حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
ما إن بدأت أصوات الرعد وشرارات البرق تعطي الضوء الأخضر للسماء لفتح أبوابها المغلقة،إيذانا بنزول المطر علي أرض مصر المحروسة، حتي تسللت ملايين الدعوات تخترق الحجب وتصل لأسماع ملائكة السماء…
نظر الملك الموكل بدعوات أهل مصر إلي ملايين الدعوات القادمة من المصريين فوجد أغلبها قد انحصر بين دعوتين..يارب السياحة ترجع تاني، ويارب افرجها علي مصر والسياح يجولنا زي زمان !!
تعجب الملك وتجهمت أساريره وأخذ يحدث نفسه قائلا :
سبحان الله في أمر أهل مصر!
بقي عاوزين السياحة ترجع والسياح يدفعوا دم قلبهم وييجو من كل بلاد العالم..علشان لما واحد فيهم يتنزنق في أي مكان او شارع في بلدكم ما يلاقيش حمام !!
ويا إما يبقي بطل ويمسك نفسه لحد ما يوصل الأوتيل اللي نازل فيه، يا إما يقضي حاجته عند أول حيطة او سور يقابله كأنه مصري!!
واستكمل الملك قائلا لنفسه:
بل والعجب كل العجب أن المصريين بيطلبوا من الله عودة السياحة لبلدهم رغم ان كل المسئولين فيها عن السياحة ضد السياحة !!
هو في بلد في العالم بتتنشأ علي سائح أجنبي..يجيلها افواج سياحية من اليابان تطفشهم وزارة الطيران !!
ولولا شكوي المستثمر المصري منظم الزيارة اللي كان هيتخرب بيته للرقابة الإدارية التي حسمت الموقف كانت بقت فضيحة دولية وجرسة عالمية !!
لا..وهو في بلد في العالم تعمل مهرجانا عالميا للبالون الطائر في سمواتها بتمويل من وزارة المالية وبالاتفاق مع وزارة السياحة والبترول ونادي الطيران الدولي وتحدد موعد المهرجان ويصمم وزير الطيران علي تأجيله لأسباب وهمية…بعد خناقات وتصريحات نارية بينه وبين نادي الطيران…من غير أدني اعتبار لسمعة مصر الدولية !!
وفوق كل ده.. هو في بلد في العالم يجتهد واحد من أبناءها وينظم حفلة لعازف كمان عالمي اسمه(جيدون كرومر) في قصر محمد علي..يعزم فيه سفراء الدول الأجنبية، وكبار الشخصيات المهمة..فيطلع موظف »بتعريفة» يمنع الضيوف وسفير ألمانيا من الدخول..والسفير يقدم احتجاجا رسميا!!
والفنان العالمي وفريقه يغيروا هدومهم في طرقات القصر، فيحلف ما هو داخل مصر تاني!! وفي الآخر يتعمل محضر لمنظم الحفل !!
وبعد كل ده ييجي مطرب عربي لإحياء حفلة ويسجل اغنية يهديها لمصر، فيوقفوه في المطار ويصادروا منه الدولارات اللي أخذها مقابل شغله وعرقه…!!
وفجأة…
سمع الملك نفسه التي يحدثها وقد قاربت علي الإنفجار غيظا ولم تعد تحتمل كل هذه الخزعبلات فانطلقت تقول :
عليَّ الطلاق بالتلاته..البلد دي عمر ما هينصلح حالها طول ما المسئولين اللي فيها بالشكل ده..وخلي المصريين يدعوا.. ويدعوا..ويستنوا لما السما تمطر أرغفة وفراخ مكتفة !! ساعتها تبقي السياحة ترجع بلدهم !!
.لأن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم.
————–
daliagamal2020@yahoo.com
