—
كلما تابعت شاشة التليفزيون انزعجت ، وكلما فتحت نوافذ السوشيال ميديا زاد قلقى وانزعاجى ، الجميع يتحدث عن الفيروس الذى هبط علينا فجأة ، بلا مقدمات ، وانتشر بالكرة الأرضية شرقا وغربا ، شمالا وجنوبا ، لا ينجو منه الغنى ولا الفقير ، لا الدول المتقدمة ولا المتأخرة ، لا الدول كثيفة الأعداد من السكان ، ولا الدول قليلة الأعداد من السكان .
لم يستثن هذا الفيروس أحداً ، هل يعد ظهوره مؤشرا على تأخر البشرية علميا ؟، إنهم لم يصلوا بعد لعلاج له ، أم هو صناعة بشرية نجحت فى اختبار الحروب الفيروسية كحروب باردة ، بلا أسلحة ولا طائرات ولا مركبات ، وإن كان هذا الافتراض سليما ، أليس من المنطقى أن من أحضر الفيروس قادر على أن ينتج علاجا له ؟ هل هو اختبار للعقول البشرية فى كيفية مواجهة الأزمات؟
هل سيتحد البشر لمواجهته والقضاء عليه ؟ أم سنضحى بالأضعف لنحتفظ بالأقوى فقط ؟ كما فعلت بعض الحكومات مع بعض مصابيها ، واختيارها من تعالج و من تترك من الضعاف من كبار السن لمواجهته وحدهم ، وتهتم بمعالجة الشباب ، أو الأقوى بنية جسدية ؟ تساؤلات كثيرة تطفو على السطح ، حتى أننى أصبحت أشعر أننا جميعاً فى كابوس أو فيلم خيال علمى أو فيلم رعب.
فلنهدأ جميعا ولنعتبره أزمة من الأزمات ، ولنعرف آثاره السلبية ولننشر ما يفيد البشر فى كيفية التعامل مع هذا الفيروس الوافد المزعج دون تهوين أو تهويل ، ولندرس تاريخ الأوبئة التى قضت على أعداد كبيرة من سكان الكرة الأرضية كالكوليرا والطاعون ، تتجاوز ربع سكان العالم.
فكثيرا ما نشاهد الإعلام يلاحقنا بالإرشادات ، لكنه يرعبنا بما يحدث فى بعض الدول ، موضحا أنه ينتقل عبر الملامسة ، فليس من الضرورى المصافحة ، وعن وجود الفيروس على الأسطح المختلفة فلا بد ألا نمس أى شىء دون تعقيمه ، ومن الهواء فلا داعى للتنفس إلا من خلال الكمامات ، إن صدقنا على كل ما نرى أو نسمع إستسلمنا جميعا وحفرنا قبورنا بأيدينا.
أعتقد أننا فى حاجة إلى التفكير ، وتوجيه النصح للجميع بشكل لا يثير الذعر لديهم ، وتصبح معركتهم الحالية معركة من أجل البقاء ، فيتكالبوا على شراء الكمامات والمواد المطهرة ، وتخزين المأكولات والمشروبات وإبداع أزمات صحية وتموينية ، والبقاء للأسرع فى الإقتناء ، وللأغنى فى القدرة على الشراء.
فلنهدأ جميعا ولنتبع أبسط القواعد فى تجنب الإصابة بالفيروس ، وكيفية الحماية منه بالمشروبات الساخنة ، وإن لم نجد فبالماء الساخن ، فهذا الفيروس ضعيف جدا ، وإمكانية القضاء عليه من أسهل ما يكون ، لكن بالتعقل بمعرفة طبيعته ، أخطر ما فيه أنه يهاجم الجهاز التنفسى ، وهو لا يعيش فى درجة الحرارة التى تزيد عن 30 درجة مئوية ، ربما يدخل الجسم عن طريق الأنف ، فيجب على الفرد أن يستنشق كل ثلاث ساعات ، حتى يضمن ألا يتسلل هذا الفيروس إلى الحنجرة ويصل إلى القصبة الهوائية وبعدها إلى الرئتين ، وحتى لأسوأ الظروف إن وصل إليهما ، هناك علاج فكم مريض شفى منه.
المشكلة الكبرى تكمن فى بعض الأشخاص الذين يعتقدون أن الذهاب للطبيب هو نقص فيهم ، مع أن الله خلق المرض وخلق الدواء ، وهنا يأتى دور المخالطين لهم ، فى علاجهم مع أخذ الحيطة والحذر.
دعوا هذه الأزمة تمر فى هدؤ دون صراع أو إنتقاء لمن البقاء ، فلكل منا ساعة حددها الله سبحانة وتعالى دون أن يعلنها ، وعلينا أن نحيا كما أُمرنا كأننا نعيش أبداً ، وكأننا نموت غدا ، فقط نعقلها ونتوكل.