الجمعة , 29 مارس 2024

أخبار ربط نهر الكونغو بنهر النيل إيه؟

= 2332

بقلم: عادل عبدالستار العيلة

أولا… ليس هناك أي أخبار عن هذا الأمر لأنه تم رفضه تماماً لأسباب فنية.
ثانياً… المهندس إبراهيم الفيومي هو صاحب فكرة ربط نهر الكونغو بنهر النيل لدرجة إنه حين رفض وزير الري المشروع تقدم ببلاغ ضد الوزير ثم قدم المشروع مرة أخرى حين تم تعيين وزير جديد للري وتم رفضه أيضاً بعد أن تم تشكيل لجنة لدراسة الأمر وانتهت اللجنة برفضه.
ثالثاً… لماذا نهر الكونغو بالخصوص؟ لان نهر الكونغو تضيع منه مياه تُقدر بما يقرب من تريليون متر مكعب من المياه (887 مليارا) وأن الكونغو لا تأخذ إلا 1.4 % فقط من إجمالي ما يأتيها من ماء، وذلك نتيجة عدم قدرة الكونغو على تخزين تلك المياه لضعف البنية التحتية، ومن هنا جاءت فكرة ربط النهرين للاستفادة من كل تلك المياه (تريليون متر مكعب).
رابعاً… أسباب رفض الفكرة… بناء على تقرير اللجنة الفنية التى أخذت عاما كاملا فى دراسة الأمر وقدمت 22 سببا فنيا أهمها إنه اتضح أن المسافة التى ستربط بين النهرين عبارة عن جبال يصل ارتفاعها من 250 مترا الى 5000 متر وهذا يستحيل معه الأمر لأنه ببساطة كيف سنزيل جبل ارتفاعه 5000متر!! لذلك فكروا فى أن يتم ضخ المياه بواسطة مواسير تسير مع تضاريس الجبل ولكن أتضح إنه حتى وإن نجح هذا الأمر ستكون المياه التى سيتم ضخها قليلة جدا لا تساوى شئ.

خامساً… نصيب الفرد فى مصر من المياه… فحسب الجهاز المركزى للاحصاء انخفض نصيب الفرد نتيجة زيادة السكان فى عام 1937 من 5000 متر مكعب الى 3500 متر، ثم وصل فى عام 1995 الى 1000 متر مكعب، ثم وصل نصيب الفرد الآن الى 570 مترا مكعبا!!
سادساً… ماذا تفعل مصر الان؟ مصر بجانب معركتها السياسية فى سد النهضة (سبب الصداع دا كله) تعمل مصر الآن على 3 محاور.
1/ تقوم الآن ببناء سد فى تنزانيا تقوم به شركة المقاولون العرب والسويدى ومع السد محطة لتوليد الكهرباء ستخرج 2115 ميجا وات، وهذا الرقم بالمناسبة ضعف كل كهرباء تنزانيا الآن، هذا السد يعتبر ضربة لأثيوبيا لأنه ببساطه ستقوم تنزانيا بتصدير الكهرباء لدول الجوار، وبهذا فقد ضاع على أثيوبيا حلمها فى تصدير الكهرباء أو على الأقل أصبح لها منافسا سيشاركها الأمر (البزنس بتاعها تقريبا كده نصفه ضاع)، ولكن هذا لا يهم مصر قدر ما يهمها دعم دول إفريقيا لها نتيجة مساعدتها لتلك الدول وهذا ما يضعف موقف اثيوبيا والدعم السياسى لها من دول الجوار.
2/ تساعد مصر الآن مجموعة كبيرة من دول إفريقيا فى مجال الموارد المائية وهذا سيساعد مصر فى دعم موقفها تجاه سد النهضة.
3/ وهذا هو الأهم… دولة جنوب السودان يضيع 10مليارات متر مكعب من مياه النيل حين يمر فى جنوب السودان، وذلك لأن مجرى نهر النيل هناك ضيقا جداً وعمقه لا يتجاوز (متر واحد) ولضعف البنية التحتيه أيضا لا تستفاد جنوب السودان من تلك المياه لذلك فكرة مصر منذ عام 1973 فى شق قناة اسمها (جونقلى) طولها 360 كيلو مترا وعمقها 8 أمتار وعرضها 20 مترا لتمر بها مياه النيل بدلا من المنطقه الديقة، وبهذا نكون قد أضفنا 10 مليارات متر لمصر والسودان كانت تذهب للمستنقعات، وقد تم بالفعل حفر 260 كيلو مترا إلا أن الحفر توقف فى عام 1983 نتيجة الحرب الأهلية وكان أهم سبب لتوقف الحفر أن سكان جنوب السودان رفضت الحفر لأن سكان شمال السودان ستستفيد من المياه (يعنى هما يحاربونا وكمان نعمل لهم قناه تعطيهم ميه) لذلك رفضوا تكملة الحفر، الآن وقعت مصر اتفاقية مع جنوب السودان تتضمن عدة أمور من بينها مناقشة تكملة حفر القناه خصوصاً وإنه لم يتبق إلا 100 كيلو فقط، خصوصاً وأن مصر تقوم الآن ببناء سد (واو) لجنوب السودان، وهذا ما يدعم طلبها فى تكملة حفر القناة.
أخيراً… علينا أن نطمئن فلن تترك مصر حقها فى مياه نهر النيل، ثم إن مصر تعمل على أكثر من محور فى هذا الأمر، لذلك مرة أخرى أقول علينا أن ننتصر فى معركة الوعى، علينا أن نعرف أكثر قبل أن نتكلم ونهزم أنفسنا بأنفسنا نفسياً، علينا أن نؤمن إننا نستطيع.
ثم عودوا للتاريخ.. متى تركت مصر حقا من حقوقها؟! حتى تترك حقها فى الماء… علينا أن نطمئن وأن نثق فى إدارتنا وإننا قادرون.

(حفظ الله مصر… أرضاً وشعباً وجيشاً وأزهراً ونهراً)

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: سندوتش المدرسة.. صدقة وزكاة

عدد المشاهدات = 6914 لا ينكر إلا جاحد ان الشعب المصرى شعب أصيل، شعب جدع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.