الجمعة , 29 مارس 2024

د. جيهان النمرسي تكتب عن: الطلاق الخفي!

= 2851

Gehan Nomorsy

كلنا نعرف يعني أيه كلمة طلاق وامتي الزوج بينطقها وامتي الزوجة بتطلبها وفهمنا  ان الطلاق
هو انفصال الزوجين عن بعضهما بطريقة تتبع الدين الذي يدينان به ويكون هذا الطلاق بإتخاذ الاجراءات الرسمية والقانونية المتبعه فيه
وقد يتم باتفاق الطرفين، أو بإرادة أحدهما، وهو موجود لدى العديد من ثقافات واجتماعيات العالم.
لكن يوجد طلاق من نوع أخر وهو الطلاق الخفي او الطلاق الصامت انا أفضل كلمة خفي لان كل من الزوجين يعلمان جيدا انهما منفصلين ومطلقين نفسيا وجسديا ومعنويا وحياتيا وبكل الاوجه هم منفصلين لكن يبذلوا اقصي الجهد لكي يخفوا هذا الطلاق بل يمكنهم تزييف الحقائق والواقع امام كل الناس من حولهم حتي لايكتشف هذا الطلاق
ولكن كل منهما في قرارة نفسه يعلم جيدا انهم مطلقين
يسود النفور والملل والرتابة والانفصال النفسي والجسدي بينهما وكل منهما متفق مع الاخر أتفاق سري او ضمني
بأن كل شخص له حياته وميوله ولكننا في مركب من يتركها يغرق فلابد من البقاء في هذا المركب حتي لا تغرق البقاء علي مضض باسم المجتمع وباسم الناس وباسم الظروف التي وضعتنهم واجبرتهم علي هذا الطلاق الصامت او الخفي
البدايه
تكون البداية بدخول كثرة الخلافات والمناقشات وكثرة المشاكل الماديه والاقتصادية مع وجود المجادله وعدم الاتفاق
بين الزوجين الزوج بفرض سيطرته وقهر زوجته او الزوجة وتسلطها وعنادها ونكدها ثم يلي هذه المرحلة سخرية كل طرف من الاخر وفضح العيوب وكثرة الانتقاد ومع كل السلبيات السابقة يري كل من الطرفين انه لا يصلح للاخر ويريد الانفصال عنه نفسيا لانه مل وكره الحياة معه
مرحلة الهروب
وفيها تبدأ الزوجة بعدم الحوار او الكلام الا للضرورة تنهمك في عملها وشغل البيت ومشاكل الاولاد تهمل شكلها وزينتها وتجلس طول الوقت امام التلفزيون او النت تهرب من مشاكلها باي عومل خارجية غير مواجهتها
كذلك يبدأ الزوج بالهروب من البيت طول الوقت ولا يحضر الا للاكل او النوم وهو اما في العمل او مع اصحابه في اي تجمع ليلي كالقهوة او الكافيه المهم الا يرجع الا للنوم
وعندما يلتقيان لا يكون الحوار غير عن متطلبات الاولاد والبيت فقط
مرحلة الانفصال الجسدي
تتهرب الزوجة من الزوج ومن فراش الزوجية فهي لا تشعر بالاحتياج الجسدي لرجل يختفي منها باسم العمل والمشاغل
ويرجع في اخر اليوم لا يفكر الا في الطعام والنوم وان كان لديه وقت فهو اما القنوات الاخبارية ومافيها من احباطات
يا اما له اصدقاء مخفين من خلال مواقع التواصل الاجتماعي فتقرر بداخلها انها لا تحتاجه ولا تريد من يهملها 
فتهرب لغرفة اولادها للهروب منه أو لعدم الحياة الزوجية معه وكذلك هو يجد في كنبه الانتريه ملاذه لو هي فكرت ودخلت غرفتهما
ويستمر الاتفاق علي الطلاق الخفي الذي يولد البرود والملل وكره الطرفين لبعضهما والعيش داخل قفص الزوجية اسما
وفعلا وقفص لانهما يقررا عيشة مثل الحيوانات المحبوسة التي لا تستطيع تقرير مصيرها باي نوع من الاتفاق الذي يريح النفس والعقل والروح
مرحلة اللا مبالاة
وهي مرحلة تتشابه فيها المواقف والنتائج واستعارة وجه الجمود وعدم التفاعل في اي النشاطات المشتركه بينهما والتفاعل في نشاطات ومتطلبات الاولاد فقط فهو و الزوجة تصيبهما حالة من الاكتئاب اما الوزن الشديد والهروب بالطعام اما رفض الطعام والنزول في الوزن وكره الحياة والاحباط الدائم والتوتر والعصبيه لأتفه الاسباب
ومن هنا نجد الكتير منا بيسمع وبيخاف من كلمة الطلاق
وكلنا ربطنا كلمة الطلاق بالخراب
