الخميس , 28 مارس 2024

همسات نفسية| لماذا نخاف من المستقبل؟

= 985

بقلم: عادل عبدالستار العيلة

ربما تقابل شخصا تقيا متدينا يخشى ربه و يؤمن بالقدر خيره وشره وتجده يخاف من المستقبل !! وتقابل أخر لا يعرف ربه و بعيد عن الله ولا يُقيم شعيره واحده من شعار الله وتجده أبداً لا يخاف من المستقبل فتزداد حينها حيرتك !!
لذلك يأتى السؤال ما هى الاسباب النفسية التى تؤدى الى الخوف من المستقبل بعيداً عن الاسباب الروحانية والدينية التى يعرفها أكثر منا سادتنا علماء الشريعة.
1/ البنيه النفسية القلقة عن ذلك الانسان ، فتجد عنده دائما نظرة تشاؤمية تجاه المستقبل ، ليس بالضرورة أن يكون إنساناً تشاؤمياً او سلبياً ولكن سمات الشخصية القلقة هى التى تدفعه الى هذا الخوف من وعلى المستقبل.
2/ سمات الشخصية الشكاكة أيضا تدفع الى الخوف من المستقبل لانه بطبيعه الحال فى حالة شك مستمر وقلق مستمر ومن ثم جاء الخوف من المستقبل واحده من تلك الاعراض ومظاهر الشك التى لديه.
3/ الشخصية الحساسة والدقيقة التى تهتم بكل التفاصيل ويحمل هم الامور أكثر مما ينبغى ، ينتج عن هذا الخوف من المستقبل كنتيجة طبيعيه وامتداد طبيعى لفهومه الذى يجعله يهتم بكل التفاصيل ( بيعمل حساب الصغيرة قبل الكبيرة ) فكان من المتوقع أن يخاف من المستقبل الذى لا يعرف عنه شئ.
4/ حدوث مصيبة معينة او مشكلة معينة بعدها بدأ الخوف يتسلل الى قلبه، وبدأ القلق يسيطر على كل مجريات حياته.
5/ أعراض ذهانية مثل الضلالات المرضية التى تصيب الانسان وتجعله على يقين بأن هناك من يريد الضرر به او بعمله، فيصبح فى حاله خوف مستمر ومن ثم يخاف ايضا من المستقبل ( هذا يحتاج الى تدخل طبى عاجل).
6/ تقدم الانسان فى العمر … فإذا نظر الانسان الى ما تبقى له من العمر والمستقبل فبدأ فى مراجعة نفسه وعلاقته بربه ، وزاد من عبادته وقربه الى الله كان هذا طبيعى ، ولكن إذا عاق هذا الشعور وظائفه الحيويه وأزاد الخوف عنده ولم يبعده عن معاصيه او أخطائه فى حق الاخرين فهذا هو الامر المرضى غير الطبيعى وينتج عنه أيضا الخوف من المستقبل.
7/ توهم المرض … وهذا يدفعه ايضا الى الخوف من المستقبل ، فكيف أعيش باقى حياتى وانا صاحب مرض بل أمراض ( هذا يحتاج الى تدخل طبى عاجل).
تلك كانت الأسباب النفسية التى تدفع الانسان الى الخوف من المستقبل ، كما أشار الى ذلك علماء النفس ، فسمات الانسان الشخصية تحدد وتشكل مدى خوف الانسان من المستقبل ، لذلك على الانسان أن يلجئ الى طبيب نفسى حين يشعر من داخله أن هذا الخوف بدأ يسيطر عليه ، لان الطبيعى أن المستقبل بيد الله عزوجل ، نعم عليك أن تاخذ بالاسباب ، ولكن ليس من المطلوب أن أظل مهموم وخائف من المستقبل ، فربما جاء المستقبل على غير ما تخاف منه فتكون قد أضعت فرحة اليوم لخوفك من الغد الذى لا تعرف كيف سيكون ، هذه ليست دعوة للسلبية او دعوة لعدم الاخذ بالاسباب وإنما هى دعوة للاعتدال والتصالح مع النفس ، وقبلها هى دعوة لزيادة مساحة الرضا داخلنا والتفائل والتمسك بتلك الطاقه الاسطورية التى بداخلنا الا وهى (الامل ) وأعلم أن قدر الله كله خير فأطمأن أيها الانسان ، وخذ بكامل الاسباب
حفظنا الله جميعاً وزاد مساحة الرضا داخلنا وزاد تصالحنا مع انفسنا
حفظ الله مصر … أرضاً وشعباً وجيشاً وأزهراً

شاهد أيضاً

د. عائشة الجناحي تكتب: كلمات تأسر القلوب

عدد المشاهدات = 232 ما زلت أتذكر كلمات إحدى السيدات الإيجابية المرصعة بالرقي والتي ستبقى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.