حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
استكمالا لما بدأناه في مقالة سابقة نكمل حديثنا عن تزوير التاريخ و نكمل مرة اخري مع قصة سيدنا موسي و فرعون ، لنعرف من هو فرعون لابد لنا ان ندرك ان هذا الحاكم حكم مصر لمدة طويلة جدا فلو افترضنا انه كان في وقت ولادة سيدنا موسي كان في العشرينات من عمره و عندما عاد موسي من مدين كان عمر موسي أربعين سنة فساعتها يكون عمر فرعون لا يقل عن بضع و ستين سنة و بين عودة موسي و الخروج حوالي خمسة عشر سنة فساعتها يكون عمر فرعون عندما مات غرقا علي الأقل ثمانون عاما منهم ما لا يقل عن ستون عاما كحاكم لمصر و هذا قليل جدا في عهد الاسرات التي حكمت مصر منذ عهد مينا الي اخر اسرة فكل ملوك مصر القديمة ماتوا صغارا و كانت فترة حكمهم قصيرة جدا ماعدا رمسيس الثاني و هذا ما دفع العلماء الي الاعتقاد بانه هو فرعون موسي و لكن ما هو مكان حكم رمسيس ؟ يعتقد العلماء انه أسس دولة حكمه في دلتا النيل ولكن المؤكد انه حكم من طيبة كباقي ملوك مصر وهذا ما يؤيده معظم العلماء لان أكثر بقايا معابده ومنشآته كانت في الجنوب.
و لكن ما ينفي هذا و هذا المكان هو الاتي ، عندما خرج موسي و بنو إسرائيل من مكان معيشتهم ليلا ليهربوا من بطش فرعون علم فرعون بهروبهم في الصباح و لذلك خرج ليقضي عليهم و معه عرباته الحربية و جيشه القوي و في نفس الوقت خرج بنوا إسرائيل من مكان معيشتهم محملين بمقتنياتهم و ذهبهم و أطفالهم و كبار السن مشيا و عند مقارنة سرعة فرعون و سرعة بنو إسرائيل نجد انه من المستحيل ان يخرجوا من طيبة او من الدلتا و لا يدركهم فرعون الا عند خليج السويس ، لو انوا خرجوا من هاذين المكانين لكان ادركهم فرعون في اقل من نصف الطريق و بعيدا عن البحر.
الدليل الثاني و هو قصة ولادة موسي نفسه فلقد امر الله ام موسي ان تلقيه في اليم و في نفس السورة يقول فرعون و هذه الأنهار تجري من تحتي ففي رائي ان القران قصد كلمة اليم في هذا الموضع بانه البحر و ليس النهر فلابد انه كان فرعون يحكم من علي البحر حيث يصب احد قنوات النيل ، و هذا لم يحدث الا في عهد الهكسوس حيث كانت مدينه حكمهم تقع في شرق الدلتا قريبة من قناة سيزوستريس التي تربط النيل من عند الدلتا و البحر الأحمر و عندما كانت القناة تصب في البحر الأحمر فقد تكون في مكان المصب منطقة نباتات كثيفة و هو المكان التي القت فيه ام موسي التابوت لتحمله المياه الي قصر فرعون.
وأيضا نجد ان قارون كان من أحد اتباع فرعون وكان مكان تواجده قرب الدلتا وتقول الاساطير انها كانت مكان بحيرة قارون اذن فلابد ان يكون مكان حكم فرعون قريبا من الدلتا وليس في طيبة.
اذن فمن المؤكد الان انه قصة سيدنا يوسف و موسي قد تمت في عهد الهكسوس أي في زمن الاسرة الخامسة عشر و السادسة عشر و الدليل ان لم يكن يسمي حاكم مصر بالفرعون و ان فرعون هو كان اسم او لقب هذا الحاكم فقط هو ان في قصة يوسف لم تذكر كلمة فرعون فيها و ثانيا في قصة موسي ذكر اسم هامان و قارون فلماذا سمي الله فرعون باسم الحاكم و ليس اسمه الشخصي و ذلك لان لا يوجد فراعنة او الحضارة الفرعونية ، ففرعون هو اسم لشخص واحد فقط حتي في الكتب الأجنبية يسمي حكام مصر بالملوك و ليس الفراعنة ووادي الملوك اسمه ليس وادي الفراعنة.
أيضا عندما بعث موسي كنبي الي مصر لم يطلب منه ان يجعل المصريين يؤمنوا بالله بل بعث فقط الي فرعون وملئه، فالمصريين كانوا مؤمنين بالله على ديانة نبي الله ادريس ” عكس ما يقنعنا به مزورو التاريخ بأنهم كانوا عبدة اوثان” ففرعون كان من الهكسوس وكان هو وملئه من عبدة الاوثان وهم غير مصريين بل قبائل رعوية أتت من اسيا وهذا دليل اخر على ان فرعون ليس مصريا وليس على دين المصريين.
في النهاية ما اعتقد بصحته هو ان قصة موسي تمت في اخر عهد دولة الهكسوس في الاسرة السادسة عشر حيث حكم ملك يسمي فرعون و كان مكان الحكم عند مكان قريب من التقاء القناة مع خليج السويس و عندما هرب بني إسرائيل ليلا ادركهم سريعا في الصباح فرعون عند خليج السويس لتتم المعجزة و يعبر بنو إسرائيل من خليج السويس بدلا من الطريق القديم و هو المشي بمحاذاة ضفة خليج السويس الغربية حتي مدخل سيناء ثم المشي شرقا حتي يتم قطع سيناء بالكامل للخروج من مصر ، و هذا هو نفس الطريق الذي سلكه موسي عندما خرج فارا من مصر تلقاء مدين ، و بموت فرعون تسقط دولة الهكسوس و يتم طردهم و القضاء عليهم عن طريق احمس من بقايا الاسرة الرابعة عشر المصرية التي كانت تعيش في الجنوب و غرب الدلتا محاولة استعادة الحكم مرة اخري و تأسيس الاسرة السابعة عشر.
اذن عندما دخل بني إسرائيل مصر مع سيدنا يوسف وخروجهم مع سيدنا موسي كانت الاهرامات مبنية من الأساس ولكن تحت سيطرة الاسرة الرابعة ولم يتم بنائها باستعباد بنو إسرائيل فلقد كانت مبنية منذ أربعة عشر اسرة مصرية إذا لم تكن كما قلنا سابقا قد بنيت عن طريق قوم عاد ولكن التاريخ يتم تزويره وتشويهه لنقتنع بأشياء غير منطقية.
وكما أقول دائما هذا رأيي الشخصي ويحتمل الصواب والخطأ ولكنه بحث عقلي لتصحيح التاريخ وربط لأجزاء التاريخ مع القران لتصحيح كل ما حولنا من تزوير قام به مزورو التاريخ.
—————————
* روائي وقاص مصري.
