حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
لما تكون صحفي محترم..أخذت سلم الصحافة من أوله.. ودخلت البيت من بابه..وقضيت من عمرك سنوات تتدرب تحت التمرين..وتبدأ المشوار من قسم الحوادث..للتحقيقات..للقصص الإنسانية المؤلمة..لصحفي متخصص في قطاع بعينه..تفوت عليك سنين وسنين تنسي فيهم نفسك وسنك..وتفتكر فقط إنك بتسابق الزمن كل يوم ركضا وراء خبر أو سبق صحفي ، علشان تلاقي لإسمك مكان بين نجوم القلم المحترمين.. وتيجي في يوم تكتشف انك مش نجم من نجوم المهنة..وإن النجوم الأيام دي ناس تانية خالص مايشبهوش ملامحك ولا تاريخك ولا مهنيتك…يبقي ذنبك فعلا إنك صحفي!!
ذنبك إنك بتنتمي لمهنة لمت ناس لم تجد لنفسها شغلة ولم تحترف مهنة فقررت امتطاء قطار الصحافة لتهين مهنة القلم.
ذنبك إن رئيس تحرير مطبوعة مجهولة الهوية، منح كارنيه نقابة الصحفيين لأشخاص لا علاقة لهم برسالة الصحافة، كارنيه النقابة الذي قضيت عمرك تحلم به ودرست وتعبت واشتغلت بلا مقابل سنوات وسنوات لتحصل عليه، بينما حصل عليه أناس لايعرفون عن الصحافة شيئا الا أنها سبوبة.. ووسيلة أكيدة للوصول لأبواب المسئولين.. وباب ملكي لتخليص المصالح !!
ذنبك إنك صحفي.. زميل فلان اللي بايع قلمه للي بيدفع أكتر !! مرة مع الإخوان ومرة مع أعدائهم..مرة مع تجار الدين ومرة مع عبيد المال.
ذنبك إنك صحفي زميل علان وترتان…اللي صدعوا الناس بكلام عن الوطن والوطنية والحرية والتضحية..وطلعوا بيقبضوا من جمعيات غربية فكرهك الناس وكرهوا مهنتك دون ذنب!!
ذنبك إنك صحفي.. المسئولون يكرهوك لما تقول كلمة حق.. ولما تقرر تبقي نجم تكتشف انك لازم تطبل وتنضم لحملة المباخر والمسبحين بحمد كل مسئول شوية…ساعتها تبقي سيد الكل وضيف دائم علي كل الموائد ومستشار كل الكبار..ونجم تتخاطفه الفضائيات.. وما تبقاش محتاج تصرف فلوسك فين لأن كل حاجة هتجيلك هدايا..
علشان كده… وكما بدأتها صحفية من أول السلم.. قررت أن أواصل في هذه المهنة كفاحي إلي آخر يوم في عمري.. وان كان ذنبي أن أكون صحفية تحترم قلمها وقراءها.
فإنني أدعو الله أن يديم عليَّ هذا الذنب.. وألا يغفره.. ويظل ذنبي أنني صحفية!
————
* مدير تحرير أخبار اليوم.
