الخذلان من أقسى أنواع التجارب ألتي قد تمر على الأشخاص، خاصة إذا كانوا من أقرب الناس إليه. . ويكونون في قمة صدقهم للأسف، فكسرة القلب هي أصعب أنواع الوجع النفسي، والتي قد تتسبب في وجع القلب، ويمكن أن ينعكس فعلياً ويتحول لوجع قلب مادي، وملموس.
إننا لا نعيش في هذا العالم منفردين ولا مميزين، ولكننا نعيش في حلقات متصلة منفصلة في أَنَّ واحد فنحن نتصل في حقوقنا، في واجباتنا نحو بعضنا البعض.
وننفصل فقط في مستوى أقدارنا ومعيشتنا.
فأقدارنا ليست متشابهة، ولكننا على طريق واحد، فمنا من أقداره دائما ابتلاءات، واختبارات تهزمه تارة وترفعه تارة. . . ومنا من تكون أقداره فراق بكل أنواعه، ومنا من تكون أقداره فقر وحرمان وغير ذلك، فنحن بذلك متفاوتون في الصبر والمواجهة، فنجدقصص من البطولات التي ضربت أروع الأمثال في الصبر وإلا حتمال..
والله عز وجل حكيم حتى في الابتلاء..فلو قسمنا الابتلاءات كالنعم لوجدنا العدل الكامل، ووجدنا أن الله تعالى يبتلي كُلّ منا على قدر تحمله فمنا من يأخذ إلا بتلاء في الفراق مثلاً، ومنا من يأخذه في ضيق في الرزق، وغير ذلك فلأقدار متعددة، ولاتحاول أن تبحث عن أسباب الابتلاء ولكن حاول أن تجعل من حالة الإنكسار بداية حلم جديد، ولا تقف كثيرا على الأطلال، وابحث عن صوت عصفور يتسلل وراء الأفق مع ضوء صباح جديد. . .
فأنت لست وحدك المبتلى، فوراء كل باب ألم.