الجمعة , 29 مارس 2024

“أفعى”… قصة قصيرة بقلم الأديب سليمان جمعة

= 2523

الهشيم الذي تكاثر من سنين يلبس مصاطب حقلي، وتتسلل خلاله عرائش العنب وتتمدد نزولا على سفحها …نزلت يوما اتفقد شجيرات الزيتون …تأملتها …كمن يقرأ مسودات قد اهملها وخربش فوقها يتسلى…..انتويت ان اكتبها من جديد .. وانقص من امتداد السفح فأضيفه للسهلة من الحقل ..واقيم حائطا من دبش الحجر يسنده … الكتابة نسخا عن المسودات مملة..وفيها بعض الفرح اذ تتعرف على افكارك القديمة..التي تركتها محبوسة ..لا بأس قد تزيد السهلة مترين ..مما يسمح لي بزراعة عدد من اشجار اللوز في تربة بكر لم تزرع من قبل …تلك المسودات اثمرت عدداْ كبيراً من الافكار ..كانت باكورة كتاباتي ….
خططت لذلك ..وانا اعود ادراجي شابكا يديا وراء ظهري اسند صعودي عائدا الى البيت….
هدرت الجرافة هناك …وانا اقف فوقها عند كتف الجل …
والى جانبي ابني الشاب يتأمل ويحدثني عن مشاريع سيقيمها اذا اكرمنا المولى ببئر ماء ..كنت أصغي ونظري لاسفل المصطبة ..
انحنيت تناولت حجرا بقدر ضعفي راحة يدي…قذفتها بمهارة ..اصبتها ..لم تمل اكثر من مترين بعد ان خربت الجرافة جحرها …
علا صوتي ..لا.. لا ..لم اكن اريد ذلك لقد ماتت…كنت اريدها ان تغادر ..
تنبه ابني ..نظر للاسفل فرآها افعى ممددة…
-كيف ذلك يا ابي …؟
واستدار وهو يبربر ..- ماذا فعلت لك؟
دائما تنبهنا ان لا نقتل تلك الزواحف في الحقل ….ولا نجابهها ..ولا نحطم النمل.ولا ..ولا..اين كلامك..؟
لم املك ان اجيبه…
اقمت الحائط الساند ..ولكن ما زلت افتش في ظله عن جواب اقنع به علي ..ليسند به مسودة احاديث غزاها الهشيم..
فقط تتسلل خلالها اصابع داليات بكر …ما زال يستطيب عناقيدها …

————–
* كاتب من لبنان.

شاهد أيضاً

أوبرا غارنييه … جولة في دار الأوبرا الفرنسية بباريس

عدد المشاهدات = 736 بقلم الكاتبة/ هبة محمد الأفندي دار الأوبرا الفرنسية بباريس المعروفة بأوبرا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.