الجمعة , 29 مارس 2024
انجيلا ميركل مع عدد من رؤساء الدول والحكومات - أرشيفية

كيف يبدو مستقبل ألمانيا بعد مغادرة أنجيلا ميركل المشهد السياسي؟

= 4371

بقلم: عصام عكرماوي

بعد ستة عشر عاماً في منصب المستشارة الألمانية، تتنحى أنغيلا ميركل عن السلطة .

ميركل التي وصفتها نشرة فوربس بأقوى امرأة في العالم، قادت بلادها منذ عام 2005 عبر مرحلة شهدت فيها ألمانيا والعالم الكثير من التطورات المتسارعة. لكن ميركل نجحت في اجتياز العديد من التحديات الداخلية والخارجية. ومع وصولها إلى نهاية فترتها الرابعة، تطرح التساؤلات عن إرثها، وكيف سيبدو مستقبل ألمانيا بعد مغادرتها المشهد السياسي.

من هي أنجيلا ميركل:

عام 2005 أصبحت ميركل أول امرأة تشغل منصب مستشارة ألمانيا. هذه السيدة المحافظة ابنة رجل الدين، التي نشأت في ألمانيا الشرقية، والتي تعشق موسيقى فاغنر، نجحت في الحصول على أصوات الناخبين من اليمين واليسار على حد سواء، إذ أثبتت أنها تفهم عقلية الشعب الألماني وأهمية الثقة التي يمنحها للسياسي.

عُرفت ميركل بأنها إدارية ممتازة، رغم أنها تميل إلى الحذر والتأخر في اتخاذ قراراتها. كما أنها تمتعت بميزة قد تكون نادرة بين الزعماء السياسيين إذ لم يعرف عنها التورط بأي فضيحة، كما لا يوجد في ماضيها أسرار كان الكشف عنها سيضعها في موقف حرج.

شغلت ميركل منصب زعيمة الحزب الديمقراطي المسيحي (CDU) لأربع فترات متتالية. ويعتقد أنها لم تكن تنوي الترشح لولاية رابعة، لكنها عدلت عن رأيها بعد عشاء مع الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما عام 2016. وتشير بعض الروايات إلى أن أوباما هو من “ناشد ميركل لخوض الانتخابات مرة أخرى حتى يتمكن شخص ما -هي- من توحيد الغرب والعالم. وبعد أربعة أيام من هذا اللقاء ، أعلنت ميركل ترشحها.

بالنسبة لكثير من مواطنيها، تحظى ميركل وسياساتها بشعبية في ألمانيا. إذ قادت دفة السياسة الألمانية وسياسة الاتحاد الأوروبي بنجاح خلال أكثر من عاصفة سياسية. فمن أزمة منطقة اليورو مروراً بقضية المهاجرين وصعود الشعبوية إلى وباء كورونا، نجحت ميركل في تخطي كثير من الأزمات التي كان من الممكن أن تطيح بها. بنظر مؤيديها، تمثل ميركل تجسيداً لصفات الاعتدال والثبات والواقعية البراغماتية.

قادت ميركل بلادها خلال فترة عرفت الكثير من التطورات المتسارعة على الساحة الدولية

لكن منتقديها ما انفكوا يشيرون الى أنها تفتقد إلى النظرة الثاقبة للمستقبل وتميل إلى الحفاظ على الوضع القائم، فهي تقدم الاستمرار على التغيير برأيهم.

شعبية ميركل تكون واضحة أكثر بين كبار السن لكنها تتعرض للانتقاد في أوساط الشباب الذين يأخذون عليها ما يرونه موقفها اللامبالي من قضايا البيئة وتفضيلها حماية المصالح الألمانية على حساب قيم الديمقراطية والعدالة، ويشيرون الى العلاقات الوطيدة التي نسجتها مع زعماء يمينيين مثيرين للجدل مثل رئيس المجر فكتور أوربان وحكومة بولندا.

وعند استعراض انقسام الآراء حول إرثها، تبرز قضيتان أساسيتان.

سياسة الحدود المفتوحة وأزمة المهاجرين

من بين 1.8 مليون شخص تقدموا بطلبات لجوء في الاتحاد الأوروبي بين عامي 2014 و 2015، استقبلت ألمانيا ثلث هذا العدد. عام 2015، سجلت حكومة ميركل أكثر من 440 ألف طلب بينما زعم المسؤولون الألمان أن أكثر من 1.1 مليون شخص قد دخلوا البلاد.

اتبعت ميركل سياسة الباب المفتوح خلال أزمة المهاجرين ما عرضها لانتقادات

في أغسطس من ذلك العام، انتهجت ميركل سياسة الحدود المفتوحة التي سمحت للمهاجرين بالتقدم بطلب للحصول على اللجوء في ألمانيا بغض النظر عن دولة الاتحاد الأوروبي التي وصلوا إليها أولاً، مخالفة بذلك بنود اتفاقية دبلن التي تنص على أن على أي لاجئ أن يقدم أوراقه في أول بلد آمن يصل إليه.

ومع تدفق موجات طالبي اللجوء إلى البلاد، واجهت ميركل انتقادات واسعة وردود فعل سياسية عنيفة من اليمين المتشدد المعادي للهجرة. لكنها أصرت على موقفها وقالت إن على ألمانيا أن تمد يد المساعدة الاخرين.

وسط هذا الجدل، اكتسب الحزب السياسي اليميني المتطرف الجديد، البديل من أجل ألمانيا (AfD)، الكثير من الزخم وحصل على العديد من أصوات الألمان الذين عارضوا تدفق مئات آلاف اللاجئين، ومن بينهم أشخاص كانوا قد صوتوا لميركل في السابق.

حزب “البديل من أجل ألمانيا” المعادي للمهاجرين والإسلام: فائز أم خاسر؟

عارض حزب البديل من أجل ألمانيا سياسة الباب المفتوح التي اتبعتها ميركل مع المهاجرين واللاجئين

أظهر استطلاع للرأي عام 2019 أن 17.6 في المئة من الأشخاص الذين دعموا سياسة ميركل بشأن اللاجئين في البداية تراجعوا عن دعمها. لكن هذا لا يعني بالضرورة أن هؤلاء الأشخاص توقفوا عن التصويت لها، إلا أنه يظهر تحولًا في دعم سياستها. وتعتبر السياسات المتعلقة بمواضيع مثيرة للجدل مثل الهجرة حساسة للناخبين، لذا فإن نسبة الأشخاص الذين يغيرون آراءهم كبيرة.

ويشير استطلاع للرأي أجري في يوليو الماضي، إلى أن شعبية حزب البديل من أجل ألمانيا لن تزيد عن 11 في المئة فقط من الأصوات. بينما سيحصل تحالف حزب ميركل الديمقراطي المسيحي وشريكه الحزب الاجتماعي المسيحي CDU / CSU على نسبة 29 في المئة، يليه حزب الخضر بنسبة 19 في المئة والحزب الاشتراكي الديمقراطي بنسبة 16 في المئة.

المصدر: بي بي سي نيوز عربي

شاهد أيضاً

فى أسبوع …إسرائيل تقتل أكثر من 100 من العاملين فى تقديم المساعدات بغزة

عدد المشاهدات = 10002 أعلن مكتب الإعلام الحكومى في غزة، الأربعاء، أن جيش الاحتلال “الإسرائيلي” …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.