حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
✍ صفاء مكرم
إن الهدف من التربية هو إنشاء جيل ملتزم بالدين قادر مع التعامل مع من حوله ومع معطيات عصره منضبط ذاتيا ومقدرا للمسؤلية ومتحملا لها ولن يتأتى هذا إلا من خلال وجود مربيين مثقفين ثقافة جيدة ويتمتعون بسلوك قويم كما ذكر الدكتور عبد الكريم بكار فى كتابه “تأسيس عقلية الطفل ”
ويقول إن فى مرحلة الطفولة تبدأ المفاهيم فى التشكل وخاصة المفاهيم المرتبطة بالأشياء المحسوسة والمشاهدة وتعتمد على ذكاء الطفل وقوة ملاحظته بشكل كبير.
إذا أردنا أن يصبح طفلنا قارئا ومثقفا علينا أن نبدأ مبكرا بتعويده على ذلك ففى الصغر عليك أن نقرأ له القصص والكتب المفيدة منذ سن الثالثة و أن نتحاور معه .
أيضا يجب اصطحاب الطفل إلى المكتبة مرتين شهريا ليختار كتبه بنفسه وهو تدريب على المفاضلة بين الأشياء سيستفيد منه الطفل.
لابد أن يكون لكل أسرة مكتبة منزلية صغيرة فيها كتب متنوعة يتصفحها الطفل من وقت لآخر
سرد القصص للطفل فى حد ذاته ينمى خياله ويجعله مبدع فى المستقبل ووجود مكتبة فى المنزل يساعد فى توجيه الطفل نحو القراءة وبعد ذلك يأتي دور المؤسسات التعليمية فى إكمال مابداته الأسرة من تمهيد وتتكون عادة القراءة لدى الطفل فقط عندما يشعر بشىء من المتعة واللذة عندما يقرأ أو يقرأ أحد له.
لأن القراءة تعتبر نوع من الاكتشاف للمجهول وتنمية للعقل وتوسيع لقاعدة الفهم أو لأخذ العبرة والعظة من قصة ما أو تعلم سلوك جديد جيد من موقف معين أو تعلم ما يرضى الله عز وجل من قصص القرآن الكريم وأخبار الأمم السابقة.
ولابد من الاطلاع الدائم لمسايرة التقدم العلمى الحديث من حولنا والذى لا يتوقف عن التطور والتغير الدائمين.
وإذا أصبح الطفل مداوما على القراءة مشاركا فى اختيار الكتب فإن عادة القراءة تتكون لديه وتتطور إلى براعة ومهارة وشيء أصيل في حياته لا يمكن الاستغناء عنه بمرور الوقت وسيساعده هذا التطور فى اختيار المستقبل الوظيفى الذى يناسبه ويرى فيه نفسه لأنه بالتأكيد سيكون استطاع تحديد شغفه والأشياء التى يتميز فيها عن غيرها ويعرف ميوله فى وقت مبكرة وكل ذلك بفضل إدخال عادة بسيطة وممتعة إلى حياته اليومية منذ الصغر ألا وهى القراءة.
