الجمعة , 19 أبريل 2024

كلام عن سد النهضة من منظور جيولوجى

= 1440

بقلم: صابر الجنزوري

درسنا فى الجيولوجيا المياه الجوفية فى مصر ..وكل جيولوجى درس جيولوجية مصر ودرس المياه الجوفية فيها يعلم عن الأبار والخزان الجوفى خاصة بالصحراء الغربيةوذلك موجود بالفعل فى الواحات البحرية وسيوه وغيرها ..

ورغم اننا نملك خزانات جوفية وابارا جوفية قد تكون على أعماق ليست بعيدة عن سطح الأرض ..إلا اننا لا نستطيع أن نقول ان هذه الأبار لا تكفى سوى زراعة ألاف الأفدنة ولا تستطيع بأى حال من الاحوال ان تكون بديلا لنقص المياه الذى سوف ينجم عن تاثير تشغيل سد النهضة الأثيوبي..
هذه حقيقة ولا يجب ان نضحك على انفسنا.

واضف الى ذلك موضوع محطات التحلية ..وهذا عمل إيجابى بلا شك رغم انه مكلف جدا ولا احد يستطيع ان يقلل من قيمته ومحطات التحلية مع الخزان الجوفى صحيح سوف يساهمان فى زراعة الاف الأفدنة لكن كل ذلك لا يكفى تعويض نقص مياه النهر ونقص حصة مصر من المياه.
نأتى إلى سد النهضة ..

جيولوجيا:

السد يتم بناءه فى منطقة جبلية ذات طبيعة جيولوجية صعبة وسط جبال مرتفعة ذات صخور متحولة ناتجة عن صخور بركانيةوهذه الصخور تتعرض للتعرية نتيجة الأمطار الكثيفة وكذلك يحدث معها انجراف للتربة فتأخذها الأمطار فى طريقها ..

ولنا ان نتخيل ان تصميم السد

يبلغ ارتفاعه 170 متراً وبعرض 1,800 متر و سيكون الخزان بطول 5 كلم وسيسع خزان السد لحجم74مليار متر مكعب او أكثر من المياه..وحصة مصر وحدها حسب اتفاقيات دولية مسبقة 55 مليار متر ..فيكون من الطبيعى تقليل حصتها !

وهنا نتساءل : هل الشركات والحكومات التى تساهم فى بناء وتمويل السد لم تدرس التربة و الطبيعة الصخرية والجيولوجية التى يتم بناء السد بها ؟
بالطبع المنطق والعلم يقول ..لقد بحثوا ودرسوا لأعوام كثيرة لأن الفكرة قديمة.. تقريبا منذ الستينات عندما تم تحديد موقع بناء السد عام 1964 بواسطة مكتب أبحاث امريكى يقوم بعمل بحث ومسح على النيل الازرق.

اذا فكل مايقال عن انهيار السد فهو مجرد تكهنات غير صحيحة وغير دقيقة ولا تتفق مع المنطق والعلم ..فالشركات والحكومات تنفق مليارات الدولارات ولديها مهندسين وعلماء وعقول كبيرة وبالتالى تضع كل علمها وخبراتها فى مشاريع بناء السدود ، فكل شيء مدروس بدءا من اختيار المكان والتربة والتصميم والخرسانات وليس هناك صدفة وكل شيء محسوب بدقة.

مصر سوف تتأثر كثيرا بخفض حصتها؟
نعم وسوف تتأثر جدا ومايقال غير ذلك نوع من الخداع !
هل هناك حلول؟
نعم ..
جيولوجيا ..
هناك مايسمى بالأخدود الإفريقى العظيم
مالمعنى وماذا يعنى ذلك؟

لا أدرى إذا كان احدا قد تعرض لهذه الفكرة ام لا ورغم الإستدلال العلمى جيولوجيا إلا انها قد تكون واردة!

الوادي المتصدع الكبير أو الأخدود الأفريقي العظيم “Great Rift Valley” هو أحد الأسماء الشائعة لصدع جيولوجي من غربي آسيا ويصل حتى شرقي إفريقيا، من جنوبي تركيا في الشمال عبر بلاد الشام، البحر الأحمر وخليج عدن، إلى كينيا في الجنوب.

في كينيا ينفصل الصدع إلى جناحين يصلان إلى زيمبابوي في الجنوب الإفريقى. طول الصدع أكثر من 6000 كم ويتراوح عرضه بين 7 و20 كم. يبلغ ارتفاع الشق 1170 متراً فوق سطح البحر عند بعلبك بلبنان ، أما في البحر الميت فينزل الشق إلى نقطة عمقها أكثر من 400 متراً تحت سطح البحر، ما يعتبر أعمق نقطة يابسة في العالم..

معنى ذلك ..ان المناطق القريبة والدول التى فى نطاق هذا الصدع تتعرض لزلازل كبيرة ومنها بالطبع اثيوبيا ..

وقد نشرت صحيفة ميرور البريطانية ذلك وقالت : ان ذلك سوف يؤدى لشطر اثيوبيا نصفين وسوف تصبح أجزاء من إثيوبيا والصومال والقرن الأفريقي بمثابة جزر، بعد انفصالها عن البر الرئيسي للقارة!

اذا فهناك كارثة طبيعية سوف تحدث ..لكن متى؟ الله وحده يعلم ونحن لا نعلم !
وليتها تحدث قبل اتمام عملية البناء وبداية التخزين!
وهل هناك حلول أخرى؟
البعض يتحدث عن نهر الكونغو فهل ذلك حقيقة ؟ وماهو؟

مشروع نهر الكونغو ويمكن تسميته بمشروع ربط نهر الكونغو بنهر النيل هي فكرة مشروع ضخم مراده التحكم بالموارد المائية في البلدان المستفيدة وحسب دراسات القائمين على المشروع وهي مصر والسودان وجنوب السودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية. مضمون الفكرة شق قناة تصل نهر الكونغو بأحد روافد نهر النيل في السودان .ورغم ان المشروع كبير ومكلف الا ان الفكرة ايضا ليست جديدة وقد بدأت بالفعل فى عهد الرئيس السادات رحمه الله ..لكنها لم تكتمل وربما تكون مصر قد بدأت بالفعل فى تفعيلها بالإتفاق مع الكونغو والسودان.

اتذكر قولى لأحد الأصدقاء اثناء مناقشة حول موضوع سد النهضة عندما سألنى عن رأيى
قلت : إما كارثة طبيعية من عند الله
كزلزال يهد السد قبل اكتمال بناؤه وإما ..
فقال : إما ماذا؟

قلت : دع الأيام تجيب عن السؤال!
يبقي ان مصر لن تعطش ولن تغرق أبدا فهى فى عناية الله وحفظه.

هامش المقال:
الأرقام وبعض المعلومات التى جاءت بالمقال من خلال موسوعة ويكيبيديا بجوجل.

شاهد أيضاً

رياح الخماسين.. مركز المناخ: انخفاض الحرارة من اليوم لمنتصف الأسبوع القادم

عدد المشاهدات = 1371    قال الدكتور محمد على فهيم رئيس مركز معلومات المناخ بوزارة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.