لا أشك لحظة في صدق نوايا ورغبة الرئيس عبد الفتاح السيسي في النهوض بوطن منهك جراء ثلاثين عاما من الفساد تلاها ثلاثة اعوام من التخبط.
إلا ان النوايا الطيبة وحدها لا تكفي، فالأهداف النبيلة تحتاج الي ادوات في نفس مستواها لكي تتحول الي واقع علي الأرض. وادوات الرئيس وعلي رأسها الحكومة لاترقي لمستوي الاهداف.
فالحكومة تفتقد للرؤية اوالتفكير الابتكاري، وتتحرك في إطار تسيير الاعمال داخل الدولة، وهو ادني كثيرا من مستوي طموح مواطني مصر ما بعد يناير 2011.
الخطوة الوحيدة التي تستحق كل التقدير هي مشروع قناة السويس الجديدة. الا ان كل ما هو غير ذلك كان من الممكن ان يكون مناسبا منذ 4 اعوام، اما الآن ومع مواطن تحمل تبعات ثورتين رغبة في حياة افضل، ويحكمه رئيس يتمتع بشعبية لم يحظ بها رئيس من قبل، فهو غير كاف، ولا يتناسب مع طموحاته، ولا مع شعبية رئيسه.
السياسة لا تنفصل عن الاقتصاد، وسيظل الوضع الداخلي يمشي مترنحا علي ساق واحدة، وهي مؤسسة الرئاسة، حتي تكتمل له ساقه الاخري، وهي البرلمان.
القربة المقطوعة
ليست المرة الاولي التي يلتقي فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي برؤساء مؤسسات الصحافة القومية بما يعني ان الرسالة التي يريد توصيلها لهم لم تصل بعد.
اللقاء اسفر عن تشكيل لجنة لحل المشكلات المالية لهذه المؤسسات، وهو تصرف يحسب للرئيس، ويعكس اهتمامه بالاعلام خاصة الاعلام القومي. الاان معظم المشكلات المالية التي تتعرض لها هذه المؤسسات هي نتيجة لمستوي ولنوع المحتوي بصحف هذه المؤسسات وبسياستها التحريرية علي مدار العقود الاخيرة.
وحتي يتحسن محتوي هذه الصحف عليها ان تخرج خارج عباءة الدولة وان تعمل بمهنية بعيدا عن حسابات النظام..فهل سيقبل النظام ذلك؟ وهل لديه القدرة علي ان يتحمل تغيير المحتوي؟ هذا هوالسؤال الذي يحتاج الي اجابة.