الذى نعرفه و محبتنا .. العودة لإعلامنا الراقى ، و مسلسلاتنا الرائعة وافلامنا الهادفة والتى كانت منارة العالم العربى .

جميعنا دون ان نشعر أصبحنا نحول القنوات لأفلام الأبيض والأسود عودة الى ماضينا الأصيل .. نسعد بصوت أم كلثوم وعبد الوهاب و أغانى الزمن الجميل ..

نشعر أننا فى أشد احتياجنا لصحوة أخلاقية تعود بنا لما قبل عصر الانفتاح و الفوضى و الفهلوة و الفساد و السرقة المقنعة و البطالة المصطنعة …

لنعود لعصر العلم و العمل و العرق و الكفاح و البساطة .. من اجل النهوض بمستقبل أبنائنا .

دعونا أيها السادة ..
نقاطع .. كل ما هو سفيه يستخف بعقولنا سواء على قنواتنا التلفزيونية أو الفضائية .. أو حتى على مواقع التواصل الاجتماعي .. دعونا نرتقى بعقولنا و أخلاقنا ومحاولة إصلاح ما أفسده هؤلاء الخونة فى هذا الجيل .. دعونا نعود لجوهر خلق يحمله القرآن و الإنجيل .

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: صلاة الرجال مع النساء.. باطلة!

عدد المشاهدات = 3456 نشر فضيلة الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب على صفحته الرسمية على …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.