الإثنين , 6 مايو 2024

“سقوط وردة” … قصة قصيرة بقلم: د. محمد محيي الدين أبو بيه

= 3078

حمل عيسوي بين يديه ورده واحتضنها برقه وادار الكاست علي صوت فيروز واغنية..انا لحبيبي وحبيبي الي…فاليوم عيد ميلاد زميلته شيرين وهو ذاهب الي منزلها حيث الحفل فقد دعته اليه اليوم بالكليه ولم يجد تعبيرا عن حبه الا هذه الورده الحمراء رمز الغرام والهيام وتخيلها وهي تأخذها منه وقد اعتلى الخجل وجنتيها وكساهما حُمرة اكثر اثاره من وردته ثم تميل عليه بقبلة لطيفة علي خده قائلة..ما احلى هديتك الرقيقه…وتأخذه من يديه ليتراقصا علي اغنيه رومانسيه تصدح بالمكان ثم تعرفه علي كل من في الحفل …
عيسوي رفيقي وصاحب عمري..أرق من منحته لي الدنيا
لم يستيقظ من احلامه الا إثر سقوط الورده من بين يديه
التقطها وأعد نفسه للذهاب لموعده وكله سعاده ويكاد الشوق يستبد به
اختار من ملابسه المعدوده الزي الذي التقاها اول مره به حتي يفصح عن مدى اعتزازه بلحظات اللقاء الاول وأنه يعتز بكل شىء يربطه بها..حتى العطر فضل ان يكون نفس الماركه العتيقه وكم تمني او توقع ان تفعل مثله حتي تكتمل الصوره امام الجميع ويُعلَن الحب الصامت..
استقل التاكسي واخرج من بنطلونه ورقة عنوان منزلها الذي يوجد باحدي المناطق السكنيه الجديده علي اطراف المدينه.
وأملاه للسائق ومن بعدها استغرق في نفس حلم اليقظه محيطا الورده بكلتي يديه
نزل من التاكسي امام منزلها الذي اكتشف انه فيلا متوسطة المساحه بدورين مصممه بطراز عربي ومزدحم المكان امامها بالعديد من السيارات الاكيد انها لضيوف الاحتفال.
لم يكترث وشحذ همته ليقوي احساسه بعزة النفس وانه ليس ادنى ممن حضروا بسياراتهم الخاصه فالاهم عنده شيرين
دخل الفيلا الصاخبه بموسيقي واغاني اعياد الميلاد وتعج بالضحكات والاصوات المختلطه مابين الفتيات والشباب منهم زملاؤه بالكليه وآخرين لا يعرفهم.ولمح شيرين وسطهم بعيونها اللامعه وابتسامتها المشرقه وقد زينت حفلتها كعادتها بفستان احمر مزركش..وان كان يتمني ان يراها بنفس ما كانت ترتديه في اول لقاءتهما بالكليه.
تزاحم عليها المهنئون وكل منهم يمنحها هديته التي تدل علي ثمنها الباهظ من فخامة الغلاف الذي يكتنفها
حاول الوصول اليها واقترب فعلا ولكنه تراجع خطوات ولكنها رمقته بعينيها فأومأت براسها له دونما كلمه واحده ثم التفتت الي الفتيات واكملت رقصها.
احس بغصة بقلبه ونظر الي وردته التي يحتضنها ثم ذهب بعيدا..
تنحي لآخر موقع في المكان ومازال ممسكا بوردته..لم يستجب لمحاولات زملاؤه مشاركاتهم في الغناء والرقص…ويحلق نظراته علي شيرين وهي تتقافز كالفراشه وتنطلق كمُهرة جامحه تسلم علي هذا وتتقبل هدية تلك وجاءت لحظة اطفاء شموع التورته التي حلم ان يكون في تلك اللحظه بجوارها وعيونه بعيون شيرين ويده بيدها والجميع يطلقون فلاشتهم لتصوير المشهد الرومانسي بينهما.
لكنه تسلل خارجا من الاجواء الاحتفاليه وقد سقطت وردته علي الارض دونما ينتبه او لعله احس بها وتغافل عنها وتركها تتهاوى
واشار الي تاكسي
علي فين يا استاذ
خدني علي حارة العطاشي يا اسطي.
دي فين يا استاذ
دي آخر قاع البلد
انطلق السائق وأدار الكاسيت وكانت ام كلثوم تصدح بالاطلال
( كان صرحا من خيال فهوى…)

شاهد أيضاً

“إجمع ما بقى من بقاياك”…بقلم نبيلة حسن عبد المقصود

عدد المشاهدات = 7198 حين يذهب الشغف في طيّات الفتور. ويستوي الأمران.من قربٍ وبعدٍ… حبٍ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.