يعني اللي بيطلق بيته بيتخرب
ولهذا يستبدلان الطلاق القانوني
بالطلاق الخفي وهو طلاق سرى متفق عليه يتسم بالصمت والقبول بالامر الواقع دون الافصاح عنه
اين يوجد الطلاق الخفي
يظهر الطلاق الخفي في جميع الطبقات الاجتماعية ولكنه يظهر اكثر في الطبقات
الاجتماعيةذوات المستوي المرتفع التي تشعر ان الطلاق يخفض من توازنها الاجتماعي او السياسي 
ويظهر ايضا في الطبقات الاحتماعية المنخفضة التي فيها ترضي المرأ ة بأقل شئ في الحياة حتي لا تشحت بعد زوجها او تذل لاهلها او لكي لا تحصد لقب مطلقة
واسبابه
يكون الطلاق الخفي في الحياة التي تمتلئ بالملل والفتور العاطفي وانشغال الزوح عن الزوجة اما بالعمل او بعلاقاته نسائية بعيدة عن زوجته
فان كان السبب العمل فهو يرجع منهك القوي كل همه الراحة والطعام ولا يرى في زوجته الا امرأة مستبدة
تستنفذ قواه الجسدية والماليه ولا تريد منه غير هذا
وهذا لو كانت الزوجة 
لا يهمها في الحياة غير مطالب المعيشة وغير مهتمة بزوجها من الناحية العاطفية والاسرية
اما اذا كان الزوج من الرجال الذين يملون من زوجاتهم فهو لا يراها مثيرة مهما كان جمالها فينظر لغيرها ولا يهتم بها فهو يفضل اي امراة علي زوجته وينغمس في علاقة تلو الاخرى مما يجعله كارها لزوجته وينفصل عنها في كل الحياة
وهنا الزوجة اما ترفض وتختلف معه وتطلب الطلاق اوتختلف معه وتكره وتصمت وترضي بالطلاق الخفي
وفي حالات الطلاق الخفي بسبب الزوجة
تكون الزوجة من الزوجات النكديات او المهملات او من الزوجات الشرسة في التعامل وعصبية المزاج او من الزوجات
الرافضات لحقوق الازواج وفي غالب الاحوال لا يستطيع الزوج الزواج بأخري او الطلاق من زوجته لانسيكون لها مستحقات كنفقه ومؤخر وسكن ومستلزمات ماليه لا يستطيع سدادها فيقبل بالطلاق الصامت او الخفي ويعيش كل منهما مرتبط بالاخر قانونا وليس ارتباط مودة او رحمه او سكن
عواقب هذا الطلاق
يخدع الازواج انفسهم بانهم يعيشوا تحت سقف واحد امام الجميع وانهم ازواج طبيعين امام الاهل والاصحاب
وماذا عن الابناء يشعر الابناء بكل شئ بين الاب والام سواء خلافات مادية او اسرية وهذا عندما تهرب الزوجة لغرفة الابناء حينها يشعر الاولاد انها بعدت عن الاب وان بينهم شئ جعلها تهرب منه وكل منهم يفسر حسب فهمه وعقليته ولكنهم يدركون معني البعد بينهما فينتابهم الشعور بالقلق والخوف وقلة التركيز او التحصيل الدراسي ويترجم هذا الي مستوي دراسي ضعيف وضعف في الشحصية للخوف من انفصال الاب والام والخوف
من الضياع والعدوان واضطراب السلوك
كذلك الزوجة نجدها مضطربة الشخصية
مكتئبة عنيفة مع اولادها غير اجتماعية
ونجد الزوج ايضا له حياة غير حياته مع الاسرة غير مبالي باولاده ولا بسلوكهم
انتماؤه وحياته بعيدة عن اسرته
كاره للتواصل مع الزوجة والاولاد
فتضيع الحياة في الطلاق الخفي
ويمضي العمر في الوحدة والعزلة وكره الاولاد لحياتهم وعدم انتماؤهم للاسرة
والحصاد لاشئ غير الندم والوحدة لاخر العمر
عزيزي الزوج وعزيزتي الزوجة
ابغض الحلال عند الله الطلاق. لكنه حلال
وعلني ونقطة تواصل عند انعدام التواصل ولكن في وجود صحة نفسية للجميع ولكن عما نقرر البقاء فيجب ان نبقي بالود والرحمة والسكن نفسيا وجسديا وروحيا

————————-

* استاذ علم النفس جامعة الازهر، ومستشار العلاقات النفسية والاسرية

شاهد أيضاً

د. عائشة الجناحي تكتب: كلمات تأسر القلوب

عدد المشاهدات = 1008 ما زلت أتذكر كلمات إحدى السيدات الإيجابية المرصعة بالرقي والتي ستبقى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.