السبت , 14 يونيو 2025

وثائق إيلى كوهين السرية.. كيف وصل هذا الكنز إلى إسرائيل؟

= 14900

بقلم: عزة الفشني

بعد كل متابعتنا للأحدث السورية وما ألت إليه من تحرير قامت به بما تسمى أحرار الشام والمنظمات الإرهابية والفصائل الأخرى ومشاركة فرق تابعة للدول التي قامت بدعم تلك المنظمات الإرهابية والفصائل السورية كان بهدف إسقاط نظام الأسد من أجل تحرير الشعب السوري فما شاهدناه عبر الإعلام بعد دخول تلك العصابات كان الهدف منها الهجوم على السجون من أجل تحرير المعتقلين من عصابات تلك الدول من عناصر إرهابية ومخابرات وجواسيس تابعين لهم في سجون النظام السوري وهذا ما أثبته الإعلام لقنوات الحدث والعربية وغيرها و التي تواكب تلك الفصائل خطوة بخطوة للبحث عن المعتقلين الأجانب داخل السجون وكان ذلك من أجل إحتلال أجزاء من المناطق السورية فقط..

و كان ذلك من أهم المهام التي كان الهدف الرئيسي منها لتلك الدول ( تركيا واسرائيل وامريكا ) والذي اتضح أنها تتواجد لديها مئات المعتقلين من المخابرات والجواسيس والعناصر الإرهابية والمعارضين في سجون النظام السوري

و ليس الهدف تحرير الشعب السوري والدولة السورية
بقدر ما كان الهدف تحرير الجواسيس والمخابرات الدولية….

فحين تسلم الأوطان لغير أهلها و يحكمها خونة إرهابيون
يتحول الكرسى من وسيلة لخدمة الشعب إلى منصة لخيانة الحلم .. يصبح الوطن مجرد ساحة مستباحة للمصالح
وتذبح الحقيقة على أبواب القصور وتكمم الأفواه باسم القانون بينما الخونة يتوشحون برداء الوطنية و الخيانة تمارس بدم بارد على هيئة قرارات و تنازلات وصمت مريب
تحول الحاكم من ضمير حى إلى ظل باهت للسلطة
لا يرى فى الوطن سوى أرقام ولا فى الشعب سوى مورد للبيع

على مدى ستون عاماً و رغم كثرة الوساطات لدى الحكام السوريين و آخرها في عام 2020 لم تستطع إسرائيل إستعادة مقتنيات الجاسوس الإسرائيلي إيلى كوهين المعدوم في دمشق 1965 منذ حكم الرئيس الأسبق أمين الحافظ لكن اليوم تستعيد ما تريد ؟!

و ها هو النتنياهو يتباهى بانتصارات ورقية كرتونية مرة في إستعادة جثة ومرة أخرى إستعادة أوراق مهملة ..ومرة بقتل المدنيين ..ولكن لم يخزينا أمامهم سوى المندسين الذين باعوا أوطانهم

قصة كشف إيلي كوهين كانت عظيمة من أعظم جهاز مخابرات في ذلك الوقت خاصةً عندما وصل كوهين إلي أعلي المستويات في سوريا ويقف بجانبهم في كل مناسبة بل كان من الممكن أن يتبوأ منصباً مهماً لولا جهاز مخابرات مصر الذي كشفه وأبلغ السلطات السورية وتمت محاكمته ومن ثم إعدامه ولم تنسي اسرائيل هذا إلي مصر … اليوم عميلهم في سوريا والذي جاء بدعمهم يسلمهم ملفه ومتعلقانه بعد عقود طويلة لم يعرف فيها حتي مكان دفنه في سوريا

ومن وقائع المخابرات المصرية أن ديفيد سمحون أو بما يسمى إعلامياً رأفت الهجان هو من كشف الجاسوس إيلى كوهين بالصدفة وأرسل تلك المعلومة إلى المخابرات المصرية ومن ثم تم نقلها إلى المخابرات السورية فألقي القبض عليه وتم إعدامه فى ميدان عام داخل بسوريا

– ماذا عن اتباع الجولاني

أعوان الشيطان ما هم إلا ايلي كوهين ومن على شاكلته تم زرعهم علي مدار سنوات طويلة لتفكيك الدول العربية وزرع الفتن والفكر المتطرف وفهم خاطئ للدين وكل الأحداث والتاريخ تؤكد ذلك

من سمحوا بضرب طيران سوريا على الأرض وتدمير أسطولها فى الموانئ وتحطيم دفاعاتها أيضاً دون الرد بإطلاق رصاصة واحدة لكى يصل إلى الكرسى ليغير مظهره الخارجى و من ثم تغيير اسمه من السهل عليه تماماً أن ينقل ملفات مخابرات سوريا بالكامل إلى إسرائيل وليس ملف جاسوس.

إن تلك القرارات الكاشفة للوجه الحقيقى لمن سار فى ركب مايسمى الشريعة وتكفير من يظهر عليه اى ملمح بسيط من الخلاف على ما يعتقدونه من الدين

– جماعات اليمين المتأسلم صناعة غربية

ومما لا شك فيه أن كل جماعات اليمين المتأسلم صناعة غربية بإمتياز من الإخوان حتى القاعدة وداعش تسلمتها المخابرات الأمريكية من أختها البريطانية
وهذا العميل المسمى بالجولاني تربية مخابرات الغرب حتى هكان فيدان وزير خارجية مخابرات تركيا السابق قام بفضحه على سى إن إن عندما قال نصاً أنه كان يبلغ الأمريكان عن أماكن قادتة في القاعدة وداعش

– الجولاني و كوهين وجهان لعملة واحدة

لقد فشل كوهين ونجح الجولاني فليس شرطاً أن تكون عميلاً لتحقق مصالح العدو المهم أنها تحققت مع أن الجولاني عميل للأتراك و بالتالي المخابرات التركية تنسق له مع الأمريكان والصهاينة

كل الشواهد كانت واضحة منذ البداية عندما رصدت أمريكا عشرة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن هذا الداعشي وبعد إنتهاء المهمة وهروب بشار الأسد وتسلم الداعشي مقاليد الحكم تم إلغاء هذه المكافأة لأن اللعبة قد انتهت وتم ما يريده الخليفة العثماني والغرب وها هي الأيام تثبت من الوطني الشريف ومن باع وطنه وأرضه بأبخس الأثمان
من كان يقول أن الأنظمة العربية أنظمة رجعية باعت نفسها للشيطان الأكبر أمريكا ومن اول لقاء ارتمي في أحضانها

لكن ما لا يعلمه البعض أن كل هذه الوثائق التي يطلقون عليها السرية هى أساطير الأولين لا تنفع ولا تضر بشيء
وهي وثائق فك الشفرات التي أرسلها كوهين من سوريا وليست ذات أهمية لا في ذلك الوقت ولا الآن
العملية التي يتحدثون عنها ( السرية ) هى فقط للإستهلاك الإعلامي وإظهار بطولة مزيفة منسوبة لبنى صهيون

– رفع العقوبات مقابل تسليم الوثائق

الأمر غاية في البساطة ولم يعد يستدعي إستهلاك أنفسنا .. العملية تمت بعد سداد الجولاني العربون أو القسط الأول مقابل رفع العقوبات.. ولو مجازاً ثبت أن الحصول على تلك الوثائق تم بواسطة الموساد فمن الضروري أن نقول على الأمن القومي السوري السلام .. وكفانا إرهاقاً وإستفزازاً من الأحداث المتتالية

– بصيرة المصريين

لم يصدق المصريون ذو البصيرة ابداً أن هذا الجولانى ومن معه يريدون الخير لسوريا أو أنهم أعداء لإسرائيل … إذ كيف وهم كانوا يأخذون منها التسليح والمعلومات … أنها أشد أنواع الخيانة
أعتقد أن على مصر أن تكون على حذر من عدوها الأساسى .. وأيضاً من بعض العرب فهم ساعدوا على تدمير سوريا

وما زلنا ننتظر المزيد ممن يزايدون كل يوم على مصر و يصرخون إفتحوا الحدود “عالقدس رايحين شهداء بالملايين”

المهم الآن نحن وليس أي بلد آخر فقد هانت عليهم بلادهم فلنحافظ نحن علي بلدنا وليذهب الجميع كيفما أراد فليس هناك متمسك بشعارات العروبة والقومية غيرنا وكلًّ يعمل لمصلحته فقط .

ويبقى العميل عميلاً سواء كان حياً أو ميتاً وما الفائدة بوثائقه … أرض الجولان بقيت محتلة وبدون إطلاق رصاصة واحدة أما الدولة السورية الان فهي لم تقف على رجلها بعد فالكل متربص بها بداية من المليشيات الإيرانية والدرزية والعلوية ودع عنك الخارجية من إسرائيل و إيران و روسيا و أمريكا

لكٍ الله يا سوريا

شاهد أيضاً

د. عائشة الجناحي تكتب: التشتت الرقمي: كيف ننجو؟

عدد المشاهدات = 3496  كم مرة أمسكت هاتفك لترد على رسالة أو تبحث عن معلومة، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.