الأحد , 28 أبريل 2024

“الصنف منتهي الصلاحية” … قصة قصيرة بقلم د. محمد محيي الدين أبو بيه

= 2333

 

كَوني مندوبة مبيعات عن طريق التليفون بشركة أدويه صافحت أذني العديد من الاصوات ومزيج من خليط النبرات ما بين الودوده والحاده والغليظه…محيطي هو جهاز الكومبيوتر الذي أمامي والكرسي الذي يحتضني من الساعه التاسعه صباحا حتي الخامسه مساءا أعود بعدها لمنزلي الصغير منهكة القوى فاقدة الشهية لكل شىء الا الاستسلام لنوم عميق يسلمني لليوم التالي بلا حِراك
تتدفق الاحلام الواحد تلو الاخر أعيش فيها حياة أخرى غير التي أحياها..أصحو وقد نسيت تفاصيلها رغم محاولاتي استرجاع خطوطها العريضه بلا فائده.
مازلت أقاوم توسلات امي التى تعيش معي بان أجرب حظي في الزواج مرة اخرى بعد طلاق حصلت عليه بشق الانفس بعد سنة زواج مرير الاوقات…
كان زميلي في الجامعه لم اعرفه الا في السنه النهائيه برحله قامت بها الجامعه جمعت الصدفه بيننا حيث جلسنا جوار بعضنا البعض بالقطار الذاهب الي اسوان ومع طول المسافه تجاذبنا الحديث بكل شىء..لا انكر أني اعجبت به وبلباقته وطموحه وفرحت عندما صارحني بحبه بعد تعدد لقاءتنا بالجامعه واحسست بجديته في الارتباط فسمحت لنفسي ان تبوح له بحبي وكان صادقا فبعد انتهاء امتحانات اخر العام أتي بامه وابيه وهو وحيدهما وطلب يدي من امي وأخواي وتم الزواج وانتقلت الي بيت أبيه وأمه فلقد أشترطوا أن يكون هو عش زواجنا ووافقت بترحاب فليس هناك لهما بالدنيا الا هو ويدل تمسكه بالعيش معهما علي بره بهما وهو شيء محمود ويدل علي أصالته..كما كنت أظن..
مرت الايام الاولي ممتعه ليس بها منغصات التي بدأت مع نهاية الشهر الأول فلقد لاحظت أن الآمر الناهي بالبيت هي أمه حتي علي ابيه الذي لا يملك من الأمر شيء حتي في مصروف البيت وهو ليس له شخصيه أمامها
أما زوجي او طليقي لا يكسر لها قول ودائما يقدم فروض الولاء والطاعه لها حتي في الامور الخاصه بيننا ففي أحد الايام وكنا بغرفتنا ونمارس علاقتنا الحميميه وجدناها تطرق الباب طرقا شديدا لدرجة اننا نخشينا ان يكون هناك مكروها حدث لوالد زوجي فقمنا بفتح الباب علي استعجال ونحن علي وضعيه غير مناسبه ولم نلبس ملابسنا بالكامل واذ بها تدخل وتجلس ونحن مذهولان وعند استفهامنا وجدناها تبتسم وتقول..باطمن علي ابني..وقامت بجذبه واخذته الي غرفتها وانا متسمره مكاني لا ادري ماذا افعل ومكثت علي حالتي تلك وانا بانتظاره ولم يأت حتي اليوم التالي وعندما سألته.عن عدم مجيئه..لم أجد منه الا رد مقتضب…ايه اللي حصل يعني أمي واشتاقت عليا وخدتني نمت عندها…ايه المشكله…
أُسقط في يدي..وحِرت بماذا ارد عليه…ومن تلك الليله لا يبيت معي بل يبيت في حضن أمه وصار محرما عليه دخول غرفتنا الا وقت استبدال ملابسه أو خلسة من خلفها…
وأخذت تعتبرني طرف آخر في مباراة لابد أن تنتصر عليه فجهزت كل الاسلحه وبارزتني بها وانا عديمة الرغبه في دخول أي نزاع فأردتني طريحة بساط المصارعه من أول جوله..فانهزمت سريعا وكانت آخر ضربه قاضيه بأنني لا أريد أن أحمل من ابنها وأحضرت الدليل وهو شريط حبوب منع الحمل لا أعلم كيف دسته بين طيات ملابسي ..وكانت محاولاتي بافهامهم كيف أحمل او لماذا استخدم تلك الحبوب ونحن لا نلتقي منذ الشهر الاول للزواج ذهبت ادراج الرياح…فذهبت لبيت امي وهذه المره بلا رجعه
جاوزت تلك المرحله بعد عناء مضن وكانت فرصة عملي بشركة الادويه هي قارب رأيت فيه طوق نجاه ولو مؤقتا لأفتح صفحه جديده…
جاء عملي عن طريق دكتور صيدلي صديق لأخي عندما علم بقصتي اقترح عليه ان اخرج من براثن التجربه باختلاق عالم جديد اتبادل فيه خبرات جديده…رفضت بالبدايه لكنه أقنعني عند زيارته بالصيدليه لأخذ علاج أمي..فقلت لما لا؟ وماذا سأخسر.؟
بالامس جاءتني مكالمه علي الموبايل بنبرة أعرفها وأميزها بحكم خبرتي من عملي …انه.د.وليد صديق أخي ومن اقنعني بالانضمام لسوق العمل..ظننته بالبدايه يريد ( طلبية دواء)..لكنه بدأ كلاما مغايرا
كنت بالسعوديه وتزوجت بفتاه أردنيه من أصول فلسطينيه كانت تعيش مع أهلها هناك ورُزقنا ببنت وعندما قررت الاستقرار بمصر لان أخواتي البنات تزوجن وتركن أمي بمفردها ولكي اراعيها وأفتتح صيدلتي…رفضت فانفصلنا بهدوء ومعها ابنتي…
ظل يتحدث ويتحدث..وانا لا يطن بأذني ويدور بعقلي…الا كلمه واحده….أمي…مع أنني استرجعت أحلاما كنت رأيتها بمناماتي تتوافق مع حياتنا التي يرسمها لي معه…ووجدتني كما تعودت من عملي أقول له…للاسف الصنف اكسبير منتهي الصلاحية.

شاهد أيضاً

الجمعة المقبل.. افتتاح جناح سلطنة عُمان في بينالي البندقية الدولي للفنون 2024

عدد المشاهدات = 10552 مسقط، وكالات: تشارك سلطنة عُمان يوم الجمعة القادم بجناح في الدورة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.