السبت , 20 أبريل 2024

إيمان سليمان تكتب: من أنت في حياتي؟

= 4523

حياة كل منا مليئة بالأشخاص بمختلف مسمياتهم أو مدى صلتنا بهم أو حتي معاملاتنا فيما بيننا كالأهل والأسرة والأصدقاء والأصحاب والرؤساء ورفيق الدرب ….إلخ.

كل هذا وأكثر في حياة كل منا ولكن هل يتساوي كل هذا مع بعضه البعض أم هناك درجات في قربهم منا من منا هؤلاء من لا حياة لنا بدونه من منهم لانستطيع الإستغناء عنه؟

قد تكون الإجابة سريعه وتلقائية مجرد الإنتهاء من قراءة تلك السطور فالأهل والأسرة هم من لانستطيع الاستغناء عنهم هذه الإجابة قد تكون صحيحة عند البعض وليس الكل، لإختلاف الظروف المحيطة له ومنا من يختار رفيق الدرب فهو كظله لايستطيع الاستغناء عنه، أو حتي الصاحب الذي يصاحبه على مدار يومه بدون ملل ، أو زميل العمل، فكل منا له مقياس أو معيار في حياته لهؤلاء الذين لايمكن الإستغناء عنهم، وبغض النظر عن إختلاف الإجابات.. هل هناك شخص يمكن أن يكون هو كل هذا وأكثر في حياتنا أم لا؟

نعم أنه الصديق فهو يملك من الصفات ماتشمل كل هذا وأكثر.. ولكن من هو الصديق؟

فالصديق الحقيقي من وجهة نظري هو كنز متجدد لايفنى ولا ينتهي لأن الصديق والصداقة هما من صفات الصدق والأمانة والصديق هو من يصدق صديقه القول والفعل هو من يسانده في قوته وضعفه هو من يعين صديقه علي أمور الدنيا وشدائدها ويعينه علي الفوز بالآخرة وجنتها.. هو مرآته التي تعكس له تصرفاته.. توضح له الخطأ.. وتعينه علي تصحيحه.. وتشجعه علي الصواب والإستمرار فيه.. هو نور شمسه في يوم تظلم له الدنيا بالهموم والأحزان فيكون شعاع الأمل لينتشله من الظلام للنور.. هو من يكون له سندا علي ضربات الدنيا ليمسك بيديه حتي يقيم ظهره من جديد ويصبح أقوى مما سبق.. هو الجندي المجهول في حياته يدافع عنه في غيابه وفي وجوده..

فرب أخ لم تلده أم.. هذا هو الصديق هو من يقتسم الفرحة معه في كل مكان وزمان.. ويعينه علي الحزن ليكون من الصابرين ليفوز بالأجر الأعلي من الله ..وحتي في أوقات المرض هو سر من أسرار النهوض والتمسك بالحياة ليمر به من الألم للشفاء بفضل الله.. فالشعور بالأمان والود والحب يحفز الجهاز المناعي ويسرع من عملية الشفاء حتي في أصعب الأمراض عفانا الله وإياكم.. والكثير والكثير من تفاصيل الصداقة ومواقفها بين الأصدقاء..

ولعل كلماتي هذه تجعل البعض منا يسترجع بعض الذكريات من أصدقائه المقربين ويبتسم لتذكرة تلك الذكريات الجميلة فما أجمل الذكريات التي لاتنسي بين الأصدقاء علي مر الزمان.. والتي قد تكون مادة مشوقة للأحفاد والأطفال عند سردها لهم كذكريات جميلة من زمن جميل.. لهذا فإنني أؤمن بالصداقة أنها أثمن وأغلي وأرقي العلاقات بين الناس.. وأنها كنز لايفنى مها طال الزمن بل تزداد قيمتها مع مرورالوقت.. ولكن يظل دائما وأبدا “حُسن الإختيار” هو أصعب الإختيارات علي الإطلاق عندما نقرر أن هذا هو صديق العمر الذي أود أن أكمل حياتي برفقته.

ولكن المواقف والأيام هي من تعتمد هذا الإختيار وتحدد موقعه ومكانته في حياتنا ولكن لابد من التبادل بينهما لأن الصداقة الحقيقية لا تبني علي المصلحة المتبادلة في الأساس أو الإستغلال أو الصعود علي كتف الآخر ولكنها مثل الدرج يصعد عليه الطرفان سويا ليصلا معا لقمة المكان معا بل يساند كل منهم الآخر في عثرات الدرج ليستكملا معا الصعود لأعلي وإذا لم يتحقق هذا الشرط فلا يمكن أن نسمي هذه صداقة ولكن ربما تكون زمالة.

لذا يجب علينا أن نسأل أنفسنا بكل أمانة وصدق وتركيز تامك هل يوجد في حياتي صديق بمعني الكلمة؟

فإذا كانت الإجابة “نعم”.. حينها لابد أن تدرك أنك تمتلك كنزا من كنوز الدنيا.. فحافظ عليه وبادله نفس الصداقة بصدق.. لتحيا معه لآخر العمر بكل ود وحب وسعادة.. وإذا كانت الإجابة “لا”.. فلتراجع نفسك لماذا لا أملك هذا الصديق في حياتي؟ هل المشكلة تكمن عندي أم فيمن حولي أم سوء إختيار مني؟ ومحاولة الوصول للأسباب ومحاولة علاجها ليظهر هذا الكنز لك وتنهلا من خيراته سويا حتي آخر العمر.

(دمتم في حفظ الله وأمنه)

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: صلاة الرجال مع النساء.. باطلة!

عدد المشاهدات = 4023 نشر فضيلة الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب على صفحته الرسمية على …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.