الخميس , 28 مارس 2024

في جنح الليل..جريمة قتل مروعة تهز “الحي الراقي”!

= 1482


القاهرة – حياتي اليوم

فور دخولك إلي كومباوند "سيتي فيو" الراقي بطريق مصر الاسكندرية الصحراوي، الذي شهد منذ ساعات مقتل نيفين لطفي، الرئيس التنفيذي لبنك أبوظبي الإسلامي، وبداية من أسفل الطريق المنحدر، المزين علي جانبيه بالأشجار فارعة الطول، بالإضافة إلي أعمدة الإنارة المتراصة بين الأشجار، تمر بجانبك كل بضعة دقائق إحدي السيارات الفارهة الخاصة بسكان الكومباوند، وصعودًا إلي منطقة الفيلات، أول ما يخطر ببالك مقارنة حادث اليوم بجريمة "الحي الهادئ" الشهيرة، التي راح ضحيتها "نادين" ابنة الفنانة ليلي غفران، وصديقتها "هبة".

بعد قرابة 10 دقائق سيرًا علي الأقدام، تجد على يسارك أولى بوابات منطقة الفيلات، يحرسها 3 من أفراد الأمن الإداري، يتحرك أحدهم ناحيتك علي الفور ليعرف وجهتك، وبعدما تخبره بسبب حضورك يشير ناحية البوابة الثانية علي بعد عدة مترات، والتي حدثت خلفها جريمة مقتل الرئيسة التنفيذية لبنك أبوظبي الإسلامي، فور وصولك إلي البوابة، يمكنك أن تستشعر ذلك الهدوء الممزوج بالرقي، لا يكسره سوي تلك الحركة القلقة لرجال المباحث والمعمل الجنائي والنيابة العامة، خلال عملية بحثهم عن القاتل.

يطاردك من جديد التشابه بين تلك الجريمة، ومثيلتها التي جرت في "حي الندي" الهادئ، بمدينة الشيخ زايد.. التشابه في كل شئ، الأشجار المنظمة في أشكال هندسية بديعة، الهدوء الجم، نمط بناء الفيلات الراقية، الطرق النظيفة، السيارات الفارهة، حتي أمن الكومباوند المنتشر في جميع أنحائه، بشكل يدفعك إلي العجب من إمكانية حدوث جريمة هنا، الوجوم الذي يعلو وجوه السكان، والعجب من حدوث جريمة قتل في مكان سكنهم، لتصل في النهاية إلي نتيجة واحدة، فعلي الرغم من اختلاف الضحية في الجريمتين، إلا أن كلاهما يمكن أن يطلق عليه "جريمة الحي الهادئ".

البداية، كانت بمشاهدة أمن الكومباوند لخادمة نيفين لطفي تأتي نحوهم مسرعة، وتخبرهم بأنها دخلت غرفة مخدومتها لتجدها غارقة في دمائها، تحرك عدد من أفراد الأمن مسرعين ناحية الفيلا، التي تبعد عن البوابة بحوالي 100 متر، علي أقصي تقدير، واتصل أحدهم بقوات الشرطة، التي وصلت بعدها بقليل، تبعها فريق من النيابة العامة، ورجال المعمل الجنائي.

فرض رجال الأمن حول فيلا الرئيس التنفيذي لبنك أبو ظبي الإسلامي، كردونا أمنيا، وفور وصول فريق النيابة العامة بدأوا في تجميع الأدلة، بمساعدة رجال المعمل الجنائي، وفي غرفة المجني عليها، قبعت جثتها غارقة في الدماء، ومصابة بعدة طعنات في رقبتها.

وباستجواب أول من شاهد الواقعة – طبقا لمصدر أمني- قالت الخادمة الإندونيسية، إنها في اليوم السابق للحادث، وبعد أن أعدت طعام العشاء للقتيلة، وتناولت وجبتها، سمعتها تتشاجر مع شخص آخر في الهاتف بصوت مرتفع جدًا، وعلى عكس عادة المجني عليها، دخلت إلى غرفتها لتنام، في قرابة الثامنة مساءً، وبعدها في منتصف الليل سمعت الخادمة صراخ مخدومتها، هرعت إلي غرفتها لتفاجأ بها غارقة في دمائها، وبعدها خرجت من الفيلا لتستدعي الأمن الإداري للكومباوند، ليأتي ويشاهد جثة مسرح الجريمة.

استمعت النيابة لأقوال كل العاملين في الفيلا، وكذلك الجيران، وأقارب المجني عليها، وأمرت بالتحفظ علي الكاميرات بمحيط الفيلا وتفريغها، وأذنت كذلك بنقل الجثة لتشريحها، ومن ثم دفنها، وأخيرًا وطبقًا لمصدر أمني، أمرت بالتحفظ علي الخادمة وزوجها والسائق وعامل النظافة.

وفي ذات السياق، كشف مصدر أمني، أن المعاينة كشفت عن دخول الجاني من شباك الحمام، وقام بتسديد 5 طعنات للمجني عليها، في أماكن متفرقة بالجسد، بهدف سرقتها، ثم قام بالهروب من ذات النافذة، بعد أن سرق الهاتف المحمول الخاص بها، ومفاتيح السيارة، وهرب بها، كما عثر علي السيارة بالقرب من قرية "عيش البلبل"، بطريق القاهرة الإسكندرية الصحراوي، وتبين أن السيارة توقفت في هذه المنطقة، نتيجة حادث بسبب السرعة الجنونية للجاني خلال هروبه، مما دفعه لترك السيارة والهروب، كما عثر بداخلها على آثار دماء يرجح أنها للمجني عليها.

وأشار المصدر، إلى أن الجاني قام بتعطيل كاميرات المراقبة الموجودة بالفيلا بالكامل، وجار الآن تفريغ جميع الكاميرات بالكامبوند، مكان سكن المجني عليها، بالإضافة إلي كاميرات المراقبة بالطريق الصحراوي، كما تم تحديد هوية الجاني، ويكثف رجال المباحث مجهوداتهم للإيقاع به وضبطه.بحسب "بوابة الأهرام".

غادرت سيارة الإسعاف التي تحمل جثمان المجني عليها، صاحبة الـ65 عامًا، تبعها سيارات رجال النيابة، وسيارات الشرطة ورجال المعمل الجنائي، بعد أن أنهى كل منهم عمله، وتركوا حي "سيتي فيو" لهدوئه، الذي أصبح يحمل في طياته الخوف والحذر، بدلا من الجمال، سمته الأولى.

شاهد أيضاً

وزارة التموين: غدا آخر أيام الأوكازيون الشتوى 2024

عدد المشاهدات = 11732 تستمر وزارة التموين والتجارة الداخلية العمل بـ الاوكازيون الشتوي 2024 حتى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.