في زيارتي لليابان جذب انتباهي "التعليم" وفي كوريا الجنوبية أعجبني الاهتمام بالإنسان!
الرئيس: مواقفنا واضحة وتقوم على مبادئ أساسية هى أن مصر لا تتدخل فى شئون الآخرين, وتدعم إرادة الشعوب والحلول السياسية السلمية فى المسائل المتنازع عليها.
– فى هذا الإطار برجاء إلقاء الضوء على موقف مصر من المشاركة فى التحالف العربى لدعم الشرعية فى اليمن؟
الرئيس: المشاركة المصرية فى قوات التحالف العربى تتضمن المشاركة بعناصر من القوات البحرية لتأمين حرية الملاحة فى الممر الملاحى فى باب المندب وتأمين وصول السفن إلى قناة السويس, ولدينا عناصر من القوات الجوية مع أشقائنا فى السعودية ولكن ليس لدينا أى قوات برية فى أى بلد فى المنطقة، وكل ما لدينا من قوات خارج مصر هى فى إطار قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
– الوضع فى سوريا يبدو معقدا ومتشابكا.. كيف ترون الخروج من الأزمة فى ضوء العلاقات التاريخية التى تربط مصر بسوريا؟
– بالنسبة للأوضاع في ليبيا فقد حذرت سيادتكم من انتقال العناصر الإرهابية إلي ليبيا لتكون منطلقا لها إلي مصر ودول شمال المتوسط.. ما هي التدابير التي اتخذتها مصر لمواجهة هذا الخطر؟
– كيف تقيمون العلاقة مع دول الخليج العربية حيث هناك تقارير إعلامية أجنبية تحاول الترويج لوجود فتور في العلاقات بين مصر وكل من السعودية والإمارات؟
الرئيس: علاقات مصر مع دول الخليج خاصة السعودية والامارات علاقات قوية وثابتة ونحن حريصون علي ذلك كما أن الأشقاء حريصون علي توطيد العلاقة أيضا.. والامر غير جيد هو أن البعض يختزل العلاقة مع دول الخليج في الدعم المقدم منها وهذا غير صحيح.
– كيف تنظرون إلي الجدل الدائر حول اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين مصر والسعودية بشأن جزيرتي تيران وصنافير وتأثيراتها علي العلاقات المصرية – السعودية؟
الرئيس: نحن نتعامل مع هذا الموضوع فى إطار الاحترام الكامل لمؤسسات الدولة وأحكام القضاء الذى يتيح للدولة التعامل مع الموضوع طبقا للقانون، كما أن لدينا مجلس النواب الذى يمثل إرادة الشعب والذى أمامه فرصة كاملة لدراسة الاتفاقية بشكل متعمق، وأسجل للأشقاء فى السعودية أنهم يتفهمون الموضوع والإجراءات الدستورية تماما.
– ما الذى تستفيده مصر من اتفاقيات تعيين الحدود البحرية مع الدول المجاورة لسواحلها؟
الرئيس: تعيين الحدود البحرية يعطى فرصة حقيقية للبحث عن الثروات والموارد المتاحة فى المياه الاقتصادية, وهذا ما حدث فى اتفاق تعيين المناطق الاقتصادية الخاصة مع قبرص الذى أتاح لنا الكشف عن حقل «ظهر» الذى سيكون مصدرا كبيرا للدخل من النقد الأجنبى عند بدء إنتاجه بحلول عام 2018. كما أن اتفاق تعيين الحدود البحرية مع السعودية يشكل فرصة للتنقيب عن الثروات فى البحر الأحمر.
– ماذا تم فى اتفاق تعيين الحدود البحرية الخاصة بالمناطق الاقتصادية الخارجية؟
الرئيس: نحن نمضى قدما فى هذه المباحثات وسوف يعقد اللقاء، أما فيما يتعلق بالتعاون الثلاثى بين مصر وقبرص واليونان فسوف نستضيف القمة الثالثة فى شهر أكتوبر المقبل لبحث وتفعيل التعاون الثلاثى, خاصة المشروعات التى تم الاتفاق عليها فى القمتين السابقتين.
– توليت رئاسة القمة العربية فى دورتها السابقة.. كيف رأيت صورة العالم العربى؟
الرئيس: أتصور أننا فى منطقتنا العربية فى حاجة إلى قيام الدول العربية بمراجعة شاملة تستهدف التعامل بشكل أكثر إيجابية مع قضايانا لصالح الدول والشعوب، وفى رأيى أن التعايش والحوار والتنسيق هى أفضل السبل لحل أى إشكاليات’ والتعامل مع أى شواغل، ودورنا يجب أن يكون جمع الشمل العربى واحتواء المشكلات, لا سيما أن المنطقة فى أصعب أحوالها.
– حرصت منذ أن توليت الرئاسة على المشاركة بانتظام فى القمم والمحافل الإفريقية.. هل نستطيع القول إن مصر عادت إلى دورها الإفريقى؟
الرئيس: بالتأكيد لقد بدأنا عهدا جديدا فى إفريقيا لتطوير العلاقات مع دول إفريقيا, خاصة دول حوض النيل فى كافة المجالات، وهناك تقدير كبير من جانب كل الدول للدور المصرى خاصة فى تعاملنا العقلانى مع موضوع سد النهضة.
– كيف تسير المفاوضات بشأن الدراسات الفنية الخاصة بسد النهضة والتعاون الثلاثى بين مصر والسودان وإثيوبيا؟
الرئيس: المفاوضات تسير بشكل مطمئن للجميع ويبعث على الرضا، لذا لابد أن تكون ردود أفعالنا هادئة وواثقة ومطمئنة, لأن مياه النيل ستظل تتدفق إلى مصر وهم واعون لذلك. وبهذه المناسبة سيزور الرئيس السودانى عمر البشير مصر خلال شهر أكتوبر القادم لحضور اجتماع اللجنة العليا المشتركة بين البلدين.
