الإثنين , 29 أبريل 2024

“غموض”….قصة قصيرة بقلم منى النجم

= 2373

كانت في الثانية عشرة أو أقل حينما فرى الفقد قلبها..وترك غمامة من الحزن واضحة على محياها
وزحف بريق خافت إلى لون عينيها يكاد يلمحه كل ناظر إليها، لذلك ظلت عيناها تستقطب أرواحا بحركتها لتذوب في محيطهما شتى النظرات.
وكلما حاولت تخفيف تلك النظرة التي تشع حزنا يملأ روحها ثقلا ويكبس على صدرها ألما
كلما حدث شيئا عمّق تلك النظرة لترسخ ماثلة مدى سني حياتها.
فذات ليلة وبعد أن غاب الاب في دهاليز السجون بلا امل من عودته.
استيقظت خائفة مرعوبة، فقد كان الخوف يزورها بغياب والدها الذي كان مجيئه يشيع في نفسها الآمان.
فصدمت بجثة تلتحف الغطاء ولا يبدو منها شيئا
وكانت من الطول درجة حتى ايقنت انه اباها قد عاد.
صرخت أماه…أهو أبي…
تجمعّ كل من في الدار حولها وهم يحدقون الى جهة اشارة اصبعها
وقد ذهلوا من شدة الحزن عليها
فقالت والدتها: ما بالك يا أبنتي انه اخيك محمود…!
صرخت الطفلة – ولكن محمود ليس طويلا مثل ابي.
قالت الجدة وهي تجّر حسرة ثقيلة كبست على أنفاسها: حينما ينام المرء يتمدد جسمه ليطول قليلا.
استيقظ الأخ على صوت الجلبة عند رأسه وتساءل مرعوبا
ماذا يجري؟
الجدة: لا شئ ذو أثر.. عاود نومك
محمود : ولكن يا أمي……….!
الأم : لاشئ لاشئ البتة .. ان اختك ظنتّك أباها…لذا فزعت وافزعتنا. قالت ذلك ومضت تسكت طفلا لها علا صراخه حينما افتقدها جانب سريره.
وتركها الجميع ومضى الا هي واخوها الذي لازال يلتحف بطانيته ويّشدها على جسمه شدّا ربما لانه يشعربالبرد او بالخوف لاتدري.
تبادلا نظرات تشي بالكثير من الخوف والترقب والاسى
وهبط صمت ثقيل يدور مع جندول الساعة بوقع رتيب كئيب يسحل هذا الليل أنفاسه ولازال الصمت سيد الموقف
فالخوف يشّلّ ألسنتهما كلما تذكرا نصيحة أحدهم توخوا الحذر فإن للحائط أذنا تنقل همسكما.

  • كاتبة عراقية.

شاهد أيضاً

“إجمع ما بقى من بقاياك”…بقلم نبيلة حسن عبد المقصود

عدد المشاهدات = 1215 حين يذهب الشغف في طيّات الفتور. ويستوي الأمران.من قربٍ وبعدٍ… حبٍ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.