الإثنين , 29 أبريل 2024

“رسائل من السماء” … بقلم: وفاء أنور

= 6432

طالما أننا لم نعد نشعر بما نفعله على سطح هذه الأرض من ذنوب وخطايا ، طالما أننا نتناسى الإنسانية ونفرغها من محتواها ليقل رصيدها فينا مابين ليلة وضحاها فعلينا أن نستعد لتلقي رسائل السماء الجديدة ، ستأتينا لتوقظنا ، تذكرنا ، توجههنا إلى الطريق الصحيح ، لعلنا قد رأينا آية جديدة من آيات الله التي قد حلت على بعض البلاد المجاورة رسالة لنا نحن عمار كوكب الأرض وساكنيه ، نحن الذين انشغلنا كثيرًا عن ذكر الله وقام بعضنا ببيع ضميره مستغلًا كل الظروف التي نمر بها ، تركنا أنفسنا تلهو في زمن نشطت فيه الفتن فخضنا فيه مع الخائضين ولولا أن أدركتنا رحمة ربنا لكان الأمر أسوأ بكثير ، خلقنا االله وأعلى شأننا وفضلنا على مخلوقاته الأخرى ولهذا فهو يستعتبنا لتدق رسائله إلينا كل نواقيس الخطر لتخبرنا أن الفرصة مازالت سانحة لنا حتى الآن .

لعلنا عشنا لحظات صعبة اغتالت من أنفسنا بعض الأمان حين وقعت في الأمس القريب هزة أرضية قتلت الألاف وخلفت وراءها أعدادًا هائلة من المصابين وآخرين لامأوى لهم ، البعض يسأل أحيانًا لماذا يحدث هذا ؟ فمنهم من يفسرها بشكل علمي وأكاديمي ويستفيض في الشرح وبعدها يعود السؤال بداخلنا يتردد بصيغة أخرى ، لماذا تقع مثل تلك الكوارث الطبيعية ؟ وإن كنا نعلم ونؤمن تمام الأيمان أن الله أمره إذا أراد شيئًا فمشيئته تقع بين الكاف والنون ، كان قادرًا أن يوقف هذا ولكنه يختبرنا ليوقظنا من غفلتنا التي طالت يختبرنا ليرى مدى رضانا بقدره ، خيره وشره .

نحن من أفسدت علينا طريقة حياتنا بعض سلام أنفسنا ، نحن من غرتنا الدنيا ونسينا أننا زائلون ، نقرأ كل يوم عن الذين رحلوا وكأننا نستثني أنفسنا غرورًا بدوام الوجود ، مازلنا نشاهد مشاهد الدمار ولاندرك أن هذا ليس عنا ببعيد ، حتى أن البعض أصبح يتطاول ويسخر من هذه الأحداث بل ويتمنى أن يشعر بما سبب الفزع والأذى لغيره راجيًا ربه أن يشعره بما أمنه الله من الإحساس به رحمةً منه ، عجبًا لأمر هذا الإنسان الذي يلقي بقناعه ليلبس غيره بتلك السرعة دون مبالاة ، وفي النهاية يطلق على نفسه اسم إنسان إنه فقط مخلوق ، أو كائن حي يفتقد الإنسانية التي راح يتغنى بها في كل مكان .

تتعالى الصيحات فرحًا طالما الأمر بعيدًا عن أرضه ، تتسابق الأفكار في ميدان أنانيته وجشعه ، إلى متى ستبقى هكذا ، إلى متى أيها المخلوق الذي يريد أن يلقبه الجميع باسم ” إنسان ” .

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 7105 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.