السبت , 20 أبريل 2024

مواقع التواصل الاجتماعي..أقصر طريق للطلاق!

= 2594

 


تكتبها: عائشة الجناحي

طلقها بعد ساعتين من زفافها بسبب إرسالها صوراً من حفل الزفاف لصديقتها عبر تطبيق «سناب شات»، والذي كان يخالف شرط عقد الزواج الذي تم توثيقه بموافقتها وهو عدم استخدام تطبيقات ومواقع التواصل الاجتماعي، فتتحول فرحة هذه العروس إلى صدمة.

حين تم إرسال الاستبيان الإلكتروني عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» لقياس الرأي العام، انقسم المشاركون في الاستبيان إلى مؤيد ومعارض فقد بلغت نسبة المؤيدين 19% كونهم على يقين أنه شرط الزواج الذي كان لا بد من الالتزام به، بينما بلغت نسبة المعارضين 81% لأنهم يعتقدون أن الزوج تهاون بالعلاقة الزوجية ولم يتحمل المسؤولية. ومن ضمن الملاحظات التي تم إرسالها أن الزوج هو رب الأسرة الذي يعد السند والعون الحقيقي لزوجته على تحقيق طموحها وكيانها والذي يؤمن بأن حكمته لن تكتمل إلا بوجود شريكة حياة فكان ينبغي عليه عدم التسرع في إنهاء العلاقة الزوجية والنظر إليها نظرة المحب وليس نظرة القاضي.

ووفقاً لأحدث الإحصائيات فإن بعض حالات الطلاق في المحاكم تنتج بسبب مواقع التواصل الاجتماعي بسبب إدمان التكنولوجيا الذي يتسبب في انعدام الحوار بين الزوجين لينبت من أثر ذلك أشواك البعد وحدة الخلافات. فكم هو محزن أن تتلفظ إحدى الزوجات بعبارة «يا أنا يا الواتس أب» لزوجها فيغضب ويرد «طبعاً الواتس أب» فيفقدها الإحساس بالروابط الجميلة التي جمعتهما يوماً ما.

ومشكلة بعض الأزواج هو عدم الحفاظ على أسرار الحياة الزوجية فبدلاً من أن يشكوا همومهم لبعضهم، أصبحوا يبوحون بكل ما يختلج في قلوبهم لأصدقائهم الافتراضيين على مواقع التواصل الاجتماعي، مما خلق نوعاً من الجفاف العاطفي داخل الأسرة الواحدة، وهذا مهد لحالات طلاق وبرودة في العلاقات الزوجية.

اليوم مع كل إحصائية جديدة عن الوضع الأسري في الوطن العربي، يكون للطلاق نسبته المتزايدة فلقد أصبحت أخبار الطلاق شبه مألوفة ولم تعد صادمة كما عهدناها في السابق عندما كان يمثل للجميع مصيبة لما قد ينتج عنه من ألم نفسي، فهو يدمر قواعد الأسرة ويشتت شملها ويمزق كيانها.

فحين تم تداول استبيان آخر لمعرفة أسباب ارتفاع معدلات الطلاق المبكر في الدول العربية وخاصة في الآونة الأخيرة، تبين أن هناك من يرى أن تدخل الأهل هو السبب، وآخر عدم التخلي عن العلاقات غير السوية وثالث يضع أسباب الأنانية وعدم معرفة الزوج أو الزوجة بواجباته في مقدمة أسباب هذه القضية التي لا تترك آثاراً سلبيةً على الزوجين وحسب بل تمتد لتصيب الأهل والمجتمع.

تعدت حالات الطلاق في المجتمع العربي كونها مجرد مشكلة بسبب عدم الانسجام والاختلاف في المستويين التعليمي والاجتماعي للزوجين، فاليوم تحولت إلى ظاهرة تنخر المجتمع العربي والتي قد تهدد بهدم المجتمع برمته إذا استمرت بالوتيرة المتصاعدة ذاتها. لذا لتحقيق استدامة العلاقة الزوجية يجب أن يتيقن الزوجان أن بينهما فروقاً جميلةً بها يكملان بعضهما لتسير سفينتهما بأمان.

—————

ayesha.aljanahi@gmail.com

شاهد أيضاً

عادل عبدالستار العيلة يكتب: القناع والظل

عدد المشاهدات = 1261 هناك مسألة نفسية تحدث عنها عالم النفس الشهير (كارل يونج) وهى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.