الخميس , 25 أبريل 2024

إيمان سليمان تكتب: الصداقة كنز لايفنى

= 1633

نعم الصداقة كنز لايفنى هكذا علمتني الحياة

أعلم ان المقولة الصحيحة هي ان القناعه كنز لايفني ، ولكن علمتني الحياة ان الصداقة كنز من كنوز الدنيا والآخرة وانها تحفة تزداد قيمتها كلما مر عليها الزمن..

ولأن الصداقة مشتقة من الصدق فلابد ان نعترف بأن اساس الصداقة الصادقة الخالدة التي لاتتغير ابدا وحجر الاساس فيها هو ( الصدق ).. الصدق في القول ،الفعل ،النصيحة ،المشاعر الصادقة الوفية وقت الفرح ،الحزن ،المرض ،الصدق في الدفاع عن صديقه في وقت الشدائد (انصر اخاك ظالما او مظلوما )..

فليس المقصود هنا الاخ الحقيقي فقط ولكن هو ايضا الصديق … صديق العمر فإن نصرته ظالما تنصرة بأن تحاول ان تبعده عن طريق الظلم وتغيير مسارتفكيره من الظلم والخطأ الي الصواب والحق.. ولو كان مظلوما بأن تقف بجواره وتنصره وتسانده في الحق واسترجاع حقه …

هكذا يكون الصديق الحق… والسند الوفي الذي يعمل علي اصلاح حال صديقه … الصديق الصادق يساعد صديقه علي كسب الآخرة بفعل الخير والتقرب إلى الله ومساعدته في قضاء حوائج الناس …فعل كل ما هو صواب والبعد عن كل ما يضره للفوز برضا الله والفوز بالجنة.

الصديق هو الظل الخفي لكل منا.. فقد يتم الحكم علي الانسان من مصاحبته لشخص معين.. فدائما يصادفنا سماع قول رأي في شخص ما في جلسة.. ويكون الرد انه راجل صالح فهل تعرف فلانا ؟ نعم ، انه صديقه ..

يا للعجب فقد اقترن اسمه وصفته باسم خليله وصديقه.. واقترنت اخلاقه وافعاله بأخلاق وافعال صديقه..ز ويذكر العكس ايضا للأسف عافانا الله واياكم من ذكرنا بسوء ..

الصداقه اصبحت نادرة الوجود في زمن زادت فيه التعاملات بالبرامج الالكترونية وبرامج السوشيال ميديا التي اصبحت سببا رئيسيا في نهاية علاقات اسرية فما بالكم في تدمير علاقة صداقة.. فأصبح التعامل مع بعضنا البعض عن طريق رسائل قصيرة سريعة في كل ما يخص مجالات حياتنا ( للاطمئنان علي بعضنا البعض ) ، او ارسال التهاني او التعازي .

ما أجمل الزمن الجميل ففي عهد سابق من الزمان كانت التجمعات الاسرية وتجمعات الأصدقاء هي سمة متأصلة في المجتمع ولها اصول وبرتوكول راق في التعامل بين هذه الاسر والاصدقاء داخل المجتمع.. ولكن للاسف اندثرت الآن بشكل كبير.. فما اجمل هذه اللقاءات بين الزملاء والاصدقاء بعد العمل او في العطلة الاسبوعية او المناسبات… والالتفاف حول كوب الشاي وفنجان القهوة والاستماع إلى سيدة الغناء العربي ام كلثوم ..وتبادل اطراف الحديث والحكايات وتبادل الخبرات وإلقاء المواقف علي مدار الايام السابقة للقاء… مما يجعل هذا الجو مليئا بالود والحب دائما… وخاصة اذا تواجد عنصر فكاهي يحب المرح فيضفي علي المكان واللقاء البهجة والسرور علي الجميع.. فينتهي اللقاء والجميع بحالة روحية و معنوية مرتفعة.. فقد افتقدنا هذا الجو وهذه الصداقات للأسف بسبب سرعة الحياه وبرامج السوشيال ميديا وفقدنا اجمل كنوز الحياه (الصداقة) الحقيقة.

وبالإشاره إلى صداقة العمل.. فهي صداقة من نوع خاص.. صداقة إما ان تكون كالشجرة المثمرة طوال مدة العمل.. او تكون مصدرا مزعجا للطرفين.. لذا هنا يحضرني قول ( ان هناك بعض الاصدقاء ليسوا اصدقاء انما اخوة تختلف نهايات اسمائهم )…

هكذا يكون صديق العمل سندا ودرعا لك كأنه اخ لك لم تلده امك.. ناصحا منيرا لك.. خاصة لو كان يتقدمك في العمر ولو بسنوات قليلة… هنا تأتي الخبرة التي تكون في كثير من الاحيان مرجعا يسترشد به في اي من مشاكل العمل سواء علي المستوي العملي او الشخصي .

صديق العمل اذا صدق اصبح المعين لك علي كافة العقبات والمشاكل في العمل سواء وقتية او شبه مستمرة.. هو كنز من كنوز الحياة اذا صدقت النوايا منذ البداية حتي النهاية..ز فمن يمتلك تلك الصداقة فليحافظ عليها حتي نهاية العمر..

وفي النهاية اتمني لكم جميعا ان يحظى كل منكم بصداقة وفية جميلة دائمة في حياته.. حتي وان كان صديقا واحدا فقط …فهذا يكفي… فالجوهرة الثمينة نادرة الوجود.

(دمتم في حفظ الله).

 

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 2878 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.