الجمعة , 26 أبريل 2024

أشرف جلال يكتب: واقع مرير وصورة باهته !

= 2324

ashraf-galal

عندما يسير الواقع في اتجاه عكس المنطق  فلن نتوقع النجاح أو الايجابية ، فعندما يصبح  الفنانين ولاعبي الكرة هم الصفوة وعلية القوم ، فيسكنون القصور ويمتلكون السيارات الفارهة ويمتازون بمعاملات مميزة في كل مكان تحط فيه أقدامهم في المطار في الجهات الشرطية والمصالح الحكومية بل تمتد إلى عموم الناس ، في المقابل نشاهد الطبيب والمهندس والمعلم والمحامي والصحفي و الموظف ، لا يتمتعون بأبسط الحقوق التي يستحقونها سواء كانت الحقوق المادية والمعنوية في مجتمعنا حتى أن بعضهم اقتصر هدفه على الكفاح من اجل  العيشة الآدمية والحياة الكريمة والحصول على جزء ضئيل من التقدير لصنعهم.

فالطبيب الذي تفوق في كل مراحل حياته وتسيد علي مدار تاريخه العلمي المراكز الأولى أصبح بعد تخرجه يحارب من أجل الحصول على  راتب يناسب ما أنفقه من جهد ومال في السابق ويحلم بكادر يحقق له مستوى معيشي مناسب وأعتقد أن الطيب الذي يحصل على بضع جنيهات بدل عدوى لابد وأن يصاب بكل الأمراض المعضلة وأولها إنعدام الضمير فيتحول الطبيب من مخفف للألآم إلى متاجر بالآم  الناس ، فلم يعلم هؤلاء المسؤولين  أن أجدادنا الفراعنة قالوا قديماً خير الأعمال أن تكون كاتباً أو طبيباً  أو خلف المحراث.

في حين ترى المعلم الذي قال عنه أمير الشعراء أحمد شوقي "قم للمعلم وفِّه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا "يحلم فقط أن يعيش حياة كريمة بها أدنى المتطلبات الحياتية فعندما يحصل على زيادة مائة جنيه في راتبه تغمره السعادة ،وعندما تقسوا علية الأيام يتحول إلى إخطبوط يبيع علمه لمن يملك المال فقط فمكان التعليم عنده هو الدرس الخصوصي ولا مكان للعلم أو التعلم داخل المدرسة وهو ما أفسد العملية التعليمية برمتها.

أما كلية الحقوق مقصد الوزراء والقادة في السابق فأصبحت كلية كل من تعدى درجات النجاح فقط وأصبحت تقبل أقل الدرجات ويقصدها العامة بعد أن تردى حال القضاء الواقف وأصبح أغلب المحامين لا يملكوا قوت يومهم واعتقد أن تهميش المجتمع لفئات حيوية يكون نتائجه سلبية على نماء المجتمع  وتقدمه وهو ما يغفل عنه صانعي القرار في الدولة.

 

وعن الإعلام ومهنة البحث عن المتاعب فحدث ولا حرج فأصبح الصحافي الذي لا يملك راتباً يكفيه ويحقق له ما يصبوا إليه يبحث عن بدائل أخرى تضع المهنة في مأزق  وتجعل مهنة الإعلام في مرمى نار الرأي العام فالفضائح والتخلي عن نقد الأنظمة وكشف فساد رجال الأعمال فبعد ان كان قلم الكاتب يشكل وجدان و ثقافة امه اصبح يباع لمن يدفع اكثر.  
   
وفي النهاية أقول أن النتائج الحتمية لكل ما تحدثت عنه هو خسارة كبيرة للدولة في كل المجالات واعتقد أن الدوافع الاجتماعية للفساد تحتاج إلى تصحيح الموقف والوضع  فنحن نحتاج إلى معلم وطبيب وصحافي ومهندس وفلاح ومحامي وقاضي وفق منطق طبيعي يسير في اتجاه صحيح نحو وضع  مأمول بعد أن أصبحنا نعيش في واقع مرير وصورة باهته والسؤال الذي مر بخاطري  عندما يري اطفالنا هذا المجتمع فماذا سوف يرغبون ان يصبحوا في الكبر؟  اذا اردنا انت نتوقع مستقبل مصر فيجب علينا ان نجيب علي هذا السؤال .

شاهد أيضاً

إنجي عمار تكتب: قبل ودبر..!

عدد المشاهدات = 5249 قبل ودبر بضم الحرف الاول من كلتا الكلمتين. كلمتان بينهما تضاد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.