الخميس , 25 أبريل 2024

داليا جمال تكتب: حكومة ..تعالى الوزراء!

= 985

إذا أراد أب أن يحافظ على أبنائه فعليه أن يستمع دائما لرغباتهم وأحلامهم بصبر وتفهم, ولم يحدث أبدا أن عامل والد أبناءه وفقا لهذا المنهج وضلوا أو ضللوا أو تمردوا عليه و أنكروا فضله .

ولأننا فى مصر نقول دائما أن (إللى مالوش أهل الحكومه أهله)، فإنه من الأولى بالحكومة أن تتمتع بسعة الصدر لقبول النقد من وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والتى تعكس رضا الشعب أو سخطه على أداء أعضائها ,باعتبار الحكومة أمنا وأبونا وبقية عيلتنا!

لأن تجاهل الحكومة لنقد أداء أحد أعضاءها, يجعلها عرضه للحاق بالحكومات السابقة والأسبق، والتى سقطت فى فخ تجاهل ما يرصده الإعلام من تجاوزات أو تقصير فى اداء أى وزير أو مسئول ينتمى لها . فأصبحت هدفا لاحتقان النفوس منها, وهو الأمر الذى يبدأ تدريجيا فى صمت مكتوم سرعان ما يتفاقم ليتحول إلى غضب هادر يصم الآذان .

بل أن الأمور قد تجاوزت حد تجاهل نقد وسائل الإعلام فى فترة حكم مرسى وأواخر عهد مبارك , الى حد المنع والتحجيم حتى ولو كان النقد للصالح العام !

فوصلت الأمور فى عهد النظام السابق لدرجة جعلته يصم الآذان ويعمى البصر عن نقد أى رمز من رموزه من مبدأ التعالى على النقد والنقاد ..بل وعلى الشعب نفسه!!

وفى النظام الأسبق تجاوزت لغة التعالى الخطوط الحمراء بالإصرار على الإبقاء على المسئولين المكروهين فى مناصبهم حتى النفس الأخير, مهما بلغت أخطاء المسئول وتجاوزاته! ومهما تعالت أصوات الشكوى منه ولو وصلت عنان السماء! ظنا من النظام بأن الإبقاء على هذا المسئول سيحول غضب الشعب عنه لتصبح أقصى أحلام الجماهير إقالة هذا المسئول . فيستجيب النظام فى اللحظة الأخيره إعتقادا منه بأنه قد امتص بهذه الإقالة كل الغضب المتراكم.

إلا أن ما حدث كان إنفجار حالة الضيق واليأس فى النفوس والتى افضت الى نهاية النظام نفسه!

ولهذا فإننا ندعو القيادة السياسية للإستماع لصوت الإعلام والاستجابة لرغبات الناس, بدلا من أن تنهك الحكومة قواها فى الدفاع عن الفاشلين فيها..فلن يسئ الوزارة خروج بعض المقصرين منها , ولكن قد ينهى تاريخ الوزارة التعالى على نقد الإعلام ومطالب الشعب, وتركهم يعانون مرارة التجاهل, فيلجأون للدعاء للسماء لعلها تستجيب …بدلا ممن لا يستجيب!

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 3037 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.