الأربعاء , 24 أبريل 2024

هبة عمر تكتب: بعد عام ونصف!

= 1387

Heba Omar


وجه طارق عامر محافظ البنك المركزي الشكر للشعب المصري علي ماتحمله خلال الفترة الماضية، وقال خلال المؤتمر الذي عقده حول قرار تحرير سعر الصرف، أن آثار القرارات الاقتصادية التي يتم اتخاذها حاليا سوف يشعر بها المواطن بعد عام ونصف، وربما يكون هذا هو أول تصريح منصف يوجهه مسئول للمصريين، فهو يعترف بما تحملونه من مشقة ومعاناة مع كل الظروف التي تحيط بهم ، ويحدد لهم فترة معينة يشعرون بعدها أن ماتحملوه لن يذهب هباء.

ولا يستطيع أحد أن ينكر أو يقلل من قدرة المصري علي التحمل والصبر في كل الظروف الصعبة، إلا الجاحد والمنافق وهواة جلد الذات، وبعض هذا الصبر لا يكون في موضعه غالبا،  مثل الصبر علي الظلم والارتجال والعشوائية والتخبط والفساد، وهو صبر اختبرناه كمصريين علي مدي الدهر، وأصبح عادة متأصلة نعجز عن مقاومتها حتي لو حاولنا!

بالتأكيد نستحق الشكر من محافظ البنك المركزي، ومن كل مسئول يخطط لإصلاح اقتصادي وهو يدرك أن تبعات هذا الإصلاح سوف يتحملها المصري، شاء أو أبي، وسوف تنعكس علي رزقه وقوت يومه وحاجاته الأساسية، في سوق مضطرب يجد دائما مبررا لرفع الأسعار لأي سبب، ولايعرف طريقا لخفضها مهما توفرت الأسباب!

ماذا ننتظره بعد عام ونصف من ثمار الإصلاح إذا؟ هل ترتفع قيمة الجنيه بعد تحريره وتستقر أحواله ؟ هل يتقلص عجز الموازنة؟ هل ينتظم السوق وتتوفر السلع الأساسية بأسعار معقولة بلا سوق سوداء؟ هل يتوقف إهدار الموارد وزيادة الإنفاق الإستفزازي؟ هل تتمكن الحكومة من سداد تكلفة الديون دون أن ترهق الاقتصاد؟ هل يرتفع معدل الاستثمار وتعود المصانع المتوقفة للعمل؟ هل ترتفع قيمة الاجور والمرتبات والمدخرات التي انخفضت فجأة الي النصف؟ هل يتوقف جنون ارتفاع أسعار العقارات؟

هل تملك الحكومة الرؤية والصراحة الكاملة للإجابة عن هذه التساؤلات  التي تهم قطاعات غالبة في المجتمع تواجه صعوبة في فهم مايجري، ويتملكها الخوف مما هو قادم ؟

النموذج الذي قدمته الحكومة للناس خلال اليومين الماضيين يوضح كيف يتصف تعاملها مع الشعب بالغموض وعدم الشفافية وتعمد إخفاء نواياها، فقد ظلت المصادر "المطلعة" بها تنفي وجود تغير في أسعار المحروقات، بينما كانت القرارات قد صدرت برفع الأسعار بعد منتصف الخميس الماضي، وحين تسرب الخبر انقسم الناس بين مؤكد ومشكك، وهو نفس مايحدث أيضا قبل رفع أسعار استهلاك الكهرباء والمياه، فهل يمكن أن تصبح حكوماتنا، بعد عام ونصف، أكثر صراحة وأقل نفيا، وأكثر ذكاء في التعامل مع المصريين؟

أتمني بكل ما أملك من تفاؤل أن يتحقق هذا ولو بعد عام ونصف.

————-

hebaomar55@gmail.com

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 2307 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.