عندما يسير الواقع في اتجاه عكس المنطق فلن نتوقع النجاح أو الايجابية ، فعندما يصبح الفنانين ولاعبي الكرة هم الصفوة وعلية القوم ، فيسكنون القصور ويمتلكون السيارات الفارهة ويمتازون بمعاملات مميزة في كل مكان تحط فيه أقدامهم في المطار في الجهات الشرطية والمصالح الحكومية بل تمتد إلى عموم الناس ، في المقابل نشاهد الطبيب والمهندس والمعلم والمحامي والصحفي و الموظف ، لا يتمتعون بأبسط الحقوق التي يستحقونها سواء كانت الحقوق المادية والمعنوية في مجتمعنا حتى أن بعضهم اقتصر هدفه على الكفاح من اجل العيشة الآدمية والحياة الكريمة والحصول على جزء ضئيل من التقدير لصنعهم.
فالطبيب الذي تفوق في كل مراحل حياته وتسيد علي مدار تاريخه العلمي المراكز الأولى أصبح بعد تخرجه يحارب من أجل الحصول على راتب يناسب ما أنفقه من جهد ومال في السابق ويحلم بكادر يحقق له مستوى معيشي مناسب وأعتقد أن الطيب الذي يحصل على بضع جنيهات بدل عدوى لابد وأن يصاب بكل الأمراض المعضلة وأولها إنعدام الضمير فيتحول الطبيب من مخفف للألآم إلى متاجر بالآم الناس ، فلم يعلم هؤلاء المسؤولين أن أجدادنا الفراعنة قالوا قديماً خير الأعمال أن تكون كاتباً أو طبيباً أو خلف المحراث.
في حين ترى المعلم الذي قال عنه أمير الشعراء أحمد شوقي "قم للمعلم وفِّه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا "يحلم فقط أن يعيش حياة كريمة بها أدنى المتطلبات الحياتية فعندما يحصل على زيادة مائة جنيه في راتبه تغمره السعادة ،وعندما تقسوا علية الأيام يتحول إلى إخطبوط يبيع علمه لمن يملك المال فقط فمكان التعليم عنده هو الدرس الخصوصي ولا مكان للعلم أو التعلم داخل المدرسة وهو ما أفسد العملية التعليمية برمتها.
أما كلية الحقوق مقصد الوزراء والقادة في السابق فأصبحت كلية كل من تعدى درجات النجاح فقط وأصبحت تقبل أقل الدرجات ويقصدها العامة بعد أن تردى حال القضاء الواقف وأصبح أغلب المحامين لا يملكوا قوت يومهم واعتقد أن تهميش المجتمع لفئات حيوية يكون نتائجه سلبية على نماء المجتمع وتقدمه وهو ما يغفل عنه صانعي القرار في الدولة.