الجمعة , 29 مارس 2024

مهاب مجدي يكتب: بكل سلام!

= 4478

تمر علينا أوقات نجد أنفسنا ضائعين ومشتتين، ضياع يسببه دماغنا ووصلاته العصبية، جسدنا وهرموناته الكيميائية، وقلبنا المشتت الرقيق، نحتار فيما نريد، فيما نحب، وفي تحديد علاقاتنا مع البشر، كيفية موازنة رغباتنا مع معطيات الحياة والظروف، نتشتت في كل خيار وكل فرصة.

نجد أنفسنا تائهين أمام مفارق الطرق، خائفين من الخيبة والخذلان، طامعين في إقتناص كل الفرص وكلنا خوف من فواتها كلها، نلاحق أشياء لم تعد لنا، أو على الأقل لا تناسبنا.

نبذل كل الجهد للحفاظ على علاقات ماتت منذ زمن، أو نطلب يد الإهتمام في المكان الخاطئ، ننسى تفاصيل ذكرياتنا الجميلة، وتذكرنا عقولنا بأسوأ الفترات والظروف.

نحاول الخروج من شبح الوحدة، ونلجأ للوحدة خوفا من الفُرقة، نلازم انفسنا كثيرا لكي نهدأ قليلا، نحاول إسكات أصوات أرهقتنا قبل نومنا، نداعب أحلاما نتمناها أملا في حدوثها، نقف أحيانا حائرين أمام أنفسنا، هل الحياة عادلة؟ أم نحن لا نستحق؟

نهرب دوما من مخاوفنا، وليت عندنا شجاعة المواجهة، وإن جاءت لحظة شجاعة، نخاف أن نزيد الحمول حملا آخرا، نلتمس الأعذار الكاذبة ولكن لا ننسى، نصدق التبريرات التي كذبنا بالتبرير بها من قبل.

لا نريد أي ضوضاء، نريد فترة من الهدوء، هدوء يجلب السلام ليعم أرجاء دماغنا، ويطفو في أنحاء غرفنا وحيِّنا، فترة نعيد فيها إحياء طاقتنا، سلامنا النفسي، شغفنا، وطموحاتنا.

نعيد استكشاف نفسنا فيها، لنستطيع مواجهة الحياة بكل طاقة وقوة وبكل ســلام.

 

شاهد أيضاً

عندما يتوقف المطر … بقلم: مريم الشكيلية – سلطنة عُمان

عدد المشاهدات = 6583 عندما التقيتك أول مرة في ذاك اليوم الربيعي الهادئ على الجانب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.