الخميس , 25 أبريل 2024

عادل عبدالستار يكتب: الدورة الانسانية..!

= 4333

اتصل بى أحد الزملاء يشتكى من سوء معاملة ابنائه له ، وقال أنا هنا اعمل فى الغربة من أجلهم وهم يعاملونى بهذا الشكل ، فسألته منذ متى لم تنزل لهم ؟
قال منذ عامين!! .. قلت له ولماذا كل هذا الوقت؟ قال انا مرتبط هنا بأعمال ومنتظر تنتهى الدورة المالية ( لا اعرف ما معنى الدورة المالية ) قلت له وماذا عن الدورة الانسانية يا صديقى !! ابنائك هؤلاء بشر يحتاجون الى لمسات انسانية فضلا عن لمسات ابويه وتربوية ، ومن هنا جاءت فكرة المقال وعنوانه .

ايها السادة … الانسانية هى الكلمه التى تنطوى على العديد من الصفات التى تجعل ممن يمتلكها بشرا ، مثل القدره على المحبه والتعاطف مع الاخرين والابداع وغيرها من الامور التى تميز الانسان عن غيره من الكائنات والتى تجعل منه انسانا حقيقيا وليس تابعا ولا تجعل منه انسان اليا خاليا من المشاعر او العواطف وهى كلمه فى اصلها الاتينى تعني الطبيعة..

لذلك نحن كبشر نحتاج دائما أن نشعر بانسانيتنا ، نحتاج أن نشعر بتلك اللمسات الانسانية سواء منا الى الاخرين او من الاخرين الينا .

1/ صديقى يشتكى ولا يدرى انه هو الجانى وليس المجنى عليه ، ليس عيب ابداً أن تهتم بعملك واعمالك ولكن عليك أن لا تنسى وسط كل هذا انك إنسان تحتاج لبعض الراحه وبعض المرح وبعض الحب ، ألم تفكر فى زوجتك ؟ ألم تشتاق الى دلالها وطعامها الخ الخ … أنت إنسان وليس مجرد أله ، سياتى يوماً تتمنى أن تعيش لحظة مما اقوله لك الان

2/ زوجة تعمل وتعود لبيتها فتبدأ رحلة عمل اخرى … نحن نقدر لك هذا سيدتى .. ولكن أن تنسى انوثتك وسط هذا الزحام فهذا ايضا غير مطلوب وغير مقبول … نحن لا نطلب منك الا ساعه او ساعتين تعيشى فيها انوثتك ، تشعرى بانسانيتك ، وإنك لستى اله تعمل ثم تنام من التعب ، أعلم انك تقولى الان وماذا تريد أن افعل وانا اعمل ليل نهار ؟! ردك منطقى سيدتى ومن اجل هذا نحن لا نطلب منك الا ساعه او ساعتين تعيشى فيهم انوثتك لنفسك اولا ثم لزوجك ثانياً ، إن هذا الوقت البسيط سيجدد دورتك الانسانية والانوثية ) إذا جاز التعبير ( مثل الجرى لنصف ساعه لتجديد الدورة الدموية ، نحن ايضا نحتاج لتجديد علاقتك الزوجية والاسرية.

3/ زوج يعمل ويجتهد من اجل اسرته ولكن وسط الزحام نسى إنه إنسان ، وإنه يحتاج لتجديد دورته الانسانية والاسرية والزوجية … فلا مانع بين وقت واخر تاخذ يوم واحد أجازة وتجعله لاسرتك وزوجتك ، يوم تتخلى فيه عن اى روتين ، يوم يكون عنوانه المرح والبهجه واللعب والهزار وفقط ، تعمد أن لا تتحدث فى اى شى روتينى فى هذا اليوم مثل مشاكل الابناء او مصاريف البيت او منافسينك فى العمل الخ الخ ، اجعله لك وفقط هو يوم تشعر فيه إنك إنسان له إحتياجات ومشاعر ورغبات ، إنسان يحتاج أن يعيش ولو يوم واحد فى مرح وبهجة.

ايها السادة …

رسالتى من خلال هذا المقال أنه علينا وسط ما نحن فيه أن لا ننسى ابداً إننا بشر لنا إحتياجات نفسية وعاطفية وإنسانية ، علينا أن نسعى أن نعيش إنسانيتنا ، علينا أن نضع هذا المبدأ فى محور إهتمامنا ، علينا نفهم أنفسنا وإحتياجتها ، نحن بشر يا سادة .. ولسنا مجرد ألات تعمل وفقط ، علينا أن نفهم ونعى أن هناك من هم ملتزمون منا ، علينا ايضا أن نراعى أحتياجتهم ومشاعرهم .

إن في زحمة الحياة وكثرة الضغوط وضبابية المشهد لا تنسى نفسك فهي أحق بالإهتمام والترويح وتلبية رغباتها المؤجلة ،فقد تمضي الأيام وأنت تلبي إحتياجات الأخرين وتسرق أمنياتك في مقابل طلبات المحيطين لتفوق وقد خط الشيب مفرقك وتناثرت الأحلام على دروب الأبناء وليس بينهم حلمك ؛فاغتنم وقتا تكون أنت لنفسك.

اغتنموا من الحياة حياة

حفظ الله مصر …ارضا وشعبا وجيشا و أزهرا

شاهد أيضاً

د. عائشة الجناحي تكتب: لو كان خيراً

عدد المشاهدات = 3009 ألطاف رب العالمين تجري ونحن لا ندري، فكل شر يقع بنا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.