– كيف تسير العلاقات مع الولايات المتحدة؟
الرئيس: العلاقات المصرية – الأمريكية هى علاقات إستراتيجية تقوم على ثوابت يحرص الطرفان عليها, ونحن فى البلدين مهتمون بأن نعطى الفرصة لأنفسنا لمراجعة مواقفنا، وقد اتضح لهم خلال السنوات الثلاث الماضية حقائق الوضع فى مصر وإلى أى مدى كان الموقف المصرى, وسياستنا تتسم بالتوازن والتعقل والحرص على هذه العلاقات. وبالتأكيد فإن مستقبل هذه العلاقات جيد فى ضوء أنه كلما يمر الوقت تتحسن الأمور.
– هل هناك اتصالات مصرية مع حملتى المرشحين الرئاسيين هيلارى كلينتون ودونالد ترامب؟
الرئيس: نحن نلتقى كل الشرائح السياسية فى المجتمع الأمريكى, مسئولين وأعضاء فى الكونجرس أو البنتاجون وهم يستمعون إلى آرائنا ويتفهمون مواقفنا.
– تشهد العلاقات المصرية – الروسية تطورا وزخما كبيرا يعيد لها بريقها وثقلها.. إلى أى مدى تأثرت هذه العلاقات بحادث الطائرة؟
الرئيس: العلاقات مع روسيا راسخة وقوية وذات طبيعة خاصة ولها أبعادها التاريخية والسياسية والاقتصادية، أما بالنسبة لحادث الطائرة فلم يترك أثرا سلبيا على العلاقة. لكن كانت فى ظروف تمت مراعاتها من البلدين, ونحن متفهمون للموقف الروسى وحساسية موقف القيادة الروسية وشواغلها تجاه مواطنيها.
– هل هناك مؤشرات على عودة السياحة الروسية إلى مصر؟
الرئيس: عودة السياحة الروسية إلي مصر تعبير عن قوة العلاقة بين البلدين وأنا متفائل بعودتها قريبا بإذن الله.
– ماذا عن توقيع الاتفاق الفنى النهائى بشأن إنشاء محطة الضبعة النووية؟
الرئيس: هناك نقاط صغيرة يجري التفاوض بشأنها.. وهذه المحطة أمل مصر فى دخول آفاق المعرفة النووية, ومن المنتظر التوقيع هذا العام.
– هل مازالت قضية مقتل الطالب الإيطالى ريجينى تمثل مشكلة فى العلاقات المصرية – الإيطالية؟
الرئيس: أسجل إشادتى وشكرى لرئيس وزراء إيطاليا وتصريحاته الإيجابية، والإيطاليون يقدرون تعاوننا معهم وحرصنا على استجلاء الحقيقة.. ونحن متعاطفون مع أسرة الطالب الإيطالى, وأجهزة التحقيقات فى البلدين بينهما تعاون فى هذا الموضوع. وقد أسهمت زيارات الوفود الشعبية فى إيضاح صورة التعاون المصرى – الإيطالى, وعلي الرغم من أن التحقيقات في القضية مازالت مستمرة فإن بعض وسائل الإعلام كان له دور مساهم في تعقيد القضية.
– من الملاحظ أن العلاقة مع دول الاتحاد الأوروبى, كل علي حدة, جيدة بينما هناك مواقف للاتحاد تبدو مغايرة فى بعض الأحيان.. كيف ترون ذلك؟
الرئيس: أقدر أن لكل دولة مواقفها الخاصة فى مختلف القضايا. وعلاقتنا مع دول الاتحاد متميزة, ونحن حريصون على التواصل المستمرة, وأرى العلاقات مع الاتحاد الأوروبى ككل فى تحسن مستمر.
– بعد تولى تريزا ماى رئاسة الحكومة البريطانية أجريت معها اتصالاً هاتفياً، فماذا دار فى هذا الاتصال؟
– هناك تصريحات متضاربة تصدر من مسئولين أتراك حول العلاقات مع مصر.. كيف تستقبلون هذه التصريحات، ولماذا لا يتم الرد على ما يمس مصر وقيادتها؟
– ستقومون مطلع الشهر المقبل بزيارة للصين للمشاركة فى قمة العشرين بدعوة من الرئيس الصينى، ما الذى تحمله إلى القمة كرئيس لمصر وزعيم إفريقى؟
– سوف تشاركون فى النصف الثانى من الشهر المقبل أيضاً فى اجتماعات الدورة القادمة للجمعية العامة للأمم المتحدة.. ما هى رسالتكم للعالم خلال ثالث مشاركة لكم؟
الرئيس: الزيارة هذه المرة هدفها تأكيد صدق الرؤية المصرية تجاه أهم قضية تواجه العالم وهى قضية التطرف والإرهاب لاسيما أن مصر تشغل مقعداً غير دائم بمجلس الأمن وتتولى رئاسة لجنة مكافحة الإرهاب.
– خلال العامين الماضيين قمت بزيارة العديد من دول العالم.. ما هى التجربة التى جذبت انتباهكم أكثر من غيرها؟
– خلال زيارتكم كوريا الجنوبية وسنغافورة وجدت بعض الشباب المصرى يعمل فى كبريات الشركات العالمية هناك.. بماذا شعرت عندما التقيت معهم؟
الرئيس: شعرت بالسعادة البالغة وتأكد لى أننا قادرون على تحقيق ما نتمناه بشرط أن نتحلى بالصبر والجدية، فإذا تمسكنا بهما فى كل مجال كالتعليم والإنتاج وغيرهما سنحقق نتائج هائلة.