الشاعرة سماح الجمال تكتب: لي منك طفل!

لي منك طفل
هكذا تقول الأسطورة
ويُحكَى أيضًا أنه سيكون تعيسًا
لم يولد بعد واسمه منك
يرفض أن تخطو قدماه على تلك الأرض
لكنه ينمو ويكبر كالنخيل
وعيونه مثلك تنتشلني
وتهديني قطعة ثلج تذوب فوق القمر
وأعود منه إليك
في حرارة شمس الصيف
تحرقني اللمسات
تقتلني الهمسات
أُعيذه منّي ومنك
ومن شياطين الإنس لو يحضرون
لي منك في كتاب الذكريات مارد جبار
يجبر دموعي أن تنهمر
تصنع شلالًا يغرق فيه بعضي بلا بلل
لي فيه حكايات صنعتها أحزان ليلي كشعر البنات
لي فيه أمسيات
وشموع لم تنطفئ رغم الرياح
سألني يومًا: بأي أرض أولد،
على أي حصير؟
هل هناك هواء وسماء وبعض من قطرات الماء؟
هل يا أمي هناك طين؟
وهل هناك ساعات أصيل؟
ماذا تزرعون؟
كيف تأكلون؟
وهل تقرضون الشعر؟
وماذا يعمل أبى؟
يكتب
ماذا يا أمي؟
هل لي أن أضحك وأنا بالغيب؟
من يقرأ؟
من يفهم؟
ماذا يهمك يا ولدى؟
لك حضن يحتويك!
عفوًا يا أمي لن أتجلى كالقمر في التمام
وأبلغي أبي السلام
لم يعد يجدي الكلام
لي منك طفل
هو مني ومنك
هو كتلة عشق
يرهقه العناد والمكابرة والجنون
أعيذه مني ومنك
ومن شياطين الإنس لو يحضرون!