عطاف سالم تكتب: اعترافات…!

الكوكب الآخر الذي لفظني على الأرض
مازلت أدين له بالوفاء
أكثر من الأرض !
.
.
المدينة التي جحدتني
كتبت عنها كل رسائلي في العشق !
.
.
العاشق الذي أحبني
اقتنعت به أخيرًا
لكنه رحل !
.
.
الكرسي الذي طمحت إليه
فاسقطني ..
نسي أنني الوحيدة
اللائقة به !
.
.
روايتي الوحيدة التي لم تكتمل
يبدو أنها
تنتظر الفصل الأخير من نهايتي !
.
.
النسوة اللاتي كنت أخفف عنهن
أشباح المرض
و البلاء
و الهم
اتهمنني بالمكر !
.
.
الوطن الذي يبدو أنه خلق لأجلي
صنعته هواي
و الهامي
لكنه أرسل لي عاهات مثقفيه !
.
.
الفقراء الذين آويتهم
ومزحت معهم
كي أنسيهم ويلات الشقاء
غدروا بي
ثم قتلوني
.
.
الصبر الذي اطعمته حتى كبر
حتى استوى على سوقه
فأغرى الأتقياء
ضاق بالقلب الذي رباه !
.
.
المال الذي أنفقته لإسعاد الآخرين
أو لبناء الذوات الجاهلة ..
رأيته مستلقيا على ظهره
يضحك سخرية مني !
.
.
الوقت الذي حرصت عليه
وطالما بكيت من أجله
واستعطفتُني والآخرين
كي يفهموه ..
يحفظوه
انكرني وتبدد
وجد نفسه مع السفهاء !
.
.
عقلي الذي أربكني
وحنوت عليه
ربيته حتى نضج
الآن يشتمني
في زمن الغربة
يدعو علي !
.
.
الصحيفة التي سحرتني
أغرتني
كي أهبها
لب الفكر
صدق الحس
أصل الود
أصبحت في نظرها من الجيل الأصم !
.
.
بطاقات الهدايا
آلاف الصور
أكوام الذكريات
تلك التي أصنعها كي يهرب البكاء
رحلت مع الباكين
وتركتني للوحدة والدموع !
.
.
دواوين الشعر
وأمهات الكتب
التي حفرت لها القلب والعقل
أصبحت تلعنني
لاتعلم أن هناك من أمرض قلبي
وأصاب عقلي بالخبال !
.
.
كل أغاني الحياة للفضيلة
للإحسان
للحياء
للرحمة
و النماء
رحلت وهي تندم خلقها للهباء !
.
.
الجمادات وحدها
بقيت أمل الكلمات
السواكن وحدها
بقيت بكرًا
لم تتغير بالحركات !