الجمعة , 19 أبريل 2024

كبسولات مهدئة| عقدة النقص … تكتبها رشا صيرة

= 21228

 

 

لما بنلاقى حد بيفتخر بحاجات عنده ، وبيألف قصص نصها كذب عن حياته وبيفضل يتكلم عن نفسه كتير علشان يلفت الأنتباه اليه وبنكتشف ان كلامه كذب ! بنقول عليه ده عنده نقص !
ونماذج كتير بنقابها فى حياتنا اللى بيعيب على الناس وبيتهمهم بالنقص وهو أصلاً مليان عيوب وسلوكه كله قايم على النقص!
كل أعتقادنا عن مفهوم (النقص) هو أن اى شخص بيحس انه أقل من اللى حواليه أو أضعف منهم سواء لأسباب جسدية أو مالية أو حتى معنوية ويبدأ شعور النقص يكبر جوه الشخص ويزيد ويبقى زى( عقدة ) بيحاول دايماً يخبيها باى شكل أو طريقة علشان يحسن من صورته قدام الناس…!
وده بيخليه يلجأ لخلق صورة لنفسه كاذبه فى أغلب الأحوال؛؛ ويتمنى انه يكون عليها ويحبها والناس كمان تحبها !ولكنه علشان عارف انه مش قادر يخلق لنفسه واقع أخر بيبدأ يرسم فيه صورته المزيفه اللى بيكملها بحاجات مش موجودة فيه علشان يدارى العقدة اللى جواه !
أما علم النفس تعريفه ل( عقدة النقص ):- انها وجود قصور عضوى أو إجتماعى أو أقتصادى يؤثر على الفرد نفسياً ويجعله يشعر بعدم الأمن والدونية .
توصل عالم نفس اسمه (ألفرد أدلر ) من مدرسة التحليل النفسى الى نظرية ( عقدة النقص) اللى من خلالها وصل لمفهوم (الدونية )أو( النقص)
النظرية بشكل مبسط بتعنى أننا كبشر بننشد الكمال وفى سعى دؤوب نحو المثالية وخلال سعينا لتحقيق ذلك …سنصل الى حالتين :-
أول حالة … سنجد أنفسنا بعد الوصول للكمال والمثالية اننا هنفكر فى الآخرين علشان حققنا كل اللى بنسعى اليه ووصلنا لأهداف كان نفسنا نحققها …
والحالة التانية… هى العكس سنتمحور حول ذواتنا إذا كانت الحياة على عكس ما نرجو أو نريد!
دايما بنسعى فى حياتنا لتناول أفضل طعام والسكن بأفضل منزل والحصول على أفضل النتائج فى الحياة وكل السعى الدائم ده نحو الأفضل بيكون علشان شعورنا بالنقص! واننا محتاجين نكون فى حالة افضل مما نحن عليه!
فشعور الانسان بالاكتفاء التام وانه مش محتاج انه يتقدم اى خطوة للأمام مش هيخليه يشعر بالنقص فى اى شئ فى حياته ! وبالتالى هيكون راضى عن حاله أو انه لا يريد انه يتطلع إلى مزيد الأهداف ومن هنا مش هيكون لديه اى حافز علشان يحقق أهدافه !
(أدلر) أعتبر الشعور بالنقص هو محفز نحو الكمال الذى لا يتحقق بالنسبة لنا كبشر…
فكل واحد بيعانى من نقص ما ، بشكل مختلف ….
نقص فى عضو من أعضاء الجسم أو ضعف فى حاسة من الحواس أو مرض مزمن ….
ولاحظ( أدلر) أثناء عمله كطبيب ان الأشخاص اللى بيعانوا من نقص فى احدى الأعضاء بيسعون لتعويض النقص بتقويه عضو آخر لديهم …فالكفيف بيسعى لتقويه حاسة السمع ليعوض فقدانه لبصره …
واللى فقد عضو من أعضاءه بيسعى لتقويه عضو آخر لديه علشان يطور مهارة من المهارات يعوض بها النقص اللى بيعانى منه فى جسده …وه كان تعويض هادف …
ولكنه بعد ملاحظته وجد ان تعويض النقص تجاوز  (العضوى ) (للنفسى)!!!
يعنى أصبح ليس تعويض لنقص فقدان جزء عضوى ولكن لتكملة جزء نفسى داخله !
زى الطالب الفاشل فى مادة فيدفعه فشله لبذل مجهود اكبر للتفوق فى هذه المادة أو يعوضها فى تفوق فى مادة تانية !
أو لو شخص جسمه مش رياضى فيدفعه ذلك الشعور بالنقص المتعلق بجسمه الضعيف للتعويض بالتألق فى مجال الفن أو العلوم او اى مجال أخر !
فى حين بنلاقى العكس فى اى شخص ماقدرش يطور اى مهارة لتعويض نقصه فبيفضل حبيس عقدة النقص ومنها بتتحول من مشاعر عادية إلى مرض يصيب صاحبه ويحوله الى شخص يقضى على نفسه أو على غيره بالعقدة
فقد يصبح أنطوائى او خجول او غير واثق من نفسه !
وقد يحولها إلى مشاعر يلجأ الفرد بها إلى اهانة الآخرين او التنمر عليهم ليسقط عقدة النقص اللى بيحس بيها وما قدرش يتخلص منها ويتحول الى شخص مؤذى لنفسه وانانى واحياناً بيسعى الى الحصول الى أشياء ليست من حقه ! ظناً منه انه يستحقها طالما حرم من أشياء أخرى كان لازم انه يحصل عليها !
الشخص اللى بيعاني من النقص مش بيؤثر على اللى حواليه مهما عمل ودايما بينتقص من نفسه بأشخاص قد يكونون اكثر تأثير منه لأسباب يفتقدها هو كالشخصية القوية والمميزة والكاريزما الخاصة بصاحبها
و تلاقى الشخص المميز والجذاب والمؤثر فى اى مكان  ودايما بيترك اثر طيب عند كل من يلتقي بهم  وحتى ولو كان اللقاء لمرة واحدة عكس الناقص اللى لو جلس الف مره وتحدث بلا انقطاع عمرك ما بتلاقيه  مؤثر !!
علشان كده بتلاقيه بيقاتل من اجل ابعاد الشخصية الموثرة فى الآخرين  و ينتقص منه ويعدم وجوده !
اللى بيعانى عقدة النقص عنده دايما حساسية مفرطة تجاه اللى حواليه وبيعتقد بأنهم حجر  في طريقه ودايما تلاقى  الناقص يعيش في وهم ويخلق القصص الخيالية عن اللى حواليه ودايما بتكون الصورة سلبية وتلاقيه بيتخيل فى  احيان كتير بأن اللى حواليه عاوزين يدمروه والإنتقاص منه وانهم بيتكلموا عنه بأمور سلبية فتلاقيه بيقلب ده على ده ؛ وبيوصل لكل اللى حواليه انهم بيغيروا منه و بيكرهوه؛ ويوصل كلام وافعال عنهم مش صحيحة لغيرهم!
علشان يرضى ذاته المريضة!
عقدة النقص بتتحول كرد فعل عندما يطور الإنسان من نفسه ويحولها الى عقدة تفوق …
و لكن عندما يحولها لطاقة يغطى بها على مشاعر الدونية بتتحول الى انتقام ؛؛من كل حاجة حواليه حتى لو كانت بتسعده ؛ علشان يثبت لنفسه انه كامل!
النقص الحقيقي هو اننا ما يكونش عندنا الشجاعة اننا نعترف بنقصنا ، واننا نسجن نفسنا جوه تعليقات وأراء الناس ونقلل من نفسنا ونستنى الحكم علينا من نظرة الناس لينا ونعتبرها هى اللى بتكملنا ! واننا دايما نكون على وعى بان اى شئ اتحرمنا منه وجربنا معاناة عدم حصولنا عليه  …لازم نعوضه بالطريقة الصحيحة من غير الأعتداء على حقوق غيرنا !
كلنا عيوب واللى يقدر يصلحها ويتصالح معها من غير ما يأذى اللى حواليه ويصلحها بطريقة صح ….هو الأقوى 
لان فعلا النقص والحرمان اللى ممكن الشخص يتعرض له فى حياته بيخلق فيه أمراض نفسية أحنا اللى بنتعالج منها مش هو !
“إن نقص الكون هو عين كماله ، مثل اعوجاج القوس هو عين صلاحيته و لو أنه استقام لما رمى…!”
أبو حامد الغزالي

شاهد أيضاً

كبسولات مهدئة…(الحب مقابل العطاء)…تكتبها رشا صيرة

عدد المشاهدات = 6644  “الحياة موازنة بين العمل والحب ، ومن السذاجة ان نتوقع ان …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.