الأحد , 28 أبريل 2024

وفاء أنور تكتب: كلمة الحب

= 1803

كلمة ( الحب ) تلك الكلمة الجميلة الخطيرة الرقيقة المخيفة التى قد يراها البعض دليل ضعف والبعض الآخر قد يراها جريمة فى حد ذاتها . أعلم أنى قد دخلت إلى منطقة خطرة . عذرًا فلم أقصد أبدًا أن أتخطى حدودًا ، أو أحارب ثقافات ، ولن ألقى بالعادات والتقاليد فى جوف بئر عميق مظلم ، ولكن دعونى أحدثكم بصدق ألم تقفوا يومًا أمام لحظات حيرة حين دفعكم القلق لاختيار كلمة بديلة عنها خوفًا من سوء فهم ، بل وأحيانًا رعبًا من أثرها على محدثيكم ؟ حتى لاتترجم الكلمة بشكل خاطىء ، أو تصل إلى زاويةٍ أبعد بكثير مما يترجمه معناها الحقيقى ، وذلك تجنبًا للحرج ، وقد يصل الأمر بكم إلى حد التنصل منها ، وهى التى دعت إليها الأديان السماوية جميعها .

لولا تلك الكلمة لانتهى أمرنا . كيف سنعيش فى مجتمع لايوجد به متسع لكلمة حب تعبر عن إنسانيتنا ، الكلمة التى تحولنا من بشر عاديين إلى مخلوقات نورانية أشبه بالملائكة . ومن خلال تجربتى وجدت نفسى فى تلك المنطقة حين بدأت أتعامل مع أصدقاء متعددين على مواقع التواصل الإجتماعى حين وجدت الكثيرين ينتقدون وضع رمزٍ على شكل قلب كعلامة إعجاب ، ويعتبرون من يفعل ذلك قد اقترف إثمًا عظيمًا . نعم أنا أضعه .. ولم لا ؟! كنت أتعمد اختيار هذا الرمز كنوع من التمرد على السطحية فى التفكير ، واستعدادًا لتلقى اللوم من بعض المحيطين . كنت أسعد جدًا بذلك !

لا لا أبدًا فلست مشاغبة ، ولكنى إن آمنت بشىء درسته جيدًا ، وهيأت نفسى لدخول حلبة مصارعته دون خوف ، فالكثيرين سيقومون بإلقاء اللوم على ّ ، وقد تتحول المناقشة إلى مشادة ، وعندها سأدخل معهم فى جدالهم ، وقد ارتسمت على وجهى ابتسامة النصر . نعم سانتصر حيث أنى قد امتلكت كل مقومات الإنتصار ، فقد جعلت من المحبة كل أسلحتى . حتمًا سأنتصر . تعالوا نتحدث عن الغرب الذى لم يعجبنا كشرقيين . انتظروا فأنا معكم أرى أن التحرر ، وترك مانصت عليه الكتب السماوية هو الكارثة بعينها ، ولكنهم على جانب آخر قد تعلموا الحب فى كل مجالات حياتهم أحبوا بلادهم فتقدمت . أحبوا أعمالهم فنجحت . أحبوا الرفق فتزينوا به . أحبوا العطاء فنالوا أفضل جزاء . بتلك الكلمة التى يخشاها الشرقيون وصلوا هم لتحقيق ذواتهم ، ورفعوا رايات بلادهم . أما نحن فقد بقينا فى ذلك الرداء توقفنا عند الصغائر وحولناها ببراعةٍ إلى كبائر . نجحنا فى جعلها كالنيران المتصاعدة أعددناها لتحرقنا !! وقد يتعصب البعض منا أكثر وأكثر فيحرق بها غيره دون وازع ٍ من ضمير فهو قد أتقن الكراهية وتشبع بها .

أحب الكره وكره الحب ! كل هذا من أجل تلك الكلمة . لماذا نحولها إلى معنىً آخر ؟ لماذا لانستخدمها فى موضعها الصحيح ؟ لماذا جعلناها رمزًا للذنوب والاُثام ؟ لماذا قمنا بتفريغها من محتواها الحقيقى ؟! تعالوا نحاول أن نطبق روح الكلمة معًا . تعالوا لننثر شذاها بيننا . تعالوا نرسلها بعيدًا لتصل إلى غيرنا . تعالوا نترنم بها . فما أحوج العالم الآن لتطبيقها والسير فى ظلها . تعلموا أن تحبوا دون تجاوز . تعلموا أن تحققوا معنى الحب . هيا بنا جميعًا ننشر على الأرض المحبة والسلام .

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 6503 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.