الجمعة , 19 أبريل 2024

شيخ النقّاد والمحققين.. ” علي جواد الطاهر ” حاضرا في ذاكرة العراقيين

= 3667

منصة “إبداع” العراقية | خاص

عبر منصة “إبداع” ببغداد وضمن مشروعها لاستذكار مئة مبدع في مئوية الدولة العراقية الذي أطلقته مؤخرا، تحت عنوان” حاضرون بيننا” أقامت منصة ابداع في بغداد مدينة الابداع الادبي اليونسكو جلستها الثانية مساء يوم السبت 31/7 /2021 ، لاستذكار شيخ النقاد العراقيين الأستاذ الدكتور علي جواد الطاهر.

وقد تحدث أ.د. سعد التميمي مدير منصة إبداع في بغداد مدينة الإبداع الأدبي اليونسكو صاحب فكرة مشروع “حاضرون بيننا” عن الطاهر قائلا بأن الطاهر كان موسوعيا كتب وألف وابداع في مجالات مختلفة توزعت بين البحث والمقالة والنقد والتحقيق تنظيرا وتطبيقا، وأكد أن الطاهر ترك بيننا تراثا كبيرا وغنيا جعله حاضرا باستمرار في بحوث الدارسين فضلا عن موسوعة المطبوعات العربية السعودية التي انجزها خلال عمله في الجامعات السعودية.

وقد قدمت في الجلسة ثلاث أوراق : قدم الأولى أ.د.عبد الرضا علي من بريطانيا تحدث فيها عن رسائل الطاهر مع اصدقائه ووزملائه ،واكد انها جمع ما يقارب من اربعين رسالة وفينيته مخاطبة الذين كانت لهم مراسلات مع الطاهر من أجل اعادة طبع الرسائل مرة ثانية،
أما أ.د. حاتم الصكر فقد قدّم ورقة أعدها عن المناسبة وقف فيها عند جهود الطاهر النقدية في التنظير والتطبيق، إذ أكّد الصكر أن الطاهر موسوعي في زمن غير موسوعي إذ جاء من باريس بعد أن نال درجة الدكتوراه من جامعة السوربون فلم يجد شيئا يتّصل بمنهج البحث، ولا شيئا يتصل بالنقد ،فاول كتاب في النقد في التعليم الثانوي ألّفه الطاهر ،وأهم ما يميز منهجه الموازنة ،فكان يوازن بين التراث والمعاصرة وبين عمله التربوي ومهمة النقد بين التأثرية الانطباعية والواقعية التي آمن بها، ولم يرض الطاهر أن يكون أكاديميا خلف أسوار الجامعة والاكاديمية، إذ وجد نفسه منغمسا في قضايا النقد الادبي منذ عام 1954 ، التي رآها غائبة عن الفضاء الجامعي والثقافي في العراق، وكان يؤكد لطلبته على القراءة والكتابة وأسس النقد الأدبي، ولم يغب عن الصحافة الدورية في وقت كانت الجامعة تتعالى على الصحافة فلم يعمدوا ما يكتب في الصحافة، وقد استمر بالحضور ونشر الكتب ، وتعدت اهتمامه الشعر الى المقالة والقصة انطلاقا من منهجه التأثري، وقد كان متاثرا بالفرنسي لانسون وسانتبيف وقد زاوج بين ما جاء به من فرسا وما جاءت به الانجلوسكسونية من خلال الاساتذة الذين درسوا في بريطانيا مثل د.عناد غزوان ود.جلال الخياط، ليوظف ذلك في خطابه النقدي في شقيه التنظيري والتطبيقي، وقد كان يؤكد على الجانب الأدبي في كل ما يكتب كالمقالة الادبية والنقد الادبي والنص الادبي، وقد اهتم بالنص إذ يراه روح النقد وتحدث عن النصية وما حول النص ،والنص عنده أولا، وفي موضوع القراءة إذ يقول إن قراءة النصوص قبل الانصراف الى نظريات النقد، فالنص عندي اهم من النظرية،واذا كان لا نسون يرى أن النقد فن التمييز بين الاساليب فان الطاهر يرى أنه عمل تعليمي وصفي على العمل الانشائي يقوم على الحكم والوصف والتحليل من خلال الوقفة الطويلة عند النص، وفي موضوع التوصيل كان للطاهر وقفة اذ يرى أنه كائن في كل فرد فالأدب فن في صورة لغوية وهوتعبير وخلق وابداع ،والأدب الانشائي كالرسم والنحت يطور بالمران والممارسة، وفي موضوع القراءة كان الطاهر يؤكد عليها قبل الشروع بنقد النصوص ،واشار الى أن قراءة دواوين الشعراء تم بالنسبة له كان بإرشاد الدكتور البصير، الذي أخبره انه كلما زاد من القراءة هيأ نفسه للنقد.

وبتأثير المنهج التاريخي ولانسون بشكل خاص كان يربط بين سمة الشاعر ونصه وقد عكف الطاهر على دراسة النصوص ،وهو من أعظم منظري المقالة الادبية وله جهود كبيرة فيها وقدم للعديد من مصطلحاتها، وقد ربطها بالانشاء اذ جمع مقالات حسن مردان في كتابه “من يفرك الصدأ” وقد كان يدعو للنص أولا وأراد ان يثبت وسط الهيجان النقدالادب الانشائي أهمية الاهتمام بالنص كقيمة أولى ، والانشاء عنده بناء مضمون في بيئة شكل يتلقفه القاريء، كما كان يؤكد أن الناقد يجب أن يكون يعكف على قراءة النصوص.

أما أ.د. سعيد عدنان فقد تحدث عن جهود الطاهر الاكديمية من خلال الوقوف عند منهجه في التحقيق والدراسة والنقد والبحث الأدبي عنده يأتي من خلال مصادره وقد مهد لبحثه الادبي بشعبتين الاولى المنهج التاريخي الذي يحيط بالظاهرة الادبية والشعبة الثانية هي الجانب الفني فالنص هو ادب ينطوي على قيم جمالية ينبغي للدارس أن يستجلي هذه القيم زاوج فيهما بين التراث والمعاصرة.

أما أ.د. سعيد الزبيدي انه كان له معرفة واسعة في القضايا اللغوية مثلماهو مبدع في القضايا الادبية وقد تعلمنا منه المنهج في الجانب التنظيري والتطبيقي ، وقد تعلمنا منه تواضع العلماء اذ كان يشرك طلابه في بعض الدراسات.

أما الشاعر عبد الرزاق الربيعي فقد وقف عند جانب متميز في جهود الطاهر يؤكد موسوعية هذه الجهود ،وهي جهود الطاهر بالمسرح ودعم المسرحيين وخصوصا فرقة المسرح الشعبي ،كان يحرص على الحضور، والكتابة عن هذه المسرحيات وينوه بالتجارب ويحتضن الجديدمنها ولم يكن مجاملا بل كان ناقدا حصيفا وقد كتب مجموعة مقالات عن المسرحي عوني كرومي وقد عده رائدا للمسرح التجريبي .وعرّج على جهود الطاهر في الترجمة، التي كشف عنها د.حسن البياتي في كتابه( الصرح الترجمي للدكتور علي جواد الطاهر)، وقيامه بمراجعة حوالي ثلاثين كتاباً مترجماً من الفرنسية والإنجليزية والروسية.

وأشار الناقد ياسين النصير الى تفاعل الطاهر مع المسرح بشكل عام والممثلين احيانا اذ كان يعطيهم بعض الملاحظات، وقد كان يعقد مجلسه الاسبوعي في بيته الذي تحضره نخبة من الادباء والنقاد وقد كان يقدم لي رعاية خاصة، ويشجعنا في الكتابة في المجلات العربية،وقد كلفني بالارشيف الخااص بالروائي غائب طعمة .

وتحدث أ.د. طارق الجنابي قائلا: إن الطاهر ظاهرة انسانية واجتماعية ومعرفية ، كان ينشر في مجلة الفيصل المقالات الادبية الرصينة والمتنوعة وقد تعلمنا من الطاهر اخلاقية المهنة فضلا عن المعلومات الواسعة.

اما أ.د. محمد عبد الرضا شياع فقد تحدث عن الموضوعية التي اتسم به جهد الطاهر النقدي ، كما اكد تمكنه من اللغات الاخرى على كبر عمرة والحفاظ على هذا الاتقان لهذه اللغات، وعلى الرغم من موقفه من المناهج النقدية الا ان جهده يد قاعدة مهمة للنقاد والباحثين.

وفي ختام الجلسة أعلن أ.د.سعد التميمي عن إعداد كتاب يشارك فيه مجموعة من النقاد والباحثين يتناول جهوده النقدية والتحقيقية والبحثية على ان تنجز طباعته في الذكرى الخامسة والعشرين لوفاته.

شاهد أيضاً

الجمعة المقبل.. افتتاح جناح سلطنة عُمان في بينالي البندقية الدولي للفنون 2024

عدد المشاهدات = 2175 مسقط، وكالات: تشارك سلطنة عُمان يوم الجمعة القادم بجناح في الدورة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.