الخميس , 28 مارس 2024

د. إيناس الهياتمي تكتب: نحن والحياة

= 3418

——

تتعدد المواقف التي يمر بها الإنسان خلال حياته، فمنها ما يكون سعيدا وجميلا ومفرحا له، ومنها ما يكون حزينا يجلب لصاحبه الضيق والالم، وعلي الإنسان أن يتخذ من تلك المواقف دروسا يستفيد منها فى حياته ويتصالح مع نفسه، وقد يندهش البعض من ذلك المصطلح “التصالح مع النفس”.

ويعتقد الكثير ان نكون نحن وانفسنا خصمان يتصارعان ونحتاج إلى التصالح معها..ويأتي هذا الصراع حينما يختلف الإنسان مع نفسه بأن يريد شيئا عكس ذلك الذى يتخذه الجسد.

والأمثلة علي ذلك كثيرة، فالطالب الذى يجد نفسه مجبرا عي دراسة مجال وينجح فيه، وعلي العكس كان يتمني دراسة مجال آخر سيتفوق فيه أكثر ويحقق ما يتمناه طوال عمره.

ونجد الموظف الذى يعمل بمهنة لم يكن يريدها فوجد نفسه أشبه بالماكينة التي تعمل بدون توقف لأنه لا يقدم أي ابداع أو ابتكار.

ولذلك يجب ان يعرف كل انسان أين هو من الحياه، وماذا يريد منها، ويعرف قدراته وامكاناته، وأن يكون محددا لأهدافه، ويجتهد للوصول اليها .

وهناك بعض العلامات التي تكشف عدم التصالح مع النفس، أولها: الحديث السلبي مع النفس، وهو ما نتحدث به مع أنفسنا سواء صامت أو مسموع ويكون بجلد النفس باستمرار- والغضب الدائم لأتفه الأسباب وعدم القدرة علي تقبل النقد من الآخرين وإن كان بناء ومثمرا.

وهناك بعض الخطوات التي نبدأها لكي نتصالح مع أنفسنا :

– أولها مواجهة النفس والاعتراف بالخطأ سواء ارتكبناه فى حق أنفسنا او الغير، وهذا يدل علي الشجاعة.

– الصدق فهو المفتاح السحرى لفهم النفس علي حقيقتها وهذا ليس مستحيلا وعلينا التصرف علي طبيعتنا فى المواقف التي نمر بها حتي ولو لم ننال رضى واستحسان من حولنا فهذا يساعدنا علي أن يرانا الآخرون بشفافية ووضوح.

– اكتشاف قدراتنا والإيمان بها وهذا لا نعني ان نبالغ فيها بال الشعور بأننا نتمتع بقيمة كبيرة وقدرات فريدة عن غيرنا.. وهذا يتطلب أن نعرف نقاط القوة واليمان بها والعمل علي تزويدها باستمرار وهذا لا نعني به أن نتخلص نهائيا من نقاط الضعف لأننا بشر، فالمهم أنها لا تمثل عبئا علينا وبقدر الإمكان نحافظ علي التوازن والإستقرار النفسي.

– ان ننظر لأنفسنا كل يوم نظرة جديدة تبعدنا عن الأفكار السلبية التي تحول بيننا وبين شخصيتنا الحقيقية، وأن نهتم بآراء الآخرين وانتقاداتهم ولكن بحذر لأن هناك بعض الأشخاص يصدرون انتقادات بهدف احباطنا، ولكننا نحاط دائما بشبكة صغيرة من الأصدقاء المقربين إلينا ويستحقون ثقتنا فتساعدنا نصائحهم علي التقدم للحياه وفهم أنفسنا علي حقيقتها.

– إعطاء بعض الوقت لأنفسنا..فالحياه تمر بسرعة ولا تترك لنا من الوقت للتنفس فمن الضرورى تخصيص وقت خاص لنا والانفراد مع النفس للحظات وذلك بهدف التوازن داخلنا.

وأخيرا.. البساطة.. فتلك الصفة نحتاجها جميعا للتعامل علي علي طبيعتنا بعيدا عن التكلف، فالشخص البسيط يعبر عن نفسه ويتصرف علي طبيعته ويكون متصالحا مع أفكاره وأقواله فهي تدخلنا قلوب الناس بدون استئذان.

والأهم من ذلك كله، أن تحب نفسك علي ما هي، وتحاول دائما ان تكون أحسن فى كل الأوقات، ويكون لديك طموح وبذلك تكون حققت التصالح مع النفس.

شاهد أيضاً

الابتزاز العاطفي… والهشاشة النفسية

عدد المشاهدات = 5514بقلم/ عادل عبد الستار العيلة هناك أشخاص يتعرضون للابتزاز العاطفي، وهذا الابتزاز …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.