الأربعاء , 24 أبريل 2024

الطلاق… وأثره علي المجتمع

= 6242

بقلم: د. رحاب أبو غزالة

تواجه الأسرة في واقعنا المعاصر مشكلات وتحديات عديدة أفرزتها التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والتحول التكنولوجي الهائل وتهدد هذه المشكلات الآن الأسرة المصرية وقد نتج عن ذلك الآن علي نطاق واسع من انحراف وجرائم الكبار والصغار وعزله المسنين وتشرد المعاقين وانتشار ما يعرف بالأسرة الفردية التي يمثلها فرد واحد أرملة أو مطلقة أو مسن أو عاجز وقد أدي هذا بالطبع إلى تغيير النظرة إلى الأسرة من حيث الوظائف التي تمارسها أو من حيث العلاقات بين أفرادها وتعاني الأسرة المصرية من التحديات والظروف الاجتماعية والاقتصادية بدا من تكوينها على الرغم من الاهتمام الكبير بها من قبل كل الديانات السماوية والأنظمة السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

ولقد تناول القرآن الكريم الزواج والأسرة في مجموعة كبيرة من الآيات كما تناولت السيرة النبوية الأسرة بمجموعة من الأحاديث وحثت علي أهمية الزواج وتكوين الأسرة وتربيه الأولاد مما يساعد علي استقرارها حيث إن هناك الكثير من الأجور لا ينالها المسلم إلا بالزواج وعاقب كل من يسلك طريق غير طريق الزواج الشرعي وجعل كل من يساعد الشباب علي الزواج أجرا كبيرا والأصل في الزواج عدم الطلاق ويبقي الطلاق تشريعا استثنائيا وحلا لحالات خاصة جدا فليس انتقاما ولا تشفيا ولا إظهار للرجولة ولا هروب من مواجهة المسؤولية ولكن الطلاق أمر يحتاج إلى طول تفكير وتدبر واستشاره أنا أن يستخدمه الفقهاء في شيء تافه ولا قيمة له فهو أمر مرفوض حيث إن من آثاره اسره مفككة وضياع الاولاد وعدم استقرار للاسره ولذلك تهتم الدول والأنظمة بالطلاق وتجري البحوث والدراسات لايجاد حلولا له سعيا لاعانه الأسرة المصرية علي مواجهة التحديات والقدرة علي البقاء.

حيث يعتبر الطلاق مشكلة اجتماعية ونفسية وهو ظاهرة عامة في جميع المجتمعات ويبدو أنه يزداد انتشار في مجتمعاتنا في الأزمنة الحديثة والطلاق هو أبغض الحلال شرعا لما يترتب عليه من آثار سلبية في تفكك الأسرة وازدياد العداوة والبغضاء بين الزوجين وأقاربهم والآثار السلبية على الأطفال ومن ثم الآثار الاجتماعية والنفسية العديدة بدءا من الاضطرابات النفسية إلى السلوك المتطرف والجريمة وغير ذلك
ومن أهم الاثار الاجتماعيه للطلاق علي الابناء التفكك الاسري وما ينتج عنه اثار سلبية علي سلوك الابناء الاجتماعي ويقصد بالتفكك الاسري تخلخل روابط البناء الاسري وضعف التفاعلات الاجتماعية بين أفراد الأسرة واضطراب توقعات أدوارهم والعوز بالاغتراب وانعدام الامن والرغبة في التحلل من القيود الأسرية والاتجاه نحو الجماعات الخارجية لضعف التماسك الداخلي ويعود ذلك لأسباب عديدة نتيجة للتغيرات الاجتماعية التي يمر بها المجتمع وما يصاحبها من ظواهر وقضايا ومشكلات.

تكشف الإحصاءات الرسمية في كثير من الدول عن معدلات متزايدة لحالات الطلاق سنويا وتنال الدول العربية على وجه الخصوص نصيبا كبيرا من هذه المعدلات المرتفعة حيث تتراوح بين 30-38‎ % وكالة الأنباء الكويتية وتشير بعض التحليلات إلى أن بين كل 3 حالات حالة طلاق واحدة ومن خلال آخر دراسة أجرتها وزارة التخطيط في السعودية تبين أن نسبة الطلاق ارتفعت‎ % 20 ‎ وكالة الأنباء السعودية
أن استقرار الأسرة المصرية يعني استقرار المجتمعات المصرية وبالتالي مزيدا من الإنتاج والإبداع ومن التحديات التي تواجه الأسرة المصرية الطلاق وتسعى الحكومة المصرية وكافة الجهات المعنية للوقوف على حجم هذا التحدي والبحث عن الأسباب والحلول وذلك للسير للاسره المصريه نحو الاستقرار.

وتأتي أهمية هذه الرؤية من خلال البحث في موضوع الطلاق لما له من دور في مدى استقرار الأسرة المصرية
وتتجلى هذه الأهمية من خلال النقاط الآتية:

1- بيان أهمية الطلاق كتحد أمام الأسرة المصرية في ظل الظروف الاجتماعية والاقتصادية.
2- تذكير الناس بالالتزام بأخلاقيات الإسلام وأحكامه في التعامل مع الطلاق 3- تقديم الصورة الإسلامية والتأصيل الشرعي للتعامل مع الطلاق.
4- استخدام الأسلوب العلمي في التعامل مع القضايا ذات الصفة الإسلامية.
5- نتائج هذه الرؤية تكون أمام صانعي القرار والجهات المعنية بهذا الأمر.
6- بيان كيف يكون معالجة موضوع الطلاق كعامل مهم في استقرار الأسرة المصرية.

شاهد أيضاً

مسدس - جريمة

بعد حكم إعدام المتهمين…قرار جديد من محكمة النقض في قضية مقتل الإعلامية شيماء جمال

عدد المشاهدات = 1522 قررت محكمة النقض، اليوم الإثنين، حجز طعن المتهمين أيمن حجاج، وحسين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.