الجمعة , 29 مارس 2024

فيروز نبيل تكتب: ماذا لو…؟

= 4274

هذا السؤال سؤال افتراضي نسأله جميعا لأنفسنا ربما بشكل يومي ماذا لو لم يحدث هذا معي ماذا لو لم أفعل هذا التصرف في هذا الموقف ؟ ماذا لو فلان حدثني بطريقة افضل فى هذا اليوم؟ ماذا لو لم يفصلني مديري من العمل بهذا اليوم؟ماذا لو كان خلقني ربي غنيا او من عائلة مرموقه ؟ ماذا لو وماذا لو وماذا لو؟ …… الخ

فى حقيقة الأمر.. اننا دائما ما نلوم انفسنا على قرارات محددة اتخدناها فى مواقف معينه ونتمنى ان يرجع بنا الزمن لنتصرف بطريقة أخرى،،  وهنا يطرح السؤال الوجودي نفسه هل الإنسان مسير أم مخير هل ولدنا بكتيب محدد لكل مننا موثق فيه كل مواقفنا وتصرفاتنا من بداية ادراكنا الى يوم وفاتنا ام اننا مخيرين فى جميع أمورنا  فجميعنا يعلم اننا نولد بعمر محدد ورزق محدد لا نختار اهلنا او اسمائنا او طبيعة الحياة التي سوف نحياها وهى حكمة الله عز وجل فى خلقه.

فتخيلوا معي ماذا لو كان من حق الجميع ان يختار سيناريو حياته من بداية مولده وحتى وفاته كنا سنجد جميع البشر اثرياء كانت كل النساء سيصبحن جميلات كنا سنجد الجميع يتمتع بصحه جيدة كان الجميع سيختار افضل حياة ثراء وجمال وصحة وبنون وزواج سعيد وطولة عمر وشباب دائم .

والنتيجة لا يوجد اختلاف فى الطبقات ولا يوجد سعي ولا عمل ولا انماء وإعمار فى الأرض كنا سنعيش فى جنة على الأرض ولكن الله عز وجل أراد ان يخلق البشر على فكرة الاختلاف فنجد اثرياء وفقراء دول تمتلك ثروات طبيعية ودول أخرى تمتلك قوى بشرية اناس يملكون بشرة شقراء وآخرون بشرتهم سمراء اناس يعيشون بمناطق حارة وآخرون يعيشون بدول يكسوها الجليد اناس يموتون بعز شبابهم واخرون يصلون لأرزل العمر حتى فصول السنه جعلها الله مختلفه فصل صيف وفصل شتاء فصل ربيع وفصل خريف.

تخيلوا معي لو كنا نعيش طوال السنه بنفس الاجواء تخيلوا معي لو امتلكنا جميعا ثروات طائلة تخيلوا معي لو خُلقنا جميعا بنفس الشكل والمواصفات بل تخيلوا لو كنا خُلقنا بنفس طريقة التفكير وتصرفنا بنفس الطريقة فى المواقف المختلفة التي نمر بها اعتقد اننا كنا سنعيش حياة مملة جدا لا يوجد بها هدف نسعى له او نعيش لأجله فلقد خلقنا الله على فكرة الاختلاف حتى يُكمل بعضنا الآخر فالدول الغنية بالثروات الطبيعية يجب ان تتعاون مع الدول الغنية بالقوى البشرية والأنسان الغني الذى يملك الثروات يحتاج للعامل البسيط الذى يملك الحرفة والموهبة والعامل يحتاج لصاحب رأس المال لكي يحصل منه على مورد رزق الرجل يحتاج لحنان المرآة والمرآة تحتاج لدعم وامان الرجل.

اذا فلولا فكرة الاختلاف لتوقفت الحياة،،  فمثلا لولا اختلاف المناخ والمناظر الطبيعية والاجواء من بلد لبلد اخرى ما وجدنا سياحة وسفر بين الشعوب.

اذا.. عزيزي القارئ الاختلاف هو صَانع التكامل بل صانع الحياة نفسها .. فالله عز وجل خلق الرجل والانثى ليكملوا بعضهم البعض وليس ليتصارعوا على إثبات من اقوى او اجدر من الأخر وخلق الاختلاف بين الدول لكي يتبادلوا الثروات ويتعاونوا لإعمار الأرض وليس ليتصارعوا ويتناحروا لسلب الثروات من بعضهم البعض.

لذلك اتمنى ان نحذف من قاموس اسئلتنا هذا السؤال ماذا لو؟ وان نسأله فقط لتفعيل القيم الجميلة التى اختفت من حياتنا .. واذا اجبرتنا الظروف ان نسأل انفسنا هذا السؤال فليكن ماذا لو خلقنا الله متشابهين فى كل شيئ؟ وماذا لو امتلكنا جميعا كل النعم ؟ ولنحمد الله على نعمة الإختلاف فلولاها لفقدنا طعم الحياة ولنتعلم ان نحترم فكرة الإختلاف فى كل شيئ فى الرأي والفكر والشكل والصفات فحياة بلا اختلاف كجسد بلا روح
دمتم مختلفين متكاملين ومتحدين.

————–
* كاتبة وإعلامية.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: سندوتش المدرسة.. صدقة وزكاة

عدد المشاهدات = 7081 لا ينكر إلا جاحد ان الشعب المصرى شعب أصيل، شعب جدع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.