حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
عن تلك اللحظة التي تشعر فيها بالاغتراب وسط مجتمعك . حينما تجد أن ماتعلمته وتربيت عليه لم يعد يصلح لزمان أنت مجبرعلى أن تحيا فيه . تختفي لساعات طوالٍ أملًا في إعادة ترتيب أوراقك ، أو قل أملًا في العثور على حل لتلك المعادلة بعد أن أصبحت أنت الرقم الصعب فيها . حينما تخرج إلى عالم أشبه بمدينة ملاهي كبيرة الكل من حولك يضحك . يصرخ . يكذب . يتلون . يرفع قناعًا ليلبس الآخر .
تجد نفسك مذهولًا بكل ماتحمله الكلمة من معنى . توجه لنفسك مئات الأسئلة ، وكأنك بالفعل أصبحت داخل امتحانك الحقيقي ، والأخير. ماذا حدث؟! مستخدمًا كل صيغ الأسئلة . إضافة ، وحذفًا دون جدوى . تنظر في مرآة نفسك فجأة . تبتعد وقد كست ملامحك الدهشة ، وأنت تتساءل في ألمٍ هل كل ماحصلت عليه من علم وخضته من تجارب أصبح باليًا إلى هذا الحد ! هل كنت في غفلة ، والعالم من حولي يتغير بأعلى معدلات السرعة، وأنا لاأدري ! كيف لم أنتبه لهذا ؟!
إن الشتات وسط كل هذه الجموع أقسى من الشتات في وحدتك ، أوبمفردك داخل غرفتك . الغربة لم تعد غربة مكان بل هى غربة مبادئ ، وقيم ، وأسس تربوية . خيانة العادات والتقاليد والمورثات التي تعب الأباء ، والأجداد فيها غرسًا يؤلم من كان لديه بعض من ضمير . تشعر إنك أصبحت في حالة لاتسمح لك إلا بالابتعاد.. يقولون انطفاء يقولون مايقولون إن هذا لايعنيك .
نعم عليك أن تتوارى . تختفي لبعض الوقت مِن حياة مَن حولك . تمتن لذاتك التي مازالت تجاهد وتناضل لتتمسك بكل ما تعلمته وحصلت عليه من علم ، وأخلاق . أكثر الأمور إيلامًا لذاتك أن تواجهها بسؤالٍ واحد هذا واقع حياتك فماذا ستفعلين ؟! لتنتظر من خلف تلك المشاهد والأحداث إجابة شافية ؛ فإذا بك تستمع إلى صدى صوتك يتكرر . فماذا ستفعلين ؟!
