الأربعاء , 15 مايو 2024

المسيار والمسفار والمتعة والعرفي..تعددت الأسماء والزواج ليس واحدا

= 1054


logo

أنواع كثيرة للزواج ظهرت أخيرا في مجتمعاتنا العربية،مثل زواج «المسفار» وهو زواج السفر للعمل والدراسة، و«العرفي» و«المسيار» وغيرها، إلا أن معظمها لا تستوفي شروط الزواج وأركانه، حسب ما أوضح ذوو الاختصاص، ورغم انتشار مثل هذه الزيجات في مجتمعات كثيرة، إلا أنها تبقى محدودة في مجتمع دولة الإمارات.

يقول عبدالله موسى المستشار الأسري ومتخصص أول توجيه وإرشاد في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي: إنه لا يوجد لدينا في محاكم الدولة، الأنواع المتعارف عليها حديثاً للزواج، مثل زواج «المسيار» وسواه، إنما تعتمد المحكمة زواجاً واحداً رسمياً دون ذكر مصطلحات في عقد القران على غرار بعض الدول الأخرى، التي تفصل بين الزواج العادي وزواج «المسيار» عند كتابة عقد القران.

ولفت موسى إلى أن الزواج المشروط بمدة معينة باطل، والهدف الرئيسي لمعظم «التقليعات» الحديثة للزواج واضح وصريح، وهو إشباع الرجل لرغباته بذريعة عدم وقوعه في الحرام. أما قضية زواج بعض الطلبة خلال فترة ابتعاثهم من فتيات، فتلك مسألة خلافية بين العلماء..حسب صحيفة "البيان" الإماراتية.

وحذر المستشار الأسري، الشباب من الاتجاه إلى مثل هذه الزيجات، كونها تعتمد على تجاوز ولي الأمر، فالزوجان قد يواجهان مشكلات مزمنة مع أفراد أسرهم؛ الفتاة على سبيل المثال قد تفقد العلاقة الجيدة مع والدها أو شقيقها إلى الأبد، مضيفاً أن المجتمع الإماراتي لا يزال بعيداً عن هذه الأنواع الشاذة من الزواج.

وقالت وداد لوتاه الخبيرة والمستشارة الأسرية، إن المجتمع شوّه مفهوم زواج المسيار رغم صحته شرعاً، والبعض خلط بينه وبين أنواع أخرى باطلة، فزواج المسيار يختلف عن سواه لأنه يعتمد على حضور ولي أمر المرأة والشهود إلى جانب المأذون بموجب ورقة رسمية، إذ يتمثل زواج «المسيار» في بقاء الزوجة في بيت أهلها، بحيث يزورها الزوج «يُسير» في الشهر مرة أو أكثر أو أقل..

وفقاً للاتفاق الشفهي بينهما، وللزوجة مطلق الحرية في مرافقة زوجها خلال عطلة نهاية الأسبوع أو أوقات أخرى إلى بيته حسب الاتفاق بينهما، مشيرة إلى أنها استقبلت العديد من الاتصالات الهاتفية من رجال يطالبونها بالزواج من نساء ثريات أو لمصلحة ما، شرط أن لا يتحملوا النفقة، مستغلين رغبة بعض النساء في الزواج بسبب بلوغهن عتبات العنوسة.

وأضافت: إن الزواج العرفي بدأ ينتشر أخيراً في المجتمع الإماراتي، ولكن في نطاق أرقام محدودة، لا ترتقي إلى الظاهرة عند مقارنتها بالدول الأخرى، ومعظم المتزوجين بنظام الزواج العرفي، هم من طلبة الجامعات والكليات، أو من طلبة السنة الأخيرة في المرحلة الثانوية.

وأشارت لوتاه إلى أن الزواج العرفي يمكن توثيقه في المحكمة لاحقاً في بعض الدول، إلا أن الأمر في دولة الإمارات مرفوض جملة وتفصيلاً، بل يحتاج الطرفان إلى عقد قرانهما من جديد، لاسيما إذا تعرضت الفتاة للحمل خلال الأشهر الثلاثة الأولى، لأن الزواج بعد هذه الفترة يتسبب في أن يصبح الطفل مجهول الأب، أو كما يطلق عليه «ابن زنا».

باطل شرعاً

من جانبه، قال الدكتور أحمد بن عبدالعزيز الحداد كبير مفتين مدير إدارة الإفتاء في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، إن للزواج في الإسلام شروطاً وأركاناً وواجبات، إذا توفرت، كان زواجاً صحيحاً بأي مسمى كان، وإن هذه المصطلحات الحديثة للزواج نتجت عن ظروف بيئية أو اجتماعية، وهي لا تغير من الحق شيئاً.

وأضاف: يشترط في الزواج أن يكون من مسلمة أو كتابية تؤمن بدينها اليهودي أو النصراني، وليست هناك محرمية بينهما من نسب أو رضاع أو مصاهرة، وأن لا تكون ذات زوج أو معتدة لزوج..

وأن لا يتضمن النكاح شرطاً ينافي مقتضى النكاح، كأن لا يعاشرها إلا في وقت محدد، وأن لا يتضمن توقيتاً زمانياً أو مكانياً. وأركانه الإيجاب والقبول والولي والشهود، وواجباته المهر والإنفاق والعشرة بالمعروف، فإذا توفرت هذه الشروط والأركان، وانتفت موانعه، صح النكاح بأي اسم كان، ويجب أن يترتب عليه الأثر من دخول ونفقة وتوارث وعدد ونحوها.

وأكد أن بعض أنواع الزواج الحديثة لا تتوافر فيها هذه الشروط، مثل زواج المتعة، فإنه باطل بإجماع المسلمين أهل السنة والجماعة، لأنه مؤقت بزمن محدد، وشرط النكاح عدم توقيته، ولأنه لا يترتب عليه أثر الواجبات من نفقة وتوارث ونحوهما، عدا النسب إن أمكن إثباته..

وكذلك «الزواج العرفي» الذي يكون بين الرجل والمرأة من غير ولي ولا شهود، فإنه سفاح لا يصح أن يسمى نكاحاً، ولا يترتب عليه أثر من آثار النكاح، وأيضاً الزواج «المدني» الذي يجري في بعض البلاد غير الإسلامية الذي يقتصر على التوثيق البلدي بين الرجل والمرأة دون أي اعتبار آخر.

زواج المصلحة

في ما يتعلق بالزواج القائم على مصلحة مالية أو مصلحة عمل، قال الدكتور أحمد بن عبدالعزيز الحداد، إذا توفرت شروطه وأركانه فهو صحيح؛ إلا أن هذا القصد غير سديد، فإنه يؤول غالباً إلى الفشل، وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: «لا تنكحوا المرأة لحسنها؛ فعسى حسنها أن يرديها..

ولا تنكحوا المرأة لمالها؛ فعسى مالها أن يطغيها، وانكحوها لدينها، فلأمة سوداء خرماء ذات دين أفضل من امرأة حسناء لا دين لها».

وصحّ في الحديث الحث على تحري ذات الدين بغض النظر عن المقومات الأخرى، وإن كانت مقصودة لدى كثير من الناس كما روى الشيخان من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين، تربت يداك».

الخوف من الأولى

وصف الدكتور أحمد بن عبدالعزيز الحداد كبير مفتين مدير إدارة الإفتاء في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي، توجه بعض الرجال إلى زواج السر و«المسيار» و«العرفي» وخلافه، خشيةً من الزوجة الأولى، أو هرباً من كثرة المشكلات معها، أو مع أفراد عائلته، بأنه ضعف في الشخصية.

وينبغي للرجل إذا كان راغباً في الزواج من الثانية أو الثالثة أو الرابعة، أن يكون على قدر المسؤولية، أو يدع ذلك ويصبر على ضعفه، فإنه كما قال الشاعر: من راقب الناس مات هماً وفاز باللذة الجسور.

وتابع: الزواج ليس قضاء الأرب بشهوة النكاح وحسب، بل هو حقوق ومسؤوليات متبادلة، فلا بد لمن أراد التعدد أن يبذلها، وإلا فليدع الناس من أذاه، فزواج المسيار أو العرفي، إذا توفرت أركانه، فلا يعني أن يجعله سراً، فإن نكاح السر باطل عند السادة المالكية، وكثير من أهل العلم؛ لما فيه من ضياع الحقوق، لذلك لم يكتف السادة المالكية بالشهود بل أوجبوا الإشهار..

وأن لا يتواصوا بكتمانه ولو كانوا مائة شاهد، والمرأة التي لا تقبل لزوجها التعدد هي ظالمة لنفسها ومتعدية على حقوق زوجها، فإن الشأن في المرأة المسلمة أن لا يكون لها الخيِرة من أمرها في شرع الله تعالى، ولها أن تطلب العدل وحسن العشرة فقط، فإن لم يفعل فأمامها القضاء ينصفها، لذلك أنصح من يعدد أن يقيس وضعه على تحمل المسؤولية، أو أن يصبر على الواحدة، ففي ذلك خير كثير.

 وصمة عار

وأخيرا.. طالبت وداد لوتاه، الفتيات بالتفكير ملياً قبل الإقدام على الزواج العرفي وخلافه من أنواع الزواج المرفوضة شرعاً وقانوناً، لأن الزواج بهذا الأسلوب، وصمة عار ستلتصق بالفتاة طالما أنها قبلت «العرفي» أو زواج السفر وخلافهما من أنواع الزواج الأخرى التي لا تتطلب حضور ولي الأمر.

والمفارقة أن الرجل الذي يريد الزواج العرفي حتماً لا يرضى على أخته هذا الزواج، موجهة نداءً لجميع الفتيات بعدم الثقة بأي شخص والاندفاع بالمشاعر سريعاً، نحو الشاب الذي يرتدي الأقنعة ويخدع الفتاة بالوهم.

شاهد أيضاً

فصول امتحانات في مصر - أرشيفية

المدارس تستقبل طلاب صفوف النقل لأداء امتحانات نهاية العام الدراسي

عدد المشاهدات = 7220 استقبلت المدارس صباح اليوم الأربعاء الطلاب لأداء امتحانات نهاية العام الدراسى، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.