الجمعة , 26 أبريل 2024

كيف يفكر الفاسد؟

= 1396

بقلم: عادل عبدالستار العيلة

كنت أشاهد أحد الأفلام الأجنبيه وقد مات ابن الفاسد لأن الناس قد اكتشفوا فساده فأجتمعوا وضربوه حتى فارق الحياه ، فما كان من الفاسد إلا أن قرر الانتقام من الشخص الذى كان السبب فى معرفة الناس بفساده هو وأبنه !!! هكذا كانت طريقة تفكيره وهكذا طريقة تفكير كل الفاسدين !! لم يفكر ولو للحظة أن سبب موت أبنه كان فساده هو وليس الناس او من أخبر الناس بفساده ، لم يفكر ولو للحظة واحده أن يتوقف ويتأمل لماذا وصل الى ما وصل إليه ؟! ولكن أستمر فى فساده وقام بقتل من كان سبب من وجهة نظره فى موت أبنه ومرة أخرى أقول وهكذا طريقة تفكير كل الفاسدين.

ايها السادة علينا أن نعرف كيف يتكون المفهوم عند البشر ؟ المفهوم هو معلومات أستقرت بالعقل فكونت مفهوماً تحوّل الى سلوك عملى فإذا كان هناك شخص يقوم بفعل سيئ فإنه ناتج من مفهوم خطأ… ولتغير السلوك لابد من تغير المفهوم … لذلك حين جاء شاب الى الرسول الكريم يطلب منه أن يأذن له بالزنا !! .. هنا الشاب يريد أن يقوم بسلوك سيئ .. فماذا فعل الرسول ؟ قام بتعديل وتغير مفهوم الشاب فقال له أترضاه لأمك ؟ أترضاه لأختك ، وهنا تغير سلوك الشاب.

ايها السادة … إن ما شهدناه فى الفيلم يحدث كل يوم فى تلك البرامج العفنه والهدامه ، فهذه التى تدعو الى التعرى فهى تدعو لانها فاسده فى مفهومها سواء تدعو لهذا عن اقتناع ام تنفيذاً لاوامر من يرسل لها الدولارات ، الكارثه اننا نصدق هؤلاء ونتابعهم !!

كيف ونحن نعلم اصلا إنهم فاسدون ، من يدعو الى الصداقه بين الشاب والفتاه هو اصلا يفعل هذا لانه فاسد فى مفهومه ، تخيلوا يا ساده أن من له الحق أن يخرج علينا كل يوم عبر الشاشات هو فاسد !!

تخيلوا ، من يتحكم فى تلك البرامج ويُديرها هو فاسد فى فكره سواء عن اقتناع او تنفيذاً لتعليمات الدولار ، تلك التى تدعو الى مشاهده الافلام الاباحيه عبر شاشة تيلفزيون تنشر تلك السموم فى بيوتنا لانها فاسده فى تفكيرها ومفهومها والكارثه إننا نتابعها ،وكآنك توافق وتصفق لفاسد قتل الشرطى الذى قبض على ابنه لارتكابة جريمه ما !!!

ولقد رأيتم بانفسكم هجوم أحدهم على الشيخ الشعراوى ومن قبله على الصحابه أنفسهم سواء باقتناع او تنفيذاً لاوامر الدولار هذا لانه فاسد فى فكره ومفهومه.

رسالة المقال … هى إنه أصبح من الضرورى أن نسعى جميعا للانتصار فى معركة الوعى وزيادة المعرفه الصحيحه لذلك يقول الطب النفسى ( أن المعرفه تصنع المفهوم ، والمفهوم يصنع السلوك ، والسلوك هو ما يراه الناس من الناس على الارض ) علينا أن نبدأ بأنفسنا ، علينا أن نؤمن أولاً باهمية الامر وضرورته ، المفهوم الخطأ هو من يصنع الفاسدين ، زميل لى كان فى حالة غضب شديد لان مسئوله يلومه على تأخيره فى الحضور وكان رد زميلى مثل رد كل الفاسدين ( انت يعنى هاتكسب ايه لما تضرنى ، أنت ليه عاوز تضرنى ) نفس المفهوم نظر الى مسئوله إنه هو من تسبب له فى الضرر ، ولم يستطيع أن يرى أن إهماله وفساده هو من تسبب فى الضرر لنفسه !!

ايها السادة … كل الفاسدين فكرهم واحد لانه ببساطه مفهومهم واحد … وهذه هى خطورة المفهوم ومن هنا تاتى أهمية الوعى.

حفظ الله مصر … أرضاً وشعباً وجيشاً وأزهراً

شاهد أيضاً

إنجي عمار تكتب: قبل ودبر..!

عدد المشاهدات = 5800 قبل ودبر بضم الحرف الاول من كلتا الكلمتين. كلمتان بينهما تضاد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.