حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
الابتسامة أقل كلفة من الكهرباء..ولكنها أكثر إشراقا"..هكذا عبرت روزالين فوكس عن أهمية الابتسامة في حياتنا، والصينيون الذين برعوا في التجارة وبلغوا مشارق الأرض ومغاربها ببضاعتهم يقولون "إذا لم تستطع الابتسام فلا تفتح دكانا"..أما الكاتب الإنجليزي شكسبير فينصحك أن "تشق طريقك بابتسامتك خير من أن تشقها بسيفك"!
ليست هناك ديانة سماوية إلا وأكدت على أهمية التبسم في وجوه الناس، فقد دعا الأنبياء جميعا إلى معاملة الناس بالرفق واللين، ولنا في القرآن الكريم المثل الأعظم "ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك"..أما قدوتنا الحسنة عليه صلوات الله وتسليمه فقد بشرنا بالحصول على الأجر مقابل الابتسامة حين قال أن " تبسمك في وجه أخيك صدقة"..
وفيما رواه الترمذي عن عبد الله بن الحارث قال: "ما رأيت أحدا أكثر تبسما من رسول الله – صلى الله عليه وسلم.
حتى العلم، أثبت أن أولئك الذين يتحلون ببشاشة الوجه، ويقبلون على الحياة بتفاؤل، تزداد لديهم معدلات هرمون "الأندروفين" المعروف بـ"هرمون السعادة" لتأثيره المهدئ للجهاز العصبي، وهو المسؤول عن اعتدال المزاج، كما ثبت أن هؤلاء الأشخاص يكونون أكثر نشاطا، وأقل شعورا بالألم.
الابتسامة شىء بسيط وغير مكلف.. لكن أثرها على الآخرين كمفعول السحر، وهي "واسطة" من لا واسطة له.. فماذا يضير لو جعلنا من الابتسامة منهجا لحياتنا..
وفي صحيح مسلم قال النبي – صلى الله عليه وسلم: "إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق".
رغم كل هذا..مازالت لدى البعض رغبة في الاحتفاظ بملامح جامدة، وأن يقابلوا الناس بوجوه عابسة..وهناك أشخاص يعتقدون أن وظائفهم تتطلب منهم التجهم والصرامة، فتجدهم يعيشون حياتهم كلها بهذا الأسلوب الفظ، وقد يتعاملون مع أهلهم وذويهم بنفس الطريقة، حتى أن بعضهم قد يضحي بحياته العائلية مقابل الاحتفاظ بـ"هيبته" المزعومة!
مجدي الشاذلي
shazli9@yahoo.com
