الخميس , 25 أبريل 2024
د. إيمان دويدار

علمنى بيتى ..وعلمتنى بلدى عكسه للأسف!

= 885


تكتبها: د.إيمان دويدار   

تعلمت أن ابذل الجهد بل مزيدا منه أيضا اذا ما تطلب الأمر ذلك ، وحال تحديدى هدفا أريد الوصول إليه يكون قرارى بمزيد من العمل والمجهود لكى احصل على ما أريده سواء كان ذلك من أجل الحصول على شهادة علمية،  أو كان من أجل الترقى لوظيفة أعلى، ويتطلب ذلك امتلاك بعض المهارات العلمية والعملية المؤهلة للقيام بمهام الوظيفة الجديدة.

وبينما أفعل ذلك وامشى فى طريق المجهود واكتسب المهارات واطور من ذاتى ويكون لى استحقاق الترقى دون أحد آخر،  أجد بلدى وهى تعلمنى عكس ذلك ، فأجد غيرى يحصد نتاج مجهودى وتعبى لا شئ إلا لأنه يمتلك سلاح أقوى من سلاح العلم وبذل الجهد ألا وهو الواسطة  ، وهو السلاح الذى فى مقدوره أن يصوب إلى كل شريف ومجتهد فى هذا البلد فنراه قتيلا فى مشرحة الإحباط. 

تعلمت أيضا أن تنتهى حريتى عندما تبدأ حرية الآخرين ، ولكن بلدى علمتنى العكس أيضا  ، وهو أنه لا حرية لى أمام من يمتلك السلطة على،  ولما لا فهو من حقه أن يتدخل فى عملى بالأسلوب الذى يراه فيقهرنى، ويملى على آراءه الشخصية فى العمل الذى أمارسه بشكل يومى، وهو من يأتى ليمر مرور الكرام ويخترع له قرار  !

تعلمت وتعودت على الصراحة، ولكن بلدى للأسف علمتنى عكس ذلك ، ولما لا وانا عندما يطلب منى القيام بعمل ما وهو ما قمت به مرارا وتكرارا فتعودت ممارسته ، فلا امتنع ولكنى أقوم باقتراح اسم زميل آخر جديد من حقه خوض التجربة وممارسة العمل وإتاحة الفرصة له فى ذلك ضرورة ملحة  ، لأنه يحتاج لاكتساب هذه المهارة كما اكتسبتها من قبل، واعتبر ان ذلك حق أصيل له حرصت عليه عندما كنت حديثة التخرج والتعيين مثله،  واكون صريحة حينما اطلب حقه فى منحة التجربة فى بداية عمله الوظيفى فهو يحتاج إلى العديد من المهارات التى لن يكتسبها إلا عندما يمارس من خلال التجربة.  

والحقيقة اقول ان بلدى لن تنجح فى تعليمى وقاحة حرمان الآخر من التجربة ، رغم أنها نجحت مع الكثيرين ممن أرادوا تعلية سقف الوقاحة على الصراحة ..ولكن أبدا لم وتنجح بلدى أن تغرقنى فى محيط الواسطة،  كما لم ولن تنجح حتى الآن فى أن احصد نتاج مجهود غيرى لانعم به،  كذلك فشلت بلدى فى اكتسابى وقاحة السلوك  ، ولكن دعينى أجمل بلد فى عيونى برغم كل ما ذكرت!

إن ما ذكرته سلفا هو كفيل لاكتساب الكثيرين منا العديد من اضطرابات الشخصية التى تعد بمثابة قنبلة موقوتة تنفجر فى وجوهنا جميعا فى أى مكان وزمان ، وهى إرهاب له أبعاد إنسانية مدمرة سوف تجعلنا كلنا خاسرون لا استثنى أحدا..!
———

* استشارى الصحة النفسية للأسرة

شاهد أيضاً

د. عائشة الجناحي تكتب: لو كان خيراً

عدد المشاهدات = 2897 ألطاف رب العالمين تجري ونحن لا ندري، فكل شر يقع بنا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.