السبت , 20 أبريل 2024

ابني مثقف صغير..كيف؟!

= 6856


ola-el-mofty

بقلم: د.علا المفتي

 

إن طفلي لا يمل من استخدام الحاسوب طيلة اليوم ولا يفعل شيئا سوى اللهو من خلاله.
إن ابنتي تجلس معظم وقتها في صحبة هاتفها الجوال فقد أصبح صديقها الوحيد.

هذه امثلة من شكاوى بعض الآباء والأمهات هذه الأيام. ومع ان الإفراط في استخدام أي شيء ضار ،إلا ان التكنولوجيا الحديثة قد فرضت وجودها في العصر الذي نحياه. ولا شك انها مصدرا هاما لثقافة الطفل ،رغم ما بها من مخاطر. لكن علينا أن نعلم أطفالنا الوسطيه في استخدام تلك الوسائل. ونعود بهم إلى تلك العادة المنسية التي كانت سببا في تقدم المجتمعات. علينا أن نعلمهم ونذكر أنفسنا بالأمر الإلهي الأول الذي أمر به رسولنا الكريم "إقرأ".

إن الكتاب الآن في أعين أطفالنا أصبح مجرد أثرا تعلوه الأتربة. لذا علينا أن نضع أيدينا أولا ،على سبب مشكلة انصراف ابنائنا إلى وسائل التكنولوجيا الحديثة ،وترك القراءة كمصدر أساسي للثقافة. 

ومن وجهة نظري ،ان أول وأهم الأسباب هو غياب القدوة القارئة. فالطفل الذي ينشأ في أسرة تقرأ ،أسرة تهتم بتكوين مكتبة في احد أركان بيتها ،هو طفل في الغالب سيحب القراءة ،ويقبل عليها وتصبح إحدى هواياته المفضلة. فقد أثبتت الدراسات العلمية ان الاطفال ممن تعودوا على القراءة ،أو كان يقرأ لهم أهلهم منذ نعومة أظفارهم ،كان تحصيلهم الدراسي افضل من أقرانهم ممن لا يقرأون ،أو يقرأ لهم. كما ذهبت بعض الدراسات إلي أهمية قراءة الأم لجنينها قبل ميلاده بعض القصص ،لأن ذلك يوقظ حواسه وينشطها.

ولكي نحث اطفالنا على القراءة فعلينا ان نتبع الخطوات التالية:

• إبدأ مع طفلك منذ سنواته الأولى برواية القصص المصورة البسيطة.
• احرص على تقديم حدوتة قبل النوم لطفلك.
• أجعل من القراءة لطفلك عادة يومية مقدسة.
• شارك طفلك في تكوين مكتبة صغيرة خاصه به.
• إهدي طفلك قصص ومجلات مناسبة لعمره في المناسبات المختلفة  كعيد ميلاده مثلا.
• اختر القصص والكتب والمجلات ذات الشكل والمضمون الجذاب مثل القصص والكتب التفاعلية.
• إجعل من الكتاب حافزا أو جائزة لطفلك عندما يؤدي عملا جيدا او ينجح في إنجاز ما.
• اصطحب طفلك لزيارة مكتبة للاطفال وشاركه القراءة.
• قم مع طفلك بزيارة المحافل الثقافية كالندوات وحفلات توقيع الكتب ومعارض الكتاب.
• ناقش طفلك فيما تقرأه له او فيما يقرأه هو من اجل تربية فكره الناقد.
• اجعل طفلك يقوم ببعض الالعاب القرائية مثل تاليف قصص بسيطة ،او رسم مشاهد من قصة ،أو تجميع صور مناسباته الخاصة في كتاب من صنعه.
• وأخيرا بل وأولا عليك أن تكون قارئ جيد ،لكي يحب اطفالك القراءة ،فكن قدوة قارئة.

إن أردنا حقا صنع مستقبلا أفضل لأطفلنا فعلينا أن نساعدهم على ان تكون القراءة عادة هامة لهم كالصلاة. فالقراءة نافذة نطل منها على عوالم رحبة ،فنتعرف من خلالها على عالم الذات وعالم الآخر ،بل على الحياة بأبعادها المختلفة. إن القراءة نحات مبدع يصنع بمعول الثقافة ،عقولا كبيرة لأطفالنا الصغار.  

———-

* مدرس أدب وثقافة الطفل بجامعة عين شمس

شاهد أيضاً

عادل عبدالستار العيلة يكتب: القناع والظل

عدد المشاهدات = 1349 هناك مسألة نفسية تحدث عنها عالم النفس الشهير (كارل يونج) وهى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.