زمان كان المصروف يدوب
على ساندويتش، وعلبة دوب
وإن زاد معايا قرشين اتنين
أجيب بيهم حاجة تفرح العين
شنطتي قماش من غير ماركة
بس فيها كراسات ومشاركة
وكوتشي من “باتا” ع الشوز
كنت به أعدي السما والدوز
مدرستي حكومي، بسيطة قوي
بس فيها أمل، وفيها ضي
والأستاذ كان له هيبة
مش بالعصاية، لكن بطيبة
ماكناش بنسأل ليه وليه
ولا نعرف ماركات إيه
كنا نفرح بلقمة هنية
ونشبع من كلمة أبويا الحنية
النهاردة الدنيا اتبدلت
بس الذكرى جوّا القلب اتثبتت
وأنا اللي كنت طفل صغير
بنيت من الحلم جسر كبير
كبرت وبقيت بشوف بعيني
إن الطيب لسه ساكن فينِي
بيحن لضحكة من الجيران
ولرغيف سخن من يد الحنان
زماني كان بسيط ونضيف
لا غش، لا كدب، لا تزويف
كنا نحلم ونقول إن شاء الله
من غير ما نخاف من أي عِلّة
الشارع كان أمان وسَكينة
نلعب فيه لحد ما الليل يجينا
والجار جار، يسأل ويطبطب
مش باب يتقفل ويتخبّط
دلوقتي الدنيا بقت سريعة
بس الذكرى لسه فينا طبيعة
واللي اتربّى على الأصل الطيب
عمره ما ينسى ولا يتغَيّب
أنا ابن زمان، ومدرستي حكومي
لكن تعليمي كان دومًا في القمّة
وأمي بدعوتها تفتح لي باب
أغلى من أي شهادة أو كتاب