الأربعاء , 15 مايو 2024

فاطمة الرفاعي تكتب: على فنجان قهوة

= 1908


قبيل الغروب هناك على الشاطئ رشفت فنجان قهوتي المرة
كانت نسمات باردة تتسلل داخلي
جمعت وشاحي ونظرت في الأفق بعيدا
كانت الأمواج تحتضن الشمس في شوق ولهفة
وكأنها فارقتها منذ وقت طويل
ذكرني المنظر بطفولتي البريئة
هناك كنت أركض وأقفز وأكبو بين عيني أمي
وحين أقترب كانت تتلقفني بلهفة وحنان
وكان حضنها أجمل ما في الطفولة
كنت أميرة بين ذراعيها
آمنة بين كفيها …
أفقت على آخر رشفة من فنجاني
وقد غابت الشمس في حضن الموج في هدوء وسكون
اتسابت من عيني دمعة
وابتهلت داعية لأمي بالرحمة والغفران
وحل الظلام والهدووووء والصمت الرهيب
قمت هاربة أركض فوق الرمال الناعمة
لا أدري هل كنت أهرب خوفا من الظلام
أم من ذكرى رحيل أمي وشمس حياتي
تعثرت قدمي في صدفة كبيرة وسقطت
كانت الصدفة تبرق في الظلام حركتها ..
فبدت منها لؤلؤة جميلة ثم قالت…
أي بنية لا تنته الدنيا بموت الأمهات ولا بحلول الليالي العاتمات
فبعد الليل فجر يرتسم
كوني فخرا لمن مضى وعزا لمن سيأتي
ثم زحفت الصدفة وهي تخفي ضوء اللؤلؤة في داخلها نحو الشاطئ
وأنا أرمقها باندهاش وتعجب
وقبل أن يخبو بريقها بين الأمواج
أفقت على يد حانية تربت على كتفي
يقول بصوت حانٍ: أما آن لك ان تعودي إلى البيت
فقد اشتد البرد، وتوشك السماء أن تمطر
كانت يد أبتي …
قمت وأنا أبتسم، كففت دمعاتي
والتفت إلى اللؤلؤة وكأني أودعها قبل أن تغوص في الأعماق
ثم انصرفت عائدة للبيت…

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: الاحتلال بالأفكار وليس بالسلاح (١)

عدد المشاهدات = 1683 التاريخ يؤكد أن جميع القوى العظمى التى احتلت غيرها من الدول …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.