الخميس , 28 مارس 2024

الربيع الحقيقي للعرب!

= 1961

Magdy El Shazly (2)


في محاضرة ألقاها بجامعة اليمامة بالمملكة العربية السعودية قبل سنوات، قال العالم المصري د. أحمد زويل الحائز على نوبل في الكيمياء: "ان العرب ليسوا بحاجة إلى حملة شهادات، وإنما إلى متعلمين وإلى مبدعين".. وحملت كلمات "زويل" في ذلك الوقت الكثير من الأسى على حال التعليم في المنطقة العربية، وهو يقول: "أن العرب ليس لديهم تعليم ..ولن تقوم لهم قائمة وسط هذا العالم طالما ظل كل همهم الحصول على شهادات من أجل تعليقها على الجدران".

والآن..بعد مرور نحو 10 سنوات على محاضرة اليمامة، يبدو العالم المخضرم متفائلا – على غير عادته – بمستقبل العلوم في هذه المنطقة، ولقد تابعت ما ذكره زويل في مقالته بموقع "هايفنجتون بوست" الأمريكي، من إن هناك "ربيع علمى" قادم نحو منطقة الشرق الأوسط، بعد ما عانته المنطقة مما سمي بالربيع العربي قبل 5 سنوات بكل آثاره المدمرة التي ماتزال باقية حتى يومنا هذا في العديد من البلدان، وتوقع زويل أن ينطلق الربيع العلمي المنتظر من مصر ثم يمتد إلى بقية بلدان المنطقة، مؤكدا أن المعرفة هى ما يحول العالم للأفضل.

ولأن نهضة مصر علميا بل والعرب جميعا، هى أمنية العالم المصرى الكبير منذ بدأ رحلته العلمية قبل 70 عاما، منطلقا من دلتا النيل حيث تلقى أول تعليم فى حياته، وحتى مرحلة الدراسة والبحث فى معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا (كالتك)، الذي هيأه للفوز بجائزة نوبل للعلوم. نراه يعكف حاليا على متابعة العمل البحثى فى مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا الذي يعتبره مشروع مصر القومى للنهضة العلمية، بينما تسابق الهيئة الهندسية للقوات المسلحة الزمن للانتهاء من إنشاء المقر الجديد للمدينة فى حي حدائق أكتوبر، وكل هذا على أمل أن يتمكن زويل بخبرته ومعرفته من إطلاق هذا "الربيع العلمى" فى منطقتنا الفقيرة علميا.

وبقدر كبير من التفاؤل، يشير الدكتور زويل إلى ضرورة مساندة ربيع العلوم في كل دول المنطقة حتى نتمكن من بناء مجتمع المعرفة، خاصة وأن العلم واكتساب المعرفة هو النسيج الذى قام عليه الإسلام، وكان الأساس الذى حقق به المسلمون نجاحاتهم منذ قرون، ولكن لإعادة الأمجاد الآن يجب علينا السعى وراء المعرفة كهدف رئيسى فى الدول العربية، هذا التحول الثقافى هو ما تسعى لتحقيقه مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا، والتي يريد لها زويل أن تكون "كالتك" آخر فى العالم العربي.

ما أجمل أن نستمع إلى العلماء، بعيدا عن أزيز الطائرات وأصوات المدافع ورائحة البارود، وما أجمل أن يقصون علينا أحلامهم التي تشغل عقولهم رغم استغراقهم الفكري على مدار الساعة، وهذا هو العالم الحائز على نوبل في العلوم يروي لنا عن حلمه الذي قد نظنه ورديا أكثر من اللازم، ولكن من يدري ما يحدث غدا، فهو يقول: "حلمي أنه بعد 40 عاما من الآن، ستختفى المذابح الرهيبة التى تحيط بالشرق الأوسط، وسيفسح العلم المجال أمام هذه المنطقة للبناء واستخدام المعرفة لتحسين الجنس البشرى، وهذا ما سيعيد جذور الحضارة إلى أرضها الأولى ونتحول وقتها إلى مركز عالمى للتعلم، وبالنسبة لى هذا سيكمل دائرة قدرى الشخصى وهدفى الأسمى فى الحياة".

مجدي الشاذلي

شاهد أيضاً

كابتن الخطيب .. عفوا

عدد المشاهدات = 17569 عزيزي الكابتن محمود الخطيب.. هذه رسالة من مشجع زملكاوي كثيرا ما …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.