السبت , 4 مايو 2024

د.سناء الجمل تكتب: المقارنة تسرق سعادتك!

= 2779

فى عالم مواقع التواصل الذى نعيشه الآن، تقع أعيننا دائما على ما يملك غيرنا من وسائل الرفاهية والثروة، فلا نشعر بالكفاية أبدا، ولا نقنع ونرضى بما لدينا لأن هناك دائما من هو أغنى منا أو أعلى قدرا فى مكان ما أو فى مجال معين، وتلك المقارنة هى التى تسرق سعادتنا دائما لأننا لا نفرح بما نملكه بل ننظر ونتطلع لما يملكه غيرنا وتلك المقارنة هى ظلم لأنفسنا قبل أن تكن حسدا للآخرين، لأن إنشغالنا بما يملكه غيرنا يصرفنا عن الإستمتاع بما لدينا ويلهينا عن الكد والإجتهاد فى سبيل الوصول إلى النجاح والسعادة التى نرغب فى تحقيقها، فالمقارنة دائما هى سارق الفرح الأول ، لأنك بعقد المقارنات تقللين من قيمة نفسك وقيمة ما لديك فتشعرين دائما بأنك مازلت صغيرة وقليلة القيمة مهما فعلت وبدلا من أن تسعدي بنجاحك تشقين نفسك بالتفكير السلبى.

والحل هنا ببساطة.. هو ألا تقارنى نفسك أبدا بالآخرين، لا يهم كم أنت عظيمة ,لو لم تكون ممتنة وقانعة بما أنت عليه وما تملكينه، لن تكونى سعيدة أبدا، دائما سيكون هناك شخص لديه مال أكثر منك، سيكون هناك دائما شخص يؤدى عمله ويتقدم فيه أفضل منك، شخصا أنحف منك وأجمل منك، فلو بقيت دائما تقارنين نفسك بغيرك، فستبقين خاسرة على الدوام.

شىء واحد فقط لن يملكه الآخرين أو يتفوقون فيه أكثر منك، وهذا الشىء هو “أنهم ليسوا أنت” أعظم كنوزك وأهم ما تملكين هو نفسك، أنت فريدة من نوعك ومميزة، هكذا خلقك الله ,شخصية متفردة مختلفة عن الآخرين كما أن لكل منا بصمة لا تتكرر، فلكل منا شخصية واحدة متميزة وروح واحدة ودور خلقك الله لأدائه على هذه الأرض فكافحى واجتهدى من أجل إيجاد هذا الدور والقيام به، أنت قوىة باختلافك عن الآخرين، بحرية الإرادة والقدرة على الإختيار واتخاذ القرار، قوىة بقدر ما تفكرين وتبذلين من جهد ,أنت حرة أن تكونى كما تريدين وتلك الحرية فى أن تكونى نفسك هى أعظم طريقة للعيش.

فكلما قللت اهتمامك بما يملكه الآخرين، كلما كنت أكثر سعادة، فالتعاسة والإكتئاب تأتى عندما تركزين على ما لا تملكينه، فضلا عن ذلك لو كنا نقدر ما لدينا ونركز على المكان والمكانة التى نريد أن نكون بها، يمكننا حينها أن نشعر بتحسن ونقترب من طريق السعادة.

ويجب أن تعلمى أن التقدير والإمتنان هو أقوى وسيلة للتخلص من مشاعر التعاسة أو أى حالة نفسية متدنية، فلا يمكنك أن تشعرى بالإمتنان العميق والسلبية فى آن واحد لأنهما شعوران متناقضان ولا يجتمعان معا إلا إذا كنت تكذبين على نفسك، فالسعادة الحقيقية هى أن تحبى اختلافك وتميزك وأن تكونى نفسك ولست نسخة مكررة من شخص آخر تحاولين تقليده أو تقارنين نفسك به، فالمقارنة تسرق السعادة.
——————————-
*استشاري الصحة النفسية وتطوير الذات.

شاهد أيضاً

من فضلك .. كن نفسك فقط!

عدد المشاهدات = 5076 بقلم: عادل عبدالستار العيلة أيها القارئ الكريم ظللنا لعقود طويلة ومنا